المواطن

رئيس مجلسي
الإدارة والتحرير
مسعد شاهين

هل غطس جيل الثمانينيات في مية البطيخ بسبب أغنية لولاكي ؟

الأربعاء 03/أكتوبر/2018 - 04:50 م
وسيم عفيفي
طباعة
بدأت مسيرة جيل الثمانينيات في مصر بحادثة اغتيال حلم أصحابها بإحداث انقلاب عسكري، وانتهى هذا الجيل بوصمة أغنية لولاكي التي مثلت انقلاباً في عالم الغناء والموسيقى وباتت أغنية لولاكي هي شعار جيل الثمانينيات.

أغنية لولاكي .. حكاية انقلاب شاعر
الشاعر عزت الجندي
الشاعر عزت الجندي
بيع ألبوم لولاكي بـ 6 مليون نسخة من شريط الكاسيت في مصر والعالم العربي، وداخل نطاق القاهرة وحدها حققت 8 مليون.
ضم ألبوم أغنية لولاكي 8 أغنيات وضع تأليف 4 أغنيات منهم الشاعر عادل عمر (من صغري، حبابة، زينا، عني)، بينما كتب علي حميدة كلمات 3 أغنيات منهم (يا موجا، وينها، بيكي)؛ لكن تبقى أغنية "لولاكي" هي أشهر ما في الألبوم والتي كتبها الشاعر الغنائي عزت الجندي.


رغم بعض الإسهامات القليلة للشاعر عزت الجندي قبل لولاكي، لكن بعد لولاكي كان عزت الجندي باقياً فألف عددا من الأغاني لكبار المطربين بعد ذلك أبرزهم "سيدي وصالك" و"عمري معاك" لأنغام، "جار الهنا يا جاري" لمحمد العزبي، "أهلا بالعيد" لصفاء أبو السعود؛ ورغم كل هذه الأغنيات المشهورة بقيت لولاكي هي وصمة في جبينه لم ينكرها.

جيل الأزمات أم جيل أغنية لولاكي ؟
 
على مواقع التواصل الاجتماعي بات الحنين لفترة الثمانينيات واضحاً لدرجة تخصيص صفحات متعلقة بتراث هذا الجيل وحده من الأغنيات وتراث التلفزيون، لكن أغنية لولاكي تعتبر عاراً بالنسبة لهم ـ الآن ـ، لكن النظرة لهذا الجيل تؤكد ضرورة خروج أغنية تلهب مشاعر الجيل وقتها حتى يحكم عليها الزمن بالهبوط.
أغنية لولاكي كانت دليلاً عملياً على ما عانته مصر من مد وجزر في ظروف سياسية واقتصادية وفكرية شديدة التباين والتناقض.

بدأ جيل الثمانينيات وهو يرى اغتيال أكبر رأس في الدولة عبر شاشات التلفزيون في 6 أكتوبر سنة 1981 م، ورغم أن مصر استكملت عملية تحرير سيناء بعدها بعام، لكن لأول مرة رأى جيل الثمانينيات الدبابات في الشوارع سنة 1986 م، لفرض حظر التجوال نتيجةً لأحداث الأمن المركزي.

 
اعتاد جيل الثمانينيات على العمليات الإرهابية التي تقوم بها التنظيمات الإسلامية المختلفة وعلى رأسها الجهاد، لكن لأول مرة يرى جيل الثمانينيات تنظيماً مدنياً ناصرياً يقوم بعمليات اغتيالٍ سياسي وهو تنظيم ثورة مصر المعارض للتطبيع مع إسرائيل، والذي تأسس عام 1984 م لاستهداف الشخصيات الأمريكية والإسرائيلية.
ورغم تفشي أفلام المقاولات في شاشات السينما، كان جيل الثمانينيات يعيد اكتشاف أميتاب باتشان من خلال شرائط الفيديو ويجدد ذكرى بروس لي بأفلامه التي كانت تباع.
كاريكاتير ساخر عن
كاريكاتير ساخر عن نجاح أغنية لولاكي
وعلى نفس أرصفة شرائط الفيديو كانت أغنيات أحمد عدوية تكتسح شرائط موسيقى الرقص الشرقي وبينهما عبدالحميد كشك الذي تُهَرَّب أشرطته "الخطب المنبرية" تفادياً للوقوع في فخ قانون الطوارئ.

كل هذا كان قبل 1988 م وهو يؤكد مدى الانقلابات المتغايرة في المجتمع المصري سياسياً، لكن العام 1988 م كان غريباً ويؤكد ضبابية التناقض في هذا الجيل.

الشارع المصري سياسياً وفكرياً كان يستعد لتقديم أهم الكرنفالات الاحتفالية ابتهاجاً بذكرى تولي الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك حكم مصر، لكن تاريخ 13 أكتوبر 1988 جعل اسم مبارك يقل في الجرائد، بسبب فوز نجيب محفوظ بجائزة نوبل للآداب يوم الثالث عشر من أكتوبر سنة 1988 م، وبات نجيب محفوظ حديث المثقفين لغضون ساعات، حتى نزل ألبوم لولاكي قبل مساء هذا اليوم وظلت مصر كلها تتحاكى بتلك الأغنية لمدة أسابيع ولم يعرف الشعب أن نجيب محفوظ فاز بجائزة نوبل، ولم يهتم الكثيرون بمبارك، فقط كانت أغنية لولاكي على الألسن بعدما استولت على الأذن.
هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟
ads
ads
ads
ads
ads