كتب اسماء صبحي - ياسمين مبروك
طباعة
آن الأوان ترحلي يا دولة العواجيز .. بهذه الكلمات بث روح المقاومة في نفوس الثوار الشباب في ثورة 25 يناير، وأشعل حماستهم، ورغم أنه رحل عن عالمنا بجسده، إلا أنها لازالت تلك القصائد تحي ذكراه وتدعم موقفهم التي لطالما تراجع بعض الوجوه عن تدعيم الثورة، وقفت كلماته وقفة دعم وتأييد للثوار وتعطيهم الدفعة إلى الأمام، هو الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودي، أو الخال كما يحب أنه يصفه الجميع في الأوساط الثقافية والفنية.
حافظ على الزخم الثوري لشعره، وانتقاده الساخر، وعلاقته بالسلطة، حتى أطلق عليه المحبون والمتابعون لدواوينه الشعرية، شاعر الثورة .
ولم يتوقف دعمه للثائرين عند قيامهم بالثورة فحسب، بل دائماً ما يوصي الرؤساء بإعفاء الشباب المسجونين وكان آخرها توصيته للرئيس عبد الفتاح السيسي، قائلاً: أوصيكم خير بشباب الثورة ، حينما أكد على ضرورة الإفراج عن شباب الثورة، والمعتقلين السياسيين، وقال حينها افرجوا عن الشباب واحبسونا بدلهم .
إيمانه بثورة يوليو
يعد الأبنودي من أكثر الداعمين والمؤمنين بثورة 23 يوليو 1952 التي أطاحت بالملكية، فصدح شعره تأييدًا لها، ورغم ذلك دخل الأبنودي سجون نظام يوليو .
ويقول عن تجربة السجن: عند اعتقالنا لم توجه لنا تهمة، وفترة الاعتقال كانت جميلة، ولو كنا نعلم بحلاوتها لطلبنا الاعتقال بأنفسنا .
تأييده لثورة يناير
ورغم احتفاظ الأبنودي بعلاقة الدفء أثناء فترة رئاسة الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، إلا أن ذلك لم يمنعه من تأييد ثورة 25 يناير 2011، التي خرجت لتنهي على نظام فساد دام 30 سنة، وانتشرت قصائده التي تدب الحماس وروح المقاومة والثورة في نفوس الشباب.
وكانت قصيدة الميدان قد حظيت بانتشار واسع ف ميدان التحرير بشكل لم تسبقه إليه أي قصيدة، وكان الشباب يحفظونها ويرتلونها.. وكانت تلهبهم حماسًا وقوة، لاسيما في مقطع آن الأوان ترحلي يا دولة العواجيز .
ولم يسكت الأبنودي عن انتصار الشباب في ثورة 25 يناير، بل عاد ليحذرهم وينبهم من التخبط في الأنظمة السياسية حينها، في قصيدة لسه النظام مسقطش .. . يا شموس بتبرُق في غُرَف عِتْمين. كل اللي زرعوا ما بينّا سُور الفُرقة وبْيقْسِمونا.. فرقة تكره فرقة في النية.. مصر الواحدة تبقى اتنين. وكانت تلك القصيدة بمثابة التحذير والتنبيه للثوار حتى لا ينخدعوا وتندفن الثورة.
كما نجد قبل الثورة ديوانه الشعري المشروع والممنوع الذي ينتقد فيه النظام وانحاز للشعب ضد القمع والسلطة، كذلك غنّى الفنان على الحجار من كلمات الأبنودي أكثر من أغنية للثورة منها ضحكة المساجين.
مدحه ثورة 30 يونيو
وبعد سقوط نظام مبارك ، تولى الحكم جماعة الإخوان المسلمين المتمثلة في الرئيس الأسبق محمد مرسي، ومنذ ذلك الحين و الأبنودي رافضا لذلك النظام، وانتشرت قصيدته بعنوان رسالة إلى كهنة الإخوان ليحذر الشباب من هذه الجماعة ونظام حكمهم وجاءت كلماتها.. أذكروني .. لأني كان ممكن أبقى عايش وأبقى طاووس يخبي صوته القبيح في أحلى ريش أتصدر المحافل لابس البدلة اللي بتداري الكفن أتصدر المحافل وانا قافل أي شباك عالضيا وأبقى سافل واستخبى تحت لفتات الحيا .
ومع خروج مظاهرات 30 يونيو 2013 للقضاء على نظام دام سنة واحدة لكنه استنفذ كل السلبيات تجاه مصر، كان الأبنودي من أشد المؤيدين لتلك الثورة وله قصائد في مدحها، وأعلن دعمه للرئيس عبد الفتاح السيسي مع إعلان ترشّحه لانتخابات الرئاسة، وكتب فيه أكثر من رباعية في ديوانه الأخير الرباعيات .
رحيله
رحل الأبنودي عن عالمنا في 21 إبريل 2015، بجسده، لكن تظل قصائده وأشعاره وكلماته تبث الحماس وروح المقاومة في نفوس الشباب.