المتحدث باسم مجلس سوريا الديمقراطية في حوار لـ"بوابة المواطن": لهذه الأسباب فشلت مفاوضاتنا

الثلاثاء 02/أكتوبر/2018 - 12:31 م

أحمد عبد الرحمن

في ظل التطورات التي تمر بها الساحة السورية تشهد الإدارة الذاتية في شمال سوريا العديد من التحديات أبرزها تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بإقامة مناطق آمنة شرق الفرات، بدعم من القوات الروسية، وعلى الرغم ما يعنيه ذلك من مواجهة الولايات المتحدة الأمريكية، جاء ذلك بعد أسبوعين من إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن التوصل لاتفاق يقضي إعلان منطقة إدلب منزوعة السلاح، بالإضافة إلى آخر الأعمال القتالية في الشمال السوري.

ولذلك كان لـ " بوابة المواطن الإخبارية " لقاء خاص مع المتحدث الرسمي باسم مجلس سوريا الديمقراطية أمجد عثمان.

ما آخر تطورات مفاوضات مجلس سوريا الديمقراطي مع النظام السوري ؟

مؤخرًا كانت هناك دعوة وجهت لمجلس سوريا الديمقراطية ليزور دمشق ويلتقي بمسؤولين كبار لمناقشة مسائل تتعلق بالعلاقة بمستقبل البلاد، وأتت تلك الدعوة بعد تصريحات كان قد أطلقها الرئيس السوري بشار الأسد قال فيها بأنه يعرض التفاوض على قوات سوريا الديمقراطية وهدد أيضًا باستخدام القوة إن لم تقبل القوات مبدأ التفاوض.

وفي الحقيقة أردنا أن نختبر جدية النظام في مسألة التفاوض، فقبلنا دعوتهم لدمشق، وذهب وفد قيادي من مجلسنا والتقى بوفد يمثل دمشق، وتم الاتفاق على تشكيل لجان تخصصية تتابع هذه اللقاءات وبالفعل تم تشكيل لجنة من قبلنا وكان اللقاء الثاني في دمشق أيضًا وطرح وفدنا نقطتين الأولى تتعلق بتغيير الدستور السوري وتعديل مواده والنقطة الأخرى كانت تتعلق بمشروع الإدارة الذاتية القائم في مناطق شمال وشرق سوريا ولم يتم التوصل إلى أي اتفاق بسبب تمسك وفد دمشق بمواقفه وعدم قبوله فكرة إجراء أي تغيير في الدستور، وكان هدفنا في الحقيقة محاولة إيجاد حلول لهذه الأزمة وإنجاز الحل السياسي.

ما تعليقك حول توعد أردوغان بإقامة مناطق آمنة شرق الفرات ؟

أردوغان

أردوغان في الحقيقة يريد أن يهدد المنطقة الآمنة شرق الفرات والتي تكاد تخلو من تنظيمات إرهابية كداعش وغيرها ولم يتبقى سوى جيوب صغيرة في دير الزور وتدور فيها معاركة قاسية الآن، ومن المتوقع حسب الخبراء العسكريين أن تنتهي داعش نهائيًا شرق الفرات خلال شهرين.

ونحن لا نستهين بدور تركيا لأننا ندرك أنها قلقة جدًا من مشروع مجلس سوريا الديمقراطية وقد سعت تركيا في السنوات الأخيرة لإحباط هذا المشروع لأنه لا يخدم أجنداتها التوسعية ولن يؤدي مشروعنا إلى رفع العلم التركي مطلقًا كما يحصل في جرابلس وأدلب ومناطق درع الفرات، وأردوغان باعتقادي من خلال إطلاق التهديدات إنما يرسل برسائل للولايات المتحدة الأمريكية يدعوها لإجراء تفاهمات نهائية بخصوص الملف السوري.

كيف ترى اتفاق أردوغان ونظيره الروسي بإعلان إدلب منطقة منزوعة السلاح ؟

الروس يصرحون بأن الاتفاق مؤقت وأن إدلب ستعود بالتدريج إلى الحكومة السورية، ولكن الأتراك يعتقدون غير ذلك ويرون أن الاتفاق أبعد أدلب من العودة لحكم دمشق مجددًا، ونحن نعتقد أن تركيا لن تكون على استعداد للتخلي عن إدلب بعد الآن.

وإنما سترفع سقف مطالبها أيضا، وأعتقد أن روسيا تقوم بأخطاء تاريخية عندما تسمح لتركيا بالاستيلاء على أراضي سوريا وكان بإمكان روسيا أن تبني الثقة بينها وبين مختلف أبناء الشعب السوري ومختلف الأطراف السياسية وكان علي الروس أن يعلنوا حمايتهم للمدنيين أو العسكريين ممن يختلفون مع دمشق لكي لا تستغل تركيا هذا الفراغ وتقوم باحتلال أراض سورية بذريعة دعم المعارضة السورية

ما حقيقة مشاركة القوات الكردية في سوريا النظام في عملياته العسكرية في منطقة إدلب ؟

كانت هناك العديد من التكهنات فيما يتعلق بمعركة إدلب وحقيقة نحن نرى أن مستقبل إدلب له أهمية كبرى وأساسية في تحديد مستقبل سوريا، وبالنظر إلى أهميتها فقد أبدت جميع الأطراف الدولية والإقليمية المعنية بالملف السوري اهتماماَ بالغًا بمصير إدلب كآخر معقل للمعارضة المسلحة التابعة لتركيا وكعاصمة لجبهة النصرة وغيرها من التنظيمات المصنفة دوليًا تنظيمات إرهابية.

