ذكرى رحيل وديع الصافي.. ماذا فعل الفقر في حياة صوت الجبل؟
الخميس 01/نوفمبر/2018 - 01:01 م
شيماء اليوسف
طباعة
يوافق اليوم ذكرى رحيل وديع الصافي صوت الجبل اللبناني، حيث كان الفنان الراحل واحدا من أكبر مطربي وملحني الوطن العربي، استطاع الصافي خلال مسيرته الفنية أن يكون مدرسة للغناء والتلحين ليس في مسقط رأسه لبنان فقط بل نجح أن يكون جوهرة الفن السمينة في العالم العربي كله.
ذكرى رحيل وديع الصافي
عاش صوت الجبل اللبناني وديع الصافي حياة ملطخة بالفقر المدقق اكتست بالحرمان ومثلما قالوا أن الندرة هي من تصنع الإعجاز والمستحيل فإن حياة وديع الصافي كانت محطة هامة في تكوين بلورته الفنية وكان والده بشارة يوسف يعمل رقيبا في الدرك اللبناني، وفي الأول من نوفمبر ولد الصافي على رأس عام 1921م، في قرية نيحا الشوف، وله سبعة أخوة، وتأتي ذكرى رحيل وديع الصافي لتؤكد لنا أن الفقر يصنع الأبطال والنابغين.
ذكرى رحيل وديع الصافي
تقلبت حياة وديع الصافي على أسطح الفقر سنوات تلو الأخرى أوجعته الأيام المظلمة وحياة الضنك التي جعلته يترك مدرسته رغم أنه كان المنشد الوحيد فيها، لكن إعالة الأسرة والوقوف جانب والده ومساعدته في حمل مشقة الحياة كانت المعبر الأول أمامه خاصة أنه وأسرته قد دخلا إلى لبنان نازحين، وفي 1938م، أراد القدر أن ينقذه من بلايا الفقر عندما دخل مسابقة نظمتها الإذاعة اللبنانية وتقدم مع المتسابقين حتى فاز من بين 40 متسابق في الغناء واللحن والعزف عن أغنية" يا مرسل النغم الحنون".
ذكرى رحيل وديع الصافي
تأتي ذكرى رحيل وديع الصافي لتأخذنا في رحلة لبنانية طربية تذكرنا بالمحطات الحياتية التي مر بها ذلك الرجل المناضل، الذي سعى منذ عام 1940م، إلى إبراز هوية الأغنية اللبنانية التي ظهرت جلية في " طل الصباح وتكتك العصفور" وقد لقبته لجنة التقييم في مسابقة الإذاعة اللبنانية باسم " وديع الصافي" نسبة لصفاء ونقاء صوته.
ذكرى رحيل وديع الصافي
ذكرى رحيل وديع الصافي.. كيف كانت زيارته لمصر؟
ذكرى رحيل وديع الصافي
كانت زيارته الأولى لمصر عام 1944م، التقى خلالها بالموسيقار محمد عبدالوهاب، وبعدها انتقل إلى البرازيل في رفقة إحدى الفرق الفنية ومكث منذ 1947م، ثلاث سنوات هناك، وما إن عاد من البرازيل حتى أشعل ساحة الشارع اللبناني والعربي بواسطة إحدى أغنياته التي قام بإطلاقها حيث صارت تتردد على ألسنة الشارع اللبناني وذاع صيت وديع الصافي، ومثلت أغنية "عاللوما" بمثابة التحية اللبنانية الشعبية.
ذكرى رحيل وديع الصافي
اكتسى صوت وديع الصافي بالنعومة واللمعان البراق، وقد ظهر هذا في نجاحه الذي مكنه من توصيل صوته للكبار والصغار في الشارع العربي بشكل عام واللبناني بشكل خاص، ولعبت البساطة دورا محوريا في كلمات الأغنيات التي كان يغنيها الصافي وكان أبرز وأنجح شخص يقدم الموال، الذي أظهر قدراته الفنية، ولا أحد يستطيع أن ينسى كلمات الراحل محمد عبدالوهاب عندما قال عنه " من غير المعقول أن يملك أحد هكذا صوت".
ذكرى رحيل وديع الصافي
في ذكرى رحيل وديع الصافي، لا يمكننا أن ننسى تلك الحنجرة الذهبية، اللبنة الأولى للمدرسة الصافية، فهو استطاع أن يتربع على عرش الغناء العربي والأصوات العربية العتيقة الأصل من خلال أغانيه التي كانت حلقة وصل بينه وبين المواطن العربي البسيط، وقد بدأ مشواره الفني يتألق في مسيرة الطرب العربي من خلال أغنية "ولو" التي مثلت علامة فارقة في طريقه الفني.
ذكرى رحيل وديع الصافي
أنجب وديع الصافي ستة أبناء وكانت زوجته ملفينا طانيوس، إحدى فتيات عائلته عاش في لبان سنوات عمره الأولى وسنوات تألقه الفني ولكن حرب لبنان أحدثت نقلة في حياته وقد عرجت روحه الفنية حتى قرر مغادرة لبان الطيب وفي عام 1976م، حمل بأسرته حقائب السفر وتوجه نحو مصر، وكانت مصر مجرد محطة في قطار استقراره ومنها سافر إلى بريطانيا ثم استقر في باريس، وقد حمل ثلاث جنسيات مختلفة الجنسية المصرية والفرنسية والبرازيلية، بجوار جنسيته الأم اللبنانية.
ذكرى رحيل وديع الصافي
ونحن على متن ذكرى رحيل وديع الصافي، نرصد مشاركاته الفنية والمشاركات في المهرجانات المفنية، مثل مهرجان، العرس في القرية، وموسم العز، ومهرجان جبيل، إلى جانب مهرجانات فرقة الأنوار ومهرجان الأرز وكذلك مهرجان أرضنا إلى الأبد ومهرجان نهر الوفا وأيضا مهرجان كزيارة ومهرجان بيت الدين وغيرهم.