نص كلمة الرئيس السيسي في المؤتمر الصحفي المشترك مع الرئيس بوتين
الأربعاء 17/أكتوبر/2018 - 03:31 م
ياسمين شهاب
طباعة
نشرت الصفحة الرسمية للمتحدث باسم الرئاسة السفير بسام راضى، نص كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي في المؤتمر الصحفي المشترك مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
إليكم نص الكلمة:
"فخامة الرئيس "فلاديمير بوتين"،
السيدات والسادة،
أود بدايةً أن أشكر مُجدداً ، صديقي العزيز الرئيس "بوتين" ، على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة ، خلال هذه الزيارة المهمة ، التي تؤكد وتعكس قوة العلاقات التاريخية الوثيقة .. التي تربط بين مصر وروسيا.
ويسرني هنا ، أن أؤكد لكم بالغ سعادتى ، بالزخم الكبير الذى اكتسبته العلاقات المصرية الروسية ، على مدار الأعوام الأربعة الماضية ، والإنجازات التي تحققت في مختلف المجالات ، وعلى رأسها مشروع التعاون الضخم بين البلدين ، المتمثل في اتفاقية إنشاء المحطة النووية في الضبعة ، وهو المشروع الذي يعد بدون شك ، عنواناً لنقلة نوعية في مستوى التعاون بين بلدينا الصديقين ، بالإضافة إلى مشروع المنطقة الصناعية الروسية في شرق بورسعيد ، الذى ينقل التعاون الاقتصادى بين البلدين ، من مرحلة التبادل التجارى إلى مرحلة التعاون في التصنيع ، والذي أثق أنه سيفضى إلى طفرة حقيقية ، في حجم ونوعية الاستثمارات الروسية المباشرة .. في مصر.
لقد تكللت كذلك جهودنا المشتركة ، في تعزيز أواصر علاقات الصداقة بين بلدينا ، بالتوقيع على اتفاقية الشراكة الإستراتيجية الشاملة ، التى سنكتب من خلالها فصلاً جديدا ، على درب التعاون فيما بيننا ، وستفتح آفاقاً ممتدة ، للارتقاء بمستوى علاقاتنا الثنائية .. و شراكتنا الاستراتيجية.
كما تجدر الإشارة الى اتفاقي مع الرئيس بوتين ، على إعلان عام 2020 عاماً ثقافياً بين مصر وروسيا ، حيث نأمل أن يشهد هذا العام ، العديد من المناسبات الاحتفالية ، التي تعكس التواصل الثقافي والحضاري والفني .. بين البلدين والشعبين الصديقين.
السيدات والسادة،
وكما تتعاون مصر وروسيا ، في تأمين مستقبل أفضل لشعبيهما ، فإن التنسيق بيننا يمتد ، ليشمل تناول المستجدات الإقليمية في المنطقة ، إيماناً منا بالأهمية القصوى ، لاستعادة الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط ، بشكلٍ يُحقق مصالح شعوبها ، ويضمن مستقبلاً أفضل لشبابها ، بعد المعاناة الطويلة من قسوة الحرب .. وما تسببت فيه من دمار.
وفى هذا السياق ، تطرقنا الى القضية الفلسطينية ، ولمسنا التقارب الكبير في مواقف مصر وروسيا إزاء عملية السلام الفلسطينية-الإسرائيلية ، لاسيما تأكيد الثوابت ، المتمثلة في ضرورة التوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية ، على أساس حل الدولتين ، ووفقاً لحدود عام 1967 ولأحكام القانون الدولي.. ومبادرة السلام العربية.
كما حظيت تطورات الأوضاع في سوريا ، بحيز مهم من النقاش ، حيث اتفقنا على أهمية مواصلة التشاور والتنسيق بين مصر وروسيا ، حول هذا الملف الحيوي ، والعمل على تفادي المزيد من التصعيد الميداني في سوريا ، بالتوازي مع بحث سبل دعم الحل السياسي ، وذلك من خلال تشجيع المبعوث الأممي، على إطلاق عمل لجنة صياغة الدستور في أقرب فرصة ، كخطوة مهمة ، لتهيئة الظروف المناسبة لاستئناف المفاوضات السياسية ، وصولاً إلى حل سياسي شامل ، يُحقق الطموحات المشروعة للشعب السوري الشقيق ، ويحافظ على وحدة الدولة السورية .. وسلامتها الإقليمية.
وبخصوص الأوضاع في ليبيا ، فقد تطرقت المباحثات ، إلى مستجدات الأزمة على الصعيدين السياسي والأمني ، وتبادلنا التقييم حول جميع الاتصالات والتحركات ، التي تقوم بها مختلف الأطراف الفاعلة في ليبيا.
