نص كلمة السيسي في احتفالية وزارة الأوقاف بالمولد النبوي الشريف
الإثنين 19/نوفمبر/2018 - 03:27 م
شيماء اليوسف
طباعة
ألقى الرئيس عبدالفتاح السيسي كلمة اليوم خلال احتفالية وزارة الأوقاف بالمولد النبوي الشريف المنعقد بمركز الأزهر للمؤتمرات وتنشر "بوابة المواطن" الكلمة.
إليكم نص الكلمة:
" بسم الله الرحمن الرحيم "
كل عام وأنتم بخير جميعا.. كل التحية وكل التقدير لكم.
فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف السادة العلماء والأئمة الأجلاء السيدات والسادة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، إننا وإذ نحتفي بذكر مولد نبي الرحمة والإنسانية نسأل الله العلي القدير أن يعيد هذه المناسبة الكريمة على الشعب المصري والأمتين "العربية والإسلامية" والعالم أجمع، بالخير واليمن والبركات.
الأخوة والأخوات
إن رسالة الإسلام التي تلقاها سيد الخلق وأشرفهم "صلى الله عليه وسلم" صاحب هذه الذكرى العطرة والذي بعثه الله تعالى رحمة للعالمين، حرصت كل الحرص على إرساء مبادئ وقواعد التعايش السلمي بين البشر وحق الناس جميعا في الحياة الكريمة دون النظر إلى الدين أو اللون أو الجنس فقد خلقنا المولى شعوبا وقبائل متنوعين ثقافيا ودينيا وعرقيا لكي نتعارف فما أحوجنا اليوم إلى ترجمة معاني تلك الرسالة السامية إلى سلوك عملي وواقع ملموس في حياتنا ودنيانا.
الحضور الكريم
لقد علمنا ديننا الحنيف أنه "لا إكراه في الدين" ليرسم بذلك قيم التسامح وقبول الأخر إلا أنه من دواعي الأسف! إن يكون من بيننا من لم يستوعب صحيح الدين وتعاليم نبينا الكريم "صلى الله عليه وسلم" فأخطأ الفهم وأساء التفسير، وهجر الوسطية والاعتدال منحرفا عن تعاليم الشريعة السمحة، ليتبع آراء جامحة ورؤى متطرفة متجاوزا بذلك ما جاء في القرآن الكريم وسنة نبيه "صلى الله عليه وسلم" من حرمة النفس وقدسية حمايتها وصونها من الأذى والاعتداء ولمواجهة تلك الظاهرة فعلى كل فرد منا أن يقف بكل صدق أمام مسئولياته " فكلكم راع ومسئول عن رعيته" وتأتي في مقدمة تلك المسئوليات أمانة الكلمة وواجب تصحيح المفاهيم الخاطئة وبيان حقيقة ديننا السمح وتفتيت مزاعم من يريدون استغلاله بالباطل بالحجة والبرهان.
السيدات والسادة
لاشك أن بناء الإنسان وتنوير العقول وتكوين الشخصية على أسس سليمة يعد المحور الأساسي في أي جهود للتقدم وتنمية المجتمعات وهو ما وضعته الدولة هدفا استراتيجيا لها، خلال الفترة الحالية.. إذن فأنني أدعو علمائنا و أئمتنا ومثقفينا إلى بذل المزيد من الجهد في دورهم التنويري، دعونا نستدعي القيم الفاضلة التي حث عليها الإسلام ورسوله الكريم "صلى الله عليه وسلم" والتي تنادي بالعمل والإتقان ونواجه بها أولئك الذين يدعون إلى التطرف والإرهاب.
ورغم جهود هؤلاء العلماء والأئمة والمثقفين ودورهم المحوري في هذه المعركة الفكرية والحضارية، إلا أننا نتطلع إلى المزيد من تلك الجهود لإعادة قراءة تراثنا الفكري، قراءة واقعية مستنيرة نقتبس من ذلك التراث الثري ما ينفعنا في زمننا ويتلاءم مع متطلبات عصرنا وطبيعة مستجدياته ويسهم في إنارة الطريق لمستقبل مشرق "بإذن الله تعالى" لوطننا وأمتنا وللأجيال القادمة من أبنائنا، دعونا ننقذ العقول من حيرتها وننبه النفوس من غفلتها وننشر المفاهيم الحقيقية السمحة للإسلام احرصوا على غرس القيم الإنسانية في القلوب والأذهان لننبذ العنف والكراهية والبغضاء.
أبناء الشعب المصري العظيم
لقد كان رسولنا الكريم "صلى الله عليه وسلم" قدوة للناس جميعا فكان على خلق عظيم، فدعونا نقتدي بنبي الرحمة الذي بعث ليتمم مكارم الأخلاق لنجعل من وطننا الحبيب مصر، منارة للسلام والرقي ولتستعيد مكانتها الطبيعية كمركز للحضارة والعلم والثقافة للإنسانية جمعاء.. كل عام وحضراتكم بخير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.