مؤتمر الإسلام والغرب تنوع وتكامل .. هل تنتهي ظاهرة الإسلاموفبيا ؟
الإثنين 22/أكتوبر/2018 - 01:38 م
شيماء اليوسف
طباعة
بدأت اليوم فعاليات مؤتمر الإسلام والغرب .. تنوع وتكامل، ومن المقرر أن يستمر المؤتمر الذي تنظمه مكتبة الأزهر الجديدة لثلاثة أيام متتالية، ويناقش المؤتمر الدولي أهم وأبرز القضايا المعاصرة في العالم والتي تتعلق بالإسلام في أوروبا،ويستضيف المؤتمر العديد من الشخصيات العامة الوافدة من الدول الأوروبية والآسيوية، إلى جانب لفيف من القيادات الدولية السياسية والدينية والفكرية.
يهدف مؤتمر الإسلام والغرب تنوع وتكامل، إلى الوصول نحو الرؤى المشتركة التي تسهم في معالجة القضايا الدولية والتي من شأنها تدعم الاندماج الإيجابي للمسلمين داخل مجتمعاتهم في ضوء الحفاظ على الهوية الدينية والإسلامية لهم، ويسعى المؤتمر إلى ردع الفتق وإصلاح البين، بالإضافة إلى مد جسور الحب والتواصل بين مصر والعالم أجمع، مع دراسة القضايا بين الإسلام والغرب.
مؤتمر الإسلام والغرب تنوع وتكامل .. من المنظور البلجيكي
رئيس وزراء بلجيكا السابق
وفي إطار فعاليات مؤتمر الإسلام والغرب .. تنوع وتكامل، قال إيفيل تريم، رئيس الوزراء البلجيكي السابق، أن المؤتمر بما يشمله من تلاقي للأفكار بين الغرب والعالم الإسلامي تعد خطوة هامة نحو نقاش عام وبناء، كما لفت إلى حاجة العالم حوارات من هذا النوع، مشيرا إلى الأهمية القصوى في التركيز على عناصر الوحدة موضحا أن عناصر الوحدة بين العالم الإسلامي والغرب، تتمثل في عقد حوارات مفتوحة على الصعيد العالمي.
وقد أكد رئيس الوزراء البلجيكي السابق، على وجود أدوات الربط والحوار بين العالم الإسلامي والغرب برغم التباين والفروق بين الغرب والعالم الإسلامي، منبها إلى مجمل القيم التي تربط بين الجانبين، التي تصاغ بهدف العمل بشكل مشترك بين العالم كله، مطالبا بصنع منصات حوارية أكثر، بما تسمح فيه الفهم المتبادل والتعاون الدولي، مشددا على ضرورة نشر الفكر الحواري ليس على الصعيد الدولي ولا العالمي بل على الصعيد المحلي وداخل عقل كل مواطن.
دور المجتمع الدولي السياسي في دعم الحوار بين الغرب والمسلمين
فعاليات مؤتمر الإسلام والغرب تنوع وتكامل
من ناحية أخرى أشار تريم، خلال كلمته في مؤتمر الإسلام والغرب.. تنوع وتكامل، إلى المجتمع الدولي السياسي والمسئوليات التي تقع على عاتقه بالنسبة لنشر الحوار المفتوح بين العالم الإسلامي والغرب، إضافة إلى مسئوليات قادة ورجال الدين والمواطنين ودورهم في هذه المهمة، وكيفية تمكين الأشخاص من أجل إنجاح فكرة الحوار وتبادل وجهات النظر المختلفة وتقبل الرأي والأخر، كما أنه أعترف بعدم إلمامه بما تحويه الشريعة الإسلامية كأيديولوجية فكرية، وقد أضاف، لكنني جئت من العالم الغربي الأخر لكي أقف معكم على أعتاب هذا الحوار من أجل التصدي للأفكار الإرهابية ووقف نشرها.
واستشهد رئيس وزراء بلجيكا بالحادثة الإرهابية التي وقعت في مدينة بروكسل وقد أسفرت عن سقوط العديد من الضحايا والجرحى، وقد استعرض سياسة بلجيكا في تخطى الخلاف والشقاق، وخلق التعايش بين مختلف العرقيات والجماعات بمختلف لغاتها وأفكارها وأيديولوجياتها، وقد وصف تلك السياسة بالصعبة مع قدرتهم في الخروج منها، في محاولة لتضييق الفروق والمسافات التي كانت بمثابة سدا منيعا أمام إجراء الحوار السلمي بين الأطر الثقافية والسياسية داخل بلاد الغرب.
العلمانية وعلاقتها بالشريعة الإسلامية
فعاليات مؤتمر الإسلام والغرب تنوع وتكامل
شرح تريم، مفهوم العلمانية خلال كلمته في مؤتمر الإسلام والغرب تنوع وتكامل، حيث قال أن المصطلح احتل أهمية قصوى نظرا لما توفره المفاهيم الخاصة بالعلمانية من حرية للأفراد لاسيما ما يرتبط بالدين، إلى جانب تخفيف النفوذ الديني على الدولة، ومن المعروف أن الحزب الديمقراطي المسيحي يعمل وفق منهاج الديمقراطية المسيحية التي لا تعمل نيابة عن الكنيسة باعتبارها مؤسسة دينية، ولكن تحترم العلمانية.
فعاليات مؤتمر الإسلام والغرب تنوع وتكامل
وقد أوضح رئيس الوزراء البلجيكي، الفروق الفكرية والأبعاد التي تفصل بين العالم الإسلامي والغرب من الناحية العلمانية والمعتقدات الدينية، منبها إلى ما يفتقده الجانبين في لغة الحوار التي تجمع بينهما والتي تمثل العقبة الأولى التي تمنع اكتمال الحوار بشكل صحيح، لافتا إلى التركيز على أوجه الخلاف والاختلاف التي يتم بحثها بخصوص القضايا لاسيما دول شمال أوروبا.
ولفت تريم إلى الأمور التي ترتبط بالشريعة الإسلامية حيث قال أن نظرة الغرب تتسم بالتضييق بالتحديد في هذا الجانب وخاصة ما يتم نقله عبر وسائل الإعلام، وذكر أن هناك الكثير من المسلمين الذين يقعون ضحايا للجماعات الإرهابية مقارنة بضحايا المسيحيين، وذكر على سبيل المثال جماعتي "داعش والشباب" مؤكدا أن هذا يغض الطرف عن حقيقة محاربة الغرب للمتطرفين والجماعات الإرهابية والتنظيمات الجهادية المتطرفة.
فعاليات مؤتمر الإسلام والغرب تنوع وتكامل
وأوضح رئيس الوزراء البلجيكي خلال كلمته في مؤتمر الإسلام والغرب .. تنوع وتكامل، أن الجماعات الإرهابية اختطفت الإسلام واستظلت به ليكون غطاءا لها في القيام بأعمالها الإرهابية، وقد أدت أعمالهم إلى تهديد الأمن والسلام العالمي، بجانب الشقاق المجتمعي، داعيا إلى التركيز على الوحدة والتنحي جانبا عن الخلافات والاختلافات.