وحَرِصتُ في هذا الإطار ، على إحاطة الرئيس بوتين برؤية مصر ، إزاء الحل السياسي في ليبيا ، والجهود المبذولة من القاهرة ، على صعيد توحيد المؤسسة العسكرية الليبية ، لتمكينها من القيام بمهامها.. بفاعلية.
كما ناقشنا تداعيات الاشتباكات الأخيرة ، التي شهدتها مدينة طرابلس ، وما أظهرته من خطورة الاعتماد على الميليشيات في توفير الأمن ، الذي يجب أن يكون مهمة حصرية ، للقوات الأمنية النظامية والجيش الوطني ، وأكدنا أهمية التزام المجتمع الدولي ، بالتنفيذ الكامل ، لمبادرة المبعوث الأممي "غسان سلامة" للحل في ليبيا ، بجميع عناصرها ، وما يتطلبه ذلك من تجنب الدخول في مسارات موازية للحل ، لن تُفضي إلا لإطالة الأزمة ، وتوسيع هوة الخلاف في الرؤى بين الأطراف المعنية ، كونها لا تحظى بالضرورة بتوافق ليبي .. أو دولي.
كما اتفقتُ مع فخامة الرئيس "بوتين" ، على أهمية تعزيز تبادل المعلومات بين الأجهزة المختصة ، اتصالاً بجهود التصدي للإرهاب ، خاصةً فيما يتعلق بانتقال الإرهابيين ، من مناطق عدم الاستقرار إلى دول أخرى ، وارتكابهم لأعمال إرهابية في تلك الدول ، وأكدنا كذلك ، ضرورة منع الدول لمرور هؤلاء الإرهابيين عبر أراضيها ، وتبادل المعلومات بشأنهم مع كافة الدول الأخرى ، والمنظمات الدولية المعنية ، كما أكدتُ انفتاح مصر للتعاون المكثف مع روسيا في هذا المجال ، باعتبار البلدين شريكين تقليديين ، تجمعهما رؤية واضحة ومشتركة ، إزاء هذا التحدي الخطير على استقرار المنطقة ، كما قمت باستعراض نتائج العملية الشاملة سيناء 2018 ، والنجاحات الفائقة التي حققتها ، في إطار جهود مصر في مكافحة الإرهاب.
فخامة الرئيس،
السيدات والسادة،
مرة أخرى ، أجدد شكري للرئيس بوتين ، على دعوته الكريمة لي لزيارة روسيا ، باسمي وباسم الشعب المصري ، ويؤكد متانة العلاقات الاستراتيجية التاريخية بين البلدين ، وتطلعنا لمواصلة تطويرها خلال الفترة المقبلة ، بما يلبي تطلعات شعبينا .. نحو الاستقرار والتنمية.
إليكم نص الكلمة:
"فخامة الرئيس "فلاديمير بوتين"،
السيدات والسادة،
أود بدايةً أن أشكر مُجدداً ، صديقي العزيز الرئيس "بوتين" ، على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة ، خلال هذه الزيارة المهمة ، التي تؤكد وتعكس قوة العلاقات التاريخية الوثيقة .. التي تربط بين مصر وروسيا.
ويسرني هنا ، أن أؤكد لكم بالغ سعادتى ، بالزخم الكبير الذى اكتسبته العلاقات المصرية الروسية ، على مدار الأعوام الأربعة الماضية ، والإنجازات التي تحققت في مختلف المجالات ، وعلى رأسها مشروع التعاون الضخم بين البلدين ، المتمثل في اتفاقية إنشاء المحطة النووية في الضبعة ، وهو المشروع الذي يعد بدون شك ، عنواناً لنقلة نوعية في مستوى التعاون بين بلدينا الصديقين ، بالإضافة إلى مشروع المنطقة الصناعية الروسية في شرق بورسعيد ، الذى ينقل التعاون الاقتصادى بين البلدين ، من مرحلة التبادل التجارى إلى مرحلة التعاون في التصنيع ، والذي أثق أنه سيفضى إلى طفرة حقيقية ، في حجم ونوعية الاستثمارات الروسية المباشرة .. في مصر.
لقد تكللت كذلك جهودنا المشتركة ، في تعزيز أواصر علاقات الصداقة بين بلدينا ، بالتوقيع على اتفاقية الشراكة الإستراتيجية الشاملة ، التى سنكتب من خلالها فصلاً جديدا ، على درب التعاون فيما بيننا ، وستفتح آفاقاً ممتدة ، للارتقاء بمستوى علاقاتنا الثنائية .. و شراكتنا الاستراتيجية.
كما تجدر الإشارة الى اتفاقي مع الرئيس بوتين ، على إعلان عام 2020 عاماً ثقافياً بين مصر وروسيا ، حيث نأمل أن يشهد هذا العام ، العديد من المناسبات الاحتفالية ، التي تعكس التواصل الثقافي والحضاري والفني .. بين البلدين والشعبين الصديقين.