وتضم إدلب مليونان وتسعمائة ألف إنسان حسب آخر الإحصائيات الدولية إلى جانب أنها أصبحت الملاذ الأخير لقرابة مائة ألف مقاتل من مختلف أنحاء سوريا، ونحن في مجلس سوريا الديمقراطية لم نتخذ أي قرار سياسي لمشاركة قوات سوريا الديمقراطية في معركة إدلب.

تحت راية المجتمع الكردي 30% من مساحة سوريا ونجحوا في إقامة الإدارة الذاتية هل هذا هو هدفهم ؟

هناك مبالغة في مثل هذه التصورات، فمساحة 30 % من سوريا هي واقعة تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية حيث حررت معظمها واستعادتها من تنظيم داعش الإرهابي وطردته منها، وقوات سوريا الديمقراطية 60 % من مقاتليها هم ينتمون للقومية العربية وهم أبناء عشائر عربية تنتمي للمنطقة.

وكذلك فإن الكرد لهم دور مهم وأساسي في تشكيل هذه القوات، إضافة إلى أن مشروع مجلس سوريا الديمقراطية ليس مبنيًا على فكرة إقامة كيان قومي وإنما هدف مجلسنا هو، إقامة نظام ديمقراطي تعددي في سوريا لا مركزية، كما أننا مهتمون بحل قضايا كافة مكونات الشعب السوري من كرد وسريان وآوشوريين، ونحن حريصون على وحدة سوريا وسيادتها.

وأبدينا استعدادنا للحوار والتفاوض مع الحكومة السورية في دمشق وهذا يثبت قولنا بأننا لسنا أصحاب مشاريع تقسيمية وإنما نحن نبحث عن حلول سياسية لوضع حد للصراع والبدء بصياغة مستقبل سوريا وفق تفاهمات سورية.

نعلم تحالف واشنطن مع سوريا الديمقراطية ضد داعش، ولكن ما تعليقك حول توقف الدعم الأمريكي؟

قوات سوريا الديمقراطية كانت أفضل من مقاتلي داعش في المنطقة وقضت على عاصمته المزعومة في مدينة الرقة وكان ذلك بالتنسيق المستمر والتعاون مع قوات التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب وهذا التنسيق لازال في أفضل حالاته.

وعن عفرين فهي بكل أسف كانت ضحية لتفاهمات روسية-تركيا حيث كانت تقع عفرين تحت سلطة النفوذ الروسي وفق معادلة أسست لها تفاهمات كيري لافاروف في سبتمبر 2016 وبشكل مؤسف قام الروس بالتخلي عن عفرين لاستمالة تركيا إلى محورها ورغم ذلك تمكنت قوات سوريا الديمقراطية من الدفاع عن عفرين لمدة 58 يومًا دون أي غطاء جوي.

وماذا عن حلم استقلال المجتمع الكردي؟ وهل مازال حلم الاستقلال مطروح الآن؟

لدى كل شعب ومجتمع حلم يحدث نفسه به، فالشعب العربي يحلم بإقامة وطنه الكبير من المحيط إلى الخليج، لأن الشعب العربي يعتقد أن هذا الوطن الكبير سيلبي احتياجاته ويحقق له كرامته المهدورة في ظل أنظمة استبدادية وأمنية قمعية، كذلك المجتمع الكردي فهو أيضًا يرى أن من حقه أن ينال استقلاله كباقي المجتمعات وأن يحقق كرامته.

ولكن الوقائع تقول بأن تحقيق ذلك أمر غير ممكن ولذلك باعتقادي أن الخيار الأمثل أمام الشعب الكردي هو أن يتحرك مع شركائه الوطنيين وأن يلعب دورًا فعالًا في تحقيق الديمقراطية والعدالة في الدولة التي ينتمي إليها، كذلك فإن الأنظمة الحاكمة عليها أن تتعامل مع القضية الكردية كقضية عادلة يجب حلها حلًا عادلًا وفقًا للعهود والمواثيق الدولية وأن تكف هذه الأنظمة عن التعامل بشكل أمني مع قضية عادلة كقضية الشعب الكردي وأن تفتح هذه الأنظمة هذا الملف بجرأة وأن تقرر بشجاعة حل هذه المشكلة.

صرح أردوغان أن الدوريات المشتركة بين الجيش التركي والجيش الأمريكي في مدينة منبج شمال سوريا ستنطلق قريبا.. ما هي رؤيتك ؟

أعتقد أن هناك دوريات منفصلة وهناك حديث عن أنها ستصبح دوريات مشتركة بين الأتراك والأمريكيين وأعتقد أن الأتراك ليسوا راضين تماما عن الاتفاق الذي عقدوه مع الأمريكان بخصوص منبج ولا أستبعد أن تحاول تركيا قلب الطاولة على هذا الاتفاق قريبًا وربما تحاول تحسين شروط الاتفاق لصالحها ولكن لا أعتقد أن تحقيق ذلك أمر سهل.