بين التفاخر والاستهتار.. أفراح سوهاج تتحول الى أتراح بسبب ضرب النار
الأحد 07/أكتوبر/2018 - 09:20 م
ايمن الجرادى
طباعة
بتصرفات لا مسئولة، من كبار وصغار، تحوت الأفراح إلى أتراح وحزن شديد، وأستُبدلت الزغاريد بالنواح والعويل، حيث جاءوا مهنئين وذهبوا أموات، أطفال صغار وشيوخا كبار وشباب فى مقتبل العمر، تنتهى حياتهم نتيجة العبث فى استخدام الأسلحة النارية ابتهاجا بالأفراح والمناسبات فى الكثير من قرى محافظة سوهاج.
عادات وتقاليد تربى ونشأ عليها أبناء الصعيد، دون غيرهم من أرجاء المحروسة، تراث ورثها الآباء عن الأجداد وتوارثه الأبناء عنهم استكمالا لمسيرة تاريخية منذ زمن بعيد على أيدى السلف، دروب يسير عليها الأبناء، رسمها الآباء والأجداد، ومنها عادة الاحتفال والابتهاج بإطلاق الأعيرة النارية في الأفراح، حيث كانت تلك العادة ركن أساسي لكثير من العائلات وبعض القرى، حيث يتم انارة سماء الأفراح بالطلقات النارية تعبيرًا عن السعادة والابتهاج والفرحة العارمة بين الاهل والاحباب.
وقع نتيجة تلك الاحتفالات بالأعيرة النارية فى الاونة الاخيرة العديد من الكوارث التي نجم عنها مصرع العديد من الأبرياء الذين ليس لهم ادنى ذنب فى الحادث ولكن تصادف وجودهم فى العُرس او تواجدهم بالطرق العامة او شرفات المنازل أثناء مرور العُرس واطلاق الاعيرة النارية، مما ادى إلى اصابتهم بدون قصد ولكن بتلك الطلقات انتهت حياتهم للابد.
جدير بالذكر انه منذ ايام قليلة أصيب كل من " محمد م ا " 15 عام طالب " بطلق ناري بالبطن فتحتي دخول وخروج " و" صدام ح ا" 12 عام طالب " بطلق ناري بالجانب الأيسر من البطن " ويقيمان نجع عبد الرسول التابع لـ قرية جهينة الشرقية، دائرة المركز فى عرس نتيجة إطلاق الاعيرة النارية للابتهاج، وتم نقلهما الى المستشفى الجامعي، وتوفى أحدهم وتم شفاء الاخر.
يقول سالمان خلف، شيخ حصة بإحدى قرى سوهاج، ان عملية ضرب النار فى الافراح باتت عادة سيئة وقديمة ولا يتمسك بها الا من يقومون بالكذب والفخر والرياء، ولكن فى نهاية الامر غالبا يحدث ما لا يحمد عقباه معهم بسبب كل ذلك.
لقيت سيدة ايضَا من قبل مصرعها فى الحال نتيجة الاصابة بطلق ناري اثناء وجودها فى شرفة المنزل، نتيجة ضرب النار بطريقة عشوائية فى عُرس بالمنطقة المجاورة.
ويقول " محمود أحمد " البالغ من العمر 63 عاما ان الاسلحة باتت من بعد ثورة 25 يناير بأيدي العيال الصغيرة، بسبب دخول كميات كبيرة من خارج مصر من نواحي ليبيا والسودان وغيرة، نتيجة خلل آنذاك فى الأمن ولكن الان الامور رجعت افضل مما كانت علية.
والتقط الحديث الحاج محمود عبدالرحمن قائلا، لكى اتجنب ان يتحول الفرح او العُرس عندما نحتفل اقوم بكتابة لافتة طويلة عريضة فى مدخل العُرس مكتوب عليها "ممنوع ضرب النار" ولذلك يقوم الاهل والمعازيم بالالتزام بذلك، ويتم الفرح على خير.
وقال إنه ذات مرة فى احد الافراح خالف احد المعازيم ذلك وأطلق بعض الطلقات النارية، وما كان منى الا ان قمت بإخراجه وسط الناس، وقام بالخروج من العُرس ذهب.
وأكد اللواء هشام الشافعى، مدير أمن سوهاج، ان مديرية الأمن تبذل قصارى جهدها لضبط الأسلحة غير المرخصة بحوزة الخارجين عن القانون، حيث يقوم ضباط المباحث بجمع الأقسام والمراكز يوميا بدون تقصير بعمل حملات على الخارجين عن القانون لضبط تلك الاسلحة النارية.
وأضاف أنه تمكنت مديرية الامن خلال الشهر الماضي من ضبط كميات كبيرة من الأسلحة المتنوعة منها الآلى والخرطوش والمسدس والفرد الروسي محلى الصنع والخرطوش، ويتم تحرير المحاضر اللازمة لكل متهم في دائرة الضبط.
فيما اكد مدير مباحث سوهاج العميد عبدالحميد أبوموسى، إنه لا تخرج طلقة نارية في أي عرس أو حفل ابتهالا ويتم القبض على صاحبها وبرفقته السلاح المستخدم، وتحرير محضر بالواقعة وعرضه على النيابة للبت فى امرة، وخاصة بعد حدوث إصابات اودت بحياة الكثيرين بسبب الضرب العشوائي من الاسلحة غير المرخصة بالأفراح.