تتقاطع مصالح الدول الكبرى من جديد في إحدى البقاع الساخنة في الجغرافيا السورية، وهي مدينة البوكمال على الحدود العراقية- السورية، حيث تتنافس القوتان العظمتان روسيا وحلفائها من قوات الحشد الشعبي والجيش السوري، والولايات المتحدة وقوات سوريا الديمقراطية، للقضاء على داعش أو بالأحرى السيطرة على الأماكن الخاضعة لسيطرة التنظيم.

إنسحاب للدواعش

قال خالد الصخني، القيادي بقوات أسد الله الغالب، من قوات الحشد الشعبي، أنه يوجد على الحدود السورية العراقية في منطقة البوكمال تحركات لتنظيم داعش الإرهابي.

تواجد قوات الحشد

وأكد الصخني في تصريحات خاصة لـ"بوابة المواطن"، أن قوات الحشد الشعبي موجودة بالبوكمال والاوضاع جيدة جدا، وتصدت لمحاولات الدواعش بالتقدم وتم ضرب مقراتهم، مبينًا أن قوات أسد الله الغالب والحشد الشعبي، دائمًا جاهزين وما يهمهم اَي تحركات من العدو، لأنهم اصحاب حق وأرض.

وأشار الصخني، إلى ان الجيش العراقي يساندهم، غير مساعدة الجيش السوري لهم عبر سلاح الجو السوري بضربات جوية، ووحدات من المدفعية.


وأوضح القيادي بقوات أسد الله الغالب، أن التحركات الأخيرة لداعش جاءت بعد انسحاب قوات سوريا الديمقراطية من قرية السوسه والباغوزي السوريتين، وترك العتاد مع الاليات للدواعش بأوامر أمريكية، وتوقيتها كان بالتزامن مع دخول قوات تركية باتجاه أدلب.

وأضاف الصخني، أن القوات الامريكية موجودة بالتنف مع الدواعش وبالشمال احضرت أمريكا الدواعش بالطائرات ووضعتهم بالقرى التي انسحبت منها القوات الكردية المدعومة من قبل أمريكا.

وأردف الصخني، أن الامر جاء من الأمريكان بوقف عملية "عاصفة الجزيرة" من اجل نقل عناصر من داعش من صحراء السويداء الى الشمال السوري.

وأردف الصخني، أنه تقوم القوات الأمريكية وقوات التحالف بقصف القرى التي تحوي مدنيين بحجة محاربة داعش حيث قصفت من يومين قرية هجين الحدودية بقنابل محرمة دوليًا، مشيرًا إلى أن تلك القوات في الحقيقة تدعم داعش.

التحركات التركية
وتطرق الصخني إلى الدور التركي، مبينًا أن أنقرة دائمًا لها نوايا خفية من اَي عمل تقوم به، وتركيا بالأساس هي من ادخلت الإرهابيين من أراضيها الى الاراضي للسورية، ولكن الجميع يعلم انها تتخوف من الأكراد وتواجدهم على الحدود التركية السورية، وتوجه قوات أمريكية الى المنطقة من اجل إقامة قاعدة لهم.

وكشف القيادي بالحشد الشعبي، أن التحرك التركي كان ضد الأكراد وليس من أجل وقف "عاصفة الجزيرة"، لان المناطق التي قصفتها تركيا لا توجد فيها داعش، وهو ناتج تخوف الأتراك من هذا الوجود الكردي.

ورأى الصخني، أن كل ما يَصْب بمصلحة داعش هو خيانة، لأنه عندما تحارب داعش في سوريا انت تحارب داعش في كل مكان، فهي ليست بسوريا فقط.

قوات سوريا الديمقراطية

قال نوري محمود المتحدث باسم وحدات حماية الشعب الكردية، أن وقف الحملة التي تقودها قوات سوريا الديمقراطية ضد داعش المسماة "عاصفة الجزيرة" في شمال سوريا جائت نتيجة الهجمات التركية التي يشنها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، على الشمال السوري والتي كان أخرها القصف الأخير على كوباني.

وأكد المتحدث باسم قوات حماية الشعب الكردي، في تصريحات خاصة لـ"بوابة المواطن"، أن ما يشاع حول أن قوات سوريا الديقراطية بوقفها لعملية "عاصفة الجزيرة" ضد تنظيم داعش الإرهابي تعطي فرصة له بالتمدد، هو كلام خاطئ وعاري عن الصحة، وتردده بعض وسائل الإعلام المنسوبة لتركيا مثل وكالة الأناضول وغيرها من الوسائل التابعة لها فكريًا.

أكذوبة التوسع

وبين محمود، أن تنظيم داعش محاصر في منطقة هجين، ولا يوجد له أي فرص للتوسع والتمدد، عدا أمنيات أردوغان بالسماح له بالتوسع على حساب الإدارة الذاتية.

وأردف محمود، أن الخطر الحقيقي حاليًا ضد الإدارة الذاتية ووحدات حماية الشعب، يكمن في أردوغان وقيامه بإستهداف مناطق شمال سوريا المحاذية للحدود التركية، لتدمير مكتسبات الثورة والنظام الديمقراطي الذي أسسته تلك الإدارة.