يصل إلى القاهرة اليوم الخميس، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بالإمارات ولى عهد أبوظبي، على رأس وفد سياسي واقتصادى وعسكري كبير في زيارة رسمية تستمر ٣ أيام، لإجراء مباحثات مع المسئولين المصريين وعلى رأسهم الرئيس عبدالفتاح السيسي.
وبحسب تقارير إماراتية فإن تلك الزيارة ستشهد توقيع العديد من الاتفاقيات خاصة في مجالات التعاون الاقتصادي، ووضع اللمسات النهائية على عدد من المشروعات الكبرى التي ستنفذها شركات إماراتية في مصر وجرى التفاوض بشأنها بين مسئولى البلدين خلال الفترة الماضية.
ووفقًا لصحيفة «البيان» الإماراتية، شهدت الفترة الماضية تنسيقًا بين مسئولين مصريين وإماراتيين لتلك الزيارة، لكنها توارت خلف الفعاليات المهمة التي شهدتها مصر على مدى الأسابيع الماضية، وتمحورت حول الشق الاقتصادى وآلية دعم الاقتصاد المصرى وتعزيز النمو وزيادة التعاون والتكامل بين البلدين، نظرًا لقناعة الإمارات والخليج عامة أن مصر هي العمق الإستراتيجي القوى لها في الشرق الأوسط.
وتحدثت تقارير أخرى عن أن الشق الاقتصادى للزيارة سيتمثل في مسارين أساسيين دعم الاحتياطي النقدى المصرى لتعزيز قيمة الجنيه أمام الدولار، وذلك من خلال وديعة بالبنك المركزى المصرى ستصل إلى مليارى دولار.
أما الشق الثانى من الزيارة فسيتضمن الحديث عن مشروعات تنموية، وضخ استثمارات قوية في عدة مناطق بمصر على رأسها محور تنمية قناة السويس، ومن المتوقع أن تصل حجم الاستثمارات الإماراتية أيضا مليارى دولار.
كما ستواصل الشركات الإماراتية التباحث مع المسئولين المصريين حول المشروعات التي تم الاتفاق عليها خلال المؤتمر الاقتصادى مارس ٢٠١٥، وبحث أسباب تعثر بعضها وتذليل العقبات لإنجازها.
وعلى المسار السياسي ستكون هناك مفاوضات ومباحثات حول أمن الخليج والتحديات التي تواجهها دول الخليج في الوقت الحالي، سواء من جانب التمدد الإيرانى أو التنظيمات الإرهابية.
وعلى الرغم من التعهدات الأمريكية بحماية أمن الخليج والتصدى للنفوذ الإيرانى إلا أن دول الخليج وعلى رأسها الإمارات تفضل توسيع الدور المصرى، وأن يكون هناك تنسيق عربي في التعامل مع تلك القضية وعدم الاعتماد على الولايات المتحدة، خاصة بعد أن خذلتهم في التعامل مع الأزمة اليمنية والسورية، وكذلك توقيع اتفاق نووى مع إيران رغم استمرارها في تجاربها على الصواريخ الباليستية، كما أن تعهدات الرئيس الأمريكى باراك أوباما في القمة الخليجية الأمريكية بحماية الخليج والتصدى لإيران، لم تكن مقنعة بالنسبة للخليجيين.
وهو ما أكدت عليه صحيفة «الاتحاد» الإماراتية، التي أشارت إلى أن الكثير لم يتغير منذ قمة كامب ديفيد الخليجية الأمريكية، التي دعا إليها أوباما مايو العام الماضي، إذ كانت هناك تعهدات ووعود أمريكية بالتصدى لإيران وحل أزمات المنطقة والحفاظ على أمن الخليج، لكن شيئًا لم يتغير وسارت الأمور من سيئ إلى أسوأ.
وبحسب «الاتحاد» اتضح أن هناك فجوة كبيرة بين ما يريده العرب وما تريده أمريكا، وفى النهاية اتفقت الإرادة العربية على العمل المشترك لمواجهة المخاطر الإستراتيجية بعيدًا عن الإرادة والمصالح الأمريكية.
في سياق متصل، من المنتظر أن تشهد زيارة «بن زايد» زيادة التعاون المصرى الإماراتى في ملف الأمن ومواجهة التنظيمات الإرهابية المتطرفة، وعلى رأسها تنظيم داعش الإرهابى، وكذلك تنظيم الإخوان الذي أعلنته الإمارات تنظيمًا إرهابيًا، وشنت حملة أمنية على عناصره في الدولة، وقدمت بعض عناصره للمحاكمة أيضًا بعد أن ثبت تورطهم في أنشطة مشبوهة.
وهناك تطابق في وجهات النظر بين كل من القاهرة وأبو ظبى في التعامل مع خطر الإرهاب والتنظيمات الإرهابية، ودعم مصر في مواجهة الأفكار المتطرفة، ومن ذلك التعامل مع «حزب الله» اللبناني، الذي أعلنته دول الخليج تنظيمًا إرهابيًا، وبدأت في ملاحقة عناصره، باعتبار أنهم يعملون لصالح إيران، وهو ما دعمته مصر بأن أوقفت بث قنوات الحزب الشيعى على قمرها الصناعى «نايل سات».
وتعد الملفات الإقليمية من الملفات المهمة بين أبو ظبى والقاهرة، خاصة الوضع في ليبيا لما له من حساسية وخصوصية خاصة لمصر، وكذلك الدور الإماراتى منذ بداية الثورة على القذافى.
ويتفق البلدان في دعم البرلمان الليبى المنتخب، وكذلك الجيش الوطنى بقيادة اللواء خليفة حفتر، فضلًا عن دعم حكومة الوفاق الوطنى الجديدة المعترف بها دوليًا.
وتعهدت الإمارات من قبل بتقديم كل الدعم الممكن لليبيا وجيشها من أجل التصدى للتنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة، والقضاء على تنظيم داعش الإرهابي.
وفى سوريا لا توجد خلافات جوهرية بين البلدين، فهناك اتفاق مصري إماراتى على ضرورة إنهاء الأزمة وتحقيق إرادة الشعب السورى مع الحفاظ على مكونات الدولة وقوامها الأساسى والحفاظ على سوريا موحدة، فضلًا عن ضرورة محاربة التنظيمات الإرهابية هناك.
وكان الرئيس عبدالفتاح السيسى قد زار العاصمة الإماراتية أبوظبي، ٢٧ أكتوبر الماضي، وأجرى مباحثات مع المسئولين الإماراتيين، كما التقى بن زايد في روسيا، يوم ٢٥ أغسطس ٢٠١٥، قبل لقاء الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، خلال زيارته إلى موسكو.