الخروج عن النص.. محافظ المنوفية يعطي المسئولين درسا في التواضع
الأربعاء 10/أكتوبر/2018 - 06:17 م
شيماء اليوسف
طباعة
في مشهد ريفي على الطراز السيادي، جلس محافظ المنوفية اللواء رئيس أركان حرب سعيد عباس، بين الفلاحين ليحدق بمشكلاتهم ويبحث معهم عن حلول، وقد خلع ثياب السيادة والسلطة ولبس عباءة الفلاحة، العباءة التي أشعرتهم ببساطة الراعي والانسجام مع الرعية، لفتة إنسانية فريدة من نوعها، كأنه كان يطبطب على قلوبهم الشديدة البساطة، ليشعرهم بأنه واحدا من جسدهم وابن جلدتهم.
محافظ المنوفية يكسر الطقوس الرسمية
محافظ المنوفية
كسر محافظ المنوفية الحاجز بينه وبين الفلاحين، ومزق بموقفه المتواضع هذا، النص الفاصل بين الحاكم والمحكوم، وكأنه أراد أن يقول لهم، أنا منكم ولكم، وإذ به يتناول الذرة الشامية في الحقل، ينتعش بنسائم الريف الطيبة، وقلوب الفلاحين المليئة بالكرم والغطاء، على ضفاف ترع "شبين الكوم" عندما كان يتفقد طريق طملاي المزدوج، فالخروج عن الرسميات المتكلفة كان طريقه نحو الوقوف على المعوقات التي تواجه تنفيذ مشروع طملاي، بغرض وضع حلول لهذه المعوقات.
جلس محافظ المنوفية على جانبي إحدى الترع، يتناقش مع العديد من الفلاحين، يستمع لشكواهم، يتناقش معهم في أمور معيشتهم وكأنه صديق لهم وليس مسئولا، يحطم بيده كل الحواجز التي قد تمنع المواطن من أن يدق باب المحافظ ويطلب قضاء حاجاته، الخروج عن النص كان التقليدي في تعامل المسئولين بالمواطنين، وإذا بيده تكفكف على كتف أحد المواطنين حينما كانوا يتحاورون والحديث قد بلغ منتهاه، تشعره يطبطب على فؤاد المواطن، كأنه يقول له أنا بجانبك أنا معك، فيشعره أن هناك من يهتم به ويسمع لصوته ويجيب سؤاله.
توافد المواطنون حول محافظ المنوفية
محافظ المنوفية
يلتف المواطنون حول محافظ المنوفية، ليستمع إلى مطالب الأهالي وإذ بهم يتوافدون عليه من كل حدب وصوب مرحبين بالمشهد الفريد من نوعه، المجسد على الطراز الريفي الأكثر بساطة ونقاء، وفي الزاوية الأخرى من المشهد، رجل وزوجته يستقلا دراجة بخارية، يحملان طفلهما، غير أبهين بما يحدث هناك، أي أن المشهد خلو من الرسميات التي يتتبعا المسئولين عموما جولاتهم، وهذا منظور جديد يستهدفه المحافظ، وكأنه معلم من الطراز السيادي يعلم المسئولين كلهم كيف يكون التعامل مع المواطنين.
محافظ المنوفية
لقد خلا لقاء محافظ المنوفية من الأبواق الإعلامية، لأنه يسعى في المقام الأول إلى خدمة المواطنين والاستماع إليهم بدون أصوات صارخة لا تبحث إلا عن مصلحتها وليس مصلحة المواطنين فهو لا يبيع آلامهم للعدسات والشاشات بل يكتنفه شعورا بالاحتضان لهذا المواطن الذي يبذل كل مساعيه من أجل خدمة الوطن ولعل الفلاحين في محافظة المنوفية، لن ينسوا هذا الموقف ذات الذي لا يتكرر كثيرا، ومن منهم لم يعد إلى منزله فيحكي لزوجته وأولاده أنه كان بمجلس المحافظ وجلسوا جميعهم يتسامرون ويتضاحكون ويأكلون الذرة معا.
ولم يكن لقاء محافظ المنوفية بالمواطنين على سبيل الترويح عن النفس في حقول الفلاحين، والاستمتاع بالمنظر الريفي وسماء المنوفية الصافية وشمسها الأكثر هدوءا وطمأنينة، بل حرص على الاستماع إلى مشكلات المواطنين فيما يخص طريق طملاي، مؤكدا لهم أنه سيتابع بنفسه الأعمال الخاصة بالطريق، بل وعدهم بالانتهاء منه، لأن طملاي يعد طريقا حيويا لمدينة السادات ومن شأنه تعزيز مكانة المنوفية على خارطة الاستثمار والتنمية المستدامة.
محافظ المنوفية والفلاحين مشهد فريد من نوعه
محافظ المنوفية
وقام محافظ المنوفية بتوثيق اللقاء مع المواطنين، ملتقطا معهم صور تذكارية، ليحفزهم على العمل، وفي إطار اللقاء الريفي سعى المحافظ على التنسيق بين بين رئاسة مجلس الوزراء ووزارة النقل بهدف جني ثمار مشروع طملاي، مخاطبا الجهات المعنية بضرورة العمل على تنفيذ هذا التوصيات، للوفاء بوعوده مع أهل المنوفية.
وقد حرص المحافظ، عند لقائه بأهلي قرى مركز منوف، على تذليل كل العقبات التي قد تواجه تنفيذ مشروع طملاي، متخذا على عاتقه تلبية كافة متطلبات التنفيذ، وفق الخطة الزمنية المحددة للانتهاء من المشروع، من أجل تيسير الحركة المرورية، وقد رافق المحافظ جولته، رئيس مجلس إدارة شركة مياه الشرب والصرف الصحي بالمنوفية، المهندس محمد نجيب، ورئيس مجلس مدينة منوف، والمستشار الهندسي للمحافظة.