هل أصبح الذكاء الاصطناعي خطرا على مستقبل البشر
الخميس 18/أكتوبر/2018 - 12:31 م
شيماء اليوسف
طباعة
يعيش العالم الآن في صراع بين البشر والذكاء الاصطناعي، لقد أصبح فكر الآلة سيدا في الأرض مما أضحى الإنتاج الصناعي سريعا ومنتشرا، إلى جانب التلقي المعلوماتي بدون تأمل ومما يثير القلق في هذا الجانب تراجع الذات الإنسانية بعقلها وارداتها.
الذكاء الاصطناعي ومخاطره على البشر
الذكاء الاصطناعي
استطاع عصر الذكاء الاصطناعي أن ينشر منطق الآلة في غفلة من الزمان على الفكر الإنساني بمقتضى قوانين الواقع التكنولوجي الصارم، حيث برز في العصر الرقمي ظواهر عديدة وأهم هذه الظواهر استبدال العامل البشري بالآلة الصناعية في مختلف المجالات.
الهواتف الذكية وقانون السرعة
الذكاء الاصطناعي
تأثر أسلوب حياة البشر بفعل الذكاء الاصطناعي الذي أفقدهم وعيهم بسبب التصاقهم بشاشة الهواتف الذكية التي جعلتهم يعتكفون لساعات طويلة بغرض قضاء أوقاتهم وراء أخبار لا تغني ولا تسمن من جوع، بموجب قانون السرعة الذي يلاحق البشر في العصر الرقمي الذي ترتب عليه إلقاء النتاج الفكري الإنساني على الأرفف العتيقة للمكتبات.
يتهم الكثيرون تكنولوجيا العصر الرقمي أنها السبب وراء انتشار مظاهر القتل والدمار والتشرد الذي كشف عن فضائح الإنسانية المزعومة، وتدني الأذواق بشكل عام في مختلف المجتمعات التي بات الذكاء الاصطناعي جزءا لا ينفصل عنها، إضافة إلى اختفاء الأفكار الأفلاطونية والسقراطية وأدب الحكيم ومحفوظ وشكسبير وهيجو وغيرهم، في الوقت الذي وصل الفكر الآلي إلى قمة نتاج التقدم العلمي الذي قاده الإنسان للسيطرة على موارد الطبيعة وتسخيرها في التحول من الجهد البشري إلى الجهد الآلي.
بداية ظهور الذكاء الاصطناعي
الذكاء الاصطناعي
ظهر الذكاء الاصطناعي بدءا من العجلة وحتى تصنيع الساعات والآلات الميكانيكية، ونماذج أولية للروبوتات في الحضارات القديمة وعلى سبيل المثال نموذج حاسبة موجود في المتحف البريطاني، صمم بالموصل في عصر الدولة الزنكية، ومن المظاهر الأخرى في عصر فكر الآلة السرعة الهائلة في ايصال المعلومات وحجم المعلومات المتدفقة، والطاقة الفائقة في معالجة المعلومات والسعة الهائلة للتخزين، إضافة إلى ربط مجاميع البحث والإنتاج ببعضها البعض.
الذكاء الاصطناعي
يعتمد الذكاء الاصطناعي على منطق القوة المتصارعة وقد ظهر نهج جديد في الإنتاج الذي يتسابق مع الزمن حتى وصل الأمر إلى ظهور مجاميع اقتصادية عملاقة لم تكن في الحسبان في فترة زمنية قليلة كالتنافس الاقتصادي المجنون والإنتاج المتخم وعلى الجهة الأخرى يقابله حرمان وجوع لمليارات من البشر، وزيادة الإنتاج الصناعي تطلب لا محالة أسواقا لتسويق المنتجات الذي حول الدول الصناعية الكبرى لوحوش تفترس البشر بدم بارد من أجل التوسع الاقتصادي والجغرافي مما ترتب عليه تدمير بيئي واسع واستنفاد الموارد البشرية.
فكر الآلة وتغير الإبداع الإنساني
الذكاء الاصطناعي
تأثرت المجتمعات بواقع الذكاء الاصطناعي وانتشار فكر الآلة إلى تحول الإبداع الإنساني المتفرد في مختلف المجالات التي تناجي روح الإنسان وترتقي به إلى صخب وأضواء مترنحة وحركات جنونية متشنجة، وتعابير عن العنف ومناجاة مشوهة الغرائز ، مع انتشار الإباحية واسقاط كل الحرمات.
الذكاء الاصطناعي
لقد أفسد الذكاء الاصطناعي وفكر الآلة الأساس الذي ترتكز عليه الأسرة التي تمثل ضمانا لقيام منظومة الأخلاق ولكن الفكر الآلي تسلل نوافذ الأمور الإنسانية والأرضية مخترقا حقوق الإنسان ، وترتب عليه ظهور أمراض عديدة لم تعرف من قبل، كما أن أساليب الآلة تسببت في كسل مهارات الإنسان الفكرية، حتى أن العمليات الحسابية البسيطة أصبحت تجرى من خلال الحاسبة الآلية وهناك العديد من العمليات صيغت بهذا الأسلوب.
الذكاء الاصطناعي
تسبب الذكاء الاصطناعي وفكر الآلة في انتشار الجرائم الإلكترونية من تزوير وسرقة وابتزاز وأموال ونصب وتهديد ونشر الفضائح، فبالرغم من كافة المحددات التي تحيط الفضاء الإلكتروني فهو مسرحا للمبتكرين في عالم الشبكات العنكابوتية ليخترق كل الدفاعات حتى اختراق دفاعات وزارات الدفاع نفسها، وهو ما يضع أمن البشرية كلها في مهب الريح.