شهد المجتمع المصري على مدار السنوات الأخيرة، ظواهر خطيرة أبرزها الإرهاب والتطرف الفكري والديني والتكفير وكراهية الآخر والتنمر.
وبنظرة متفحصة لتلك الظواهر وأسبابها وملابسات انتشارها في مصر، يتضح أن أحد الاسباب الرئيسية للآفات المجتمعية من إرهاب وتطرف ديني وعقائدي وقبلي وعرقي والجرائم المستحدثة في مجتمعنا هو انتشار الجهل والأمية الثقافية وهبوط الذوق العام بشكل غير طبيعي.
إن تراجع دور وسائل الإعلام والمؤسسات المعنية بالثقافة والفن عن القيام برسالتها السامية في تنمية الوعي وإثراء الوجدان هو الذى أفسح المجال لأصحاب الأفكار المتطرفة للتغلغل في المجتمع والسيطرة على عقول فئة من الشباب خصوصا في الأوساط التي لم تنل قسطا وافرا من التعليم والتربية والثقافة، فباتت مطمعا لجماعات التطرف والتكفير، وتربة خصبة للجماعات الارهابية لاستقطاب عناصر جديدة لها.
إن المجتمع مطالب اليوم أكثر من أى وقت مضى باستعادة هويته والتمسك بموروثه الحضاري والثقافي والفني والالتفاف حول قيمه التي جسدتها حضارة الـ 7 آلاف سنة، حتى يمكنه مواجهة هذه الهجمة الشرسة من التكفير والتطرف وكراهية الآخر، وهو ما يجعل من الواجب على مؤسسات المجتمع المدني المعنية بالاعلام والثقافة والفن والمحافظة على التراث، أن تعظم من دورها، وتنشر رسائل المحبة والسلام في المجتمع.
كما أن شباب الإعلاميين والصحفيين والمبدعين مطالبين بالانحياز للقيم السامية وتقديم منتج ثقافى وفني يرقى بالذوق العام والتكاتف بهدف وصول رسالة الفن السامية إلى الناس بآليات جديدة تستفيد من ثورة التكنولوجيا والاتصالات الجديدة.
إن الفن والثقافة هما السلاح الوحيد للقضاء على الإرهاب والتطرف والآفات المستجدة على المجتمع المصري.