حريق القصاصين بين رجولة اللواء حمدي عثمان وموقف عمر باشا لطفي
الجمعة 26/أكتوبر/2018 - 02:54 ص
وسيم عفيفي
طباعة
مجرد ذكر اسم حريق القصاصين أو تذكر منطقة التل الكبير يخطر في البال الوطني المصري معركتين خاضتهما انجلترا ضد أحمد عرابي وألحقت به هزيمة ساحقة أدت إلى وقوع مصر في الاحتلال البريطاني 72 سنة.
حريق القصاصين .. ما الذي تغير في الـ 132 سنة ؟
اللواء حمدي عثمان - عمر باشا لطفي
بين حريق القصاصين في أغسطس سنة 1882 وأكتوبر 2018 م اختلافات كثيرة، فالحريق الأول اندلع بسبب محافظ والثاني أخمده محافظ لكن شتان بين الاثنين.
عمر باشا لطفي
كان عمر باشا لطفي محافظ الإسكندرية في أكتوبر عام 1881 م أي بعد قيام الثورة العرابية، ونجح في أن ينال لقب عميل الإنجليز عن جدارة حيث دبر مذبحة الإسكندرية في يونيو سنة 1882 م وساهم في إدخال العربان لنهب البلدة وقتل كل رعايا انجلترا فيها، الأمر الذي جعل لندن تتخذ الحادث ذريعة فشنت حرباً على مصر في معركة القصاصين يوم 28 أغسطس ثم تخوض معركة أخرى في 13 سبتمبر وتنتهي الثورة العرابية بالاحتلال الإنجليزي.
مذبحة الإسكندرية
كل هذا تم بتخطيط من عمر باشا لطفي محافظ الإسكندرية المنتمي إلى الطبقة الجراكسية، وعقب فشل الثورة حقق مع كل المنضمين لها وحكم عليهم بالنفي والسجن، ثم أخذ مكافأة خيانته من العملاء الذين اختاروه فتم تعيينه ناظراً للجهادية والبحرية في 21 أغسطس ثم أحيل إلى التقاعد عام 1884، وبعدها أصبح رئيساً لمجلس شوري القوانين والجمعية العمومية، بناء على أمر كريم صادر لرئيس مجلس النظار في 29 نوفمبر عام 1894، وظل رئيساً لهما، حتى وفاته في يوليه عام 1899 م.
دار الزمن ومضت السنوات حتى جاء شهر أكتوبر سنة 2018 م واندلع حريق في مساحة من الأرض بها كميات من قش الأرز داخل عزبة الأكيادي في قرية البعالوة التابعة لبلدة القصاصين الكبيرة عاصمة مركز ومدينة التل الكبير.
ظهر اللواء حمدي عثمان محافظ الإسماعيلة بنفسه وهو يشارك في عمليات الإطفاء بالمشاركة مع أهالي القرية ورجال الحماية المدنية، ويبدو من الفيديو أنه تم التقاطه بعدسة هاتف محمول عالي الجودة، وهو ما يعني أن مشاركة اللواء حمدي عثمان لم تكن للاستعراض والدعاية الإعلامية.
اللواء حمدي عثمان
وشارك اللواء حمدي عثمان محافظ الإسماعيلية بنفسه في إخماد حريق القصاصين القديمة والذي اندلع جهة في قرية البعالوة.
ورصدت الصور هيئة اللواء حمدي عثمان محافظ الإسماعيلة وهو مبتل جراء مشاركته في إخماد حريق القصاصين القديمة بصحبة اللواء عماد يوسف رئيس مركز ومدينة التل الكبير.
ينتمي اللواء حمدي عثمان لمؤسسة وطنية على عكس عمر باشا لطفي المنتسب لطبقة اجتماعية مشهود لها بالخيانة، فمحافظ الإسكندرية شركسي يكره مصر والمصريين بينما اللواء حمدي عثمان ينتمي إلى الجيش المصري كون أنه كان مديرا لإدارة المدرعات بالقوات المسلحة سابقاً قبل اختياره محافظا للإسماعيلية.
لم يهتم عمر باشا لطفي إلا بنفسه، أما اللواء حمدي عثمان خاطر بحياته لإصلاح حال المحافظة التي يتولاها خاصةً مع كثيرة الملفات التي يعمل على حلها وهي ملفات النظافة، والصرف الصحي والمحاور المرورية.
حريق القصاصين
كان شب حريق هائل مساء الخميس، في أرض مملوءة بقش الأرز بمنطقة البعالوة التابعة لمركز ومدينة التل الكبير.
وتلقى اللواء محمد علي حسين مدير أمن الإسماعيلية إخطاراً يفيد نشوب حريق في كمية كبيرة من قش الأرز بعزبة "الاكيادي" بمنطقة البعالوة.
ودفعت الحماية المدنية بـ 4 سيارات من الحماية المدنية للسيطرة علي الحريق التي اندلعت منذ 3 ساعات ووجه مدير أمن الإسماعيلية بزيادة السيارات المشاركة في السيطرة عليه.