السيدات والسادة،
وكما تتعاون مصر وروسيا ، في تأمين مستقبل أفضل لشعبيهما ، فإن التنسيق بيننا يمتد ، ليشمل تناول المستجدات الإقليمية في المنطقة ، إيماناً منا بالأهمية القصوى ، لاستعادة الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط ، بشكلٍ يُحقق مصالح شعوبها ، ويضمن مستقبلاً أفضل لشبابها ، بعد المعاناة الطويلة من قسوة الحرب .. وما تسببت فيه من دمار.
وفى هذا السياق ، تطرقنا الى القضية الفلسطينية ، ولمسنا التقارب الكبير في مواقف مصر وروسيا إزاء عملية السلام الفلسطينية-الإسرائيلية ، لاسيما تأكيد الثوابت ، المتمثلة في ضرورة التوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية ، على أساس حل الدولتين ، ووفقاً لحدود عام 1967 ولأحكام القانون الدولي.. ومبادرة السلام العربية.
كما حظيت تطورات الأوضاع في سوريا ، بحيز مهم من النقاش ، حيث اتفقنا على أهمية مواصلة التشاور والتنسيق بين مصر وروسيا ، حول هذا الملف الحيوي ، والعمل على تفادي المزيد من التصعيد الميداني في سوريا ، بالتوازي مع بحث سبل دعم الحل السياسي ، وذلك من خلال تشجيع المبعوث الأممي، على إطلاق عمل لجنة صياغة الدستور في أقرب فرصة ، كخطوة مهمة ، لتهيئة الظروف المناسبة لاستئناف المفاوضات السياسية ، وصولاً إلى حل سياسي شامل ، يُحقق الطموحات المشروعة للشعب السوري الشقيق ، ويحافظ على وحدة الدولة السورية .. وسلامتها الإقليمية.
وبخصوص الأوضاع في ليبيا ، فقد تطرقت المباحثات ، إلى مستجدات الأزمة على الصعيدين السياسي والأمني ، وتبادلنا التقييم حول جميع الاتصالات والتحركات ، التي تقوم بها مختلف الأطراف الفاعلة في ليبيا.
وحَرِصتُ في هذا الإطار ، على إحاطة الرئيس بوتين برؤية مصر ، إزاء الحل السياسي في ليبيا ، والجهود المبذولة من القاهرة ، على صعيد توحيد المؤسسة العسكرية الليبية ، لتمكينها من القيام بمهامها.. بفاعلية.
كما ناقشنا تداعيات الاشتباكات الأخيرة ، التي شهدتها مدينة طرابلس ، وما أظهرته من خطورة الاعتماد على الميليشيات في توفير الأمن ، الذي يجب أن يكون مهمة حصرية ، للقوات الأمنية النظامية والجيش الوطني ، وأكدنا أهمية التزام المجتمع الدولي ، بالتنفيذ الكامل ، لمبادرة المبعوث الأممي "غسان سلامة" للحل في ليبيا ، بجميع عناصرها ، وما يتطلبه ذلك من تجنب الدخول في مسارات موازية للحل ، لن تُفضي إلا لإطالة الأزمة ، وتوسيع هوة الخلاف في الرؤى بين الأطراف المعنية ، كونها لا تحظى بالضرورة بتوافق ليبي .. أو دولي.
كما اتفقتُ مع فخامة الرئيس "بوتين" ، على أهمية تعزيز تبادل المعلومات بين الأجهزة المختصة ، اتصالاً بجهود التصدي للإرهاب ، خاصةً فيما يتعلق بانتقال الإرهابيين ، من مناطق عدم الاستقرار إلى دول أخرى ، وارتكابهم لأعمال إرهابية في تلك الدول ، وأكدنا كذلك ، ضرورة منع الدول لمرور هؤلاء الإرهابيين عبر أراضيها ، وتبادل المعلومات بشأنهم مع كافة الدول الأخرى ، والمنظمات الدولية المعنية ، كما أكدتُ انفتاح مصر للتعاون المكثف مع روسيا في هذا المجال ، باعتبار البلدين شريكين تقليديين ، تجمعهما رؤية واضحة ومشتركة ، إزاء هذا التحدي الخطير على استقرار المنطقة ، كما قمت باستعراض نتائج العملية الشاملة سيناء 2018 ، والنجاحات الفائقة التي حققتها ، في إطار جهود مصر في مكافحة الإرهاب.
فخامة الرئيس،
السيدات والسادة،
مرة أخرى ، أجدد شكري للرئيس بوتين ، على دعوته الكريمة لي لزيارة روسيا ، باسمي وباسم الشعب المصري ، ويؤكد متانة العلاقات الاستراتيجية التاريخية بين البلدين ، وتطلعنا لمواصلة تطويرها خلال الفترة المقبلة ، بما يلبي تطلعات شعبينا .. نحو الاستقرار والتنمية.