أوجاع على جبين الفقر.. قصص الغارمات في مصر هل تنتهي؟
الخميس 22/نوفمبر/2018 - 04:35 م
شيماء اليوسف
طباعة
توجعك قصص الغارمات في مصر، اللواتي يمثلن نسبة تصل إلى 25% لقد سقطن فريسة لطاعون الفقر، فغالبيتهن العظمى تقضين عقوبات مطولة نتيجة الديون البسيطة التي لا يستطعن على سدادها، قد لا تتجاوز بضعة آلاف من الجنيهات، إحداهن اضطرت أن تستدين لتزوج أبنتها، والأخرى استدانت حتى تعالج طفلها المريض وغيرها سعت لمساعدة زوجها فرمتها الظروف خلف القضبان وعجز زوجها عن مساعدتها.
قصص الغارمات في مصر.. وصكوك الفقر
تبدأ قصص الغارمات في مصر، من منطلق أسلوب القسط في إجراءات بيع وشراء السلع المعمرة، غير أن الكثير من المستدينين يقومون بالتوقيع على "شيكات على بياض" وهي صكوك الدين التي تعتمد على سداد الأقساط الشهرية، تتشكل الأزمة عندما يقوم ذوات النفوس الضعيفة بتحرير مبالغ كبيرة على المستدينين، وبشكل عام فإن المستدين تكون في الغالب امرأة وسيدة مسئولة عن أسرة.
تعيش داخل قصص الغارمات في مصر عندما يطالب صاحب صكوك الدين الغارمة بسداد الدين المستحق، وإذا لم تسدد المبلغ المطلوب في الميعاد الذي يحدده هو فالشيك ليس مشروطا، فتتعرضن للحبس فترات طويلة لأنهم يحصلون على عقوبة منفصلة عن كل شيك أو صك خاصة إذا استدانوا من أكثر من شخص، لكن القانون المصري يتيح التصالح بتسديد الديون حالة القدرة على تسديدها سواء بمساهمة من مبادرات أو جمعيات أو جهود خاصة أو بالعفو الرئاسي.
قصص الغارمات في مصر
بدأ اهتمام الرئيس السيسي بقضية الغارمات في مصر عندما كان وزيرا للدفاع، حيث استغرق قلبه وجعا قصة الحاجة رتيبة، المرأة العجوز المسنة ذات العقد الستين، التي كانت إحدى المسجونات الغارمات حيث كانت قد قضت عشر عاما داخل السجن، وشمل مجموع الأحكام الصادرة ضدها عن الشيكات والصكوك إلى أن يظل سجنها حتى 2037م.
قصص الغارمات في مصر
كانت قصة الحاجة رتيبة التي شغلت وزير الدفاع شخصيا، من أغرب قصص الغارمات في مصر، حيث لا يتعدى مجموع ديونها الخمسين ألف جنيه، دفعها الفقر اللعين للاستدانة حتى تقوم بشراء جهاز بناتها، الظروف الاقتصادية الصعبة حالت بينها وبين الحرية فقد تعثرت في السداد فدخلت في دوامة السجن هي وبناتها الذين قضوا في السجن 9 أعوام كاملة بسبب توقيعهم على بعض صكوك الدين كضامنين.
اقرأ أيضا : فيديو .. لقاء مؤثر بين غارمة وأمها بحضور قيادات قطاع مصلحة السجون
قدم العديد من القانونين اقتراحات قانونية من أجل منع تكرار مشكلة "الغارمات في مصر" وكان أبرز الاقتراحات أن يكون التقسيط عن طريق جهات حكومية ونذكر على سبيل المثال وزارة التضامن الاجتماعي أو شركات المصنوعات والأجهزة الكهربائية وجميعهم تابعين للحكومة، لاسيما أن مشاكل قصص الغارمات في مصر غالبيتها تتلخص في الاستدانة من أجل جهاز الفتيات.
قصص الغارمات في مصر
من ناحية أخرى طرحت حلول أخرى من أجل الخروج من أزمة قصص الغارمات في مصر، عن طريق أن يكون هناك تحذير لهن أن يكون الشيك مكتوب فيه المبلغ محدد واسم الشخص الدائن وتاريخ سداد إيصال الأمانة لأن الدين يسقط بعد ثلاث سنوات، وهناك حل أخر يقضي بأن يكون عقد البيع بالتقسيط إلى جانب أن يضم وصولات الأمانة حتى يصبح الحق مدني وليس جنائي.
قصص الغارمات في مصر
كان أخر مبادرات الرئيس السيسي حول قصص الغارمات في مصر، الحفل الذي نظمته وزارة الداخلية وقطاع مصلحة السجون للإفراج عن الغارمين والغارمات وعدد من السجناء، بموجب عفو رئاسي بمناسبة الذكرى الـ45 لنصر أكتوبر المجيد، وذلك بمنطقة سجون طره في إطار تنفيذ مبادرة "سجون بلا غارمات".
تعتبر الأحكام الصادرة ضد الغارمات في مصر، أحكام واجبة النفاذ وليس لأحد سلطة في التدخل من أجل إزاحة تلك الأحكام إلا بالتصالح عن طريق تسديد الديون، وللغارمات طبيعة خاصة وأحكامهم مالية نتيجة تحريرهم إيصالات أمانة وشيكات لشرائهم سلع معمرة من متاجر ونتيجة تعثرهم وعدم قدرتهم على السداد نتيجة تلاعب البعض وعجز المدين ويتم رفع قضية عليه واستصدار حكم ضده.
قصص الغارمات في مصر
تتأثر جمعيات المجتمع المدني بـ قصص الغارمات في مصر فتقوم بالتنسيق مع وزارة الداخلية من خلال إعطائهم بيانات الغارمات والنيابات التابعة لهم وأرقام أحد أهاليهم للتواصل معهم، ويقوم محامي المتهمة بالتواصل وتولي الإجراءات اللازمة من أجل الإفراج عنهم بعد سداد ديونهم، وفي الواقع فلا توجد أرقام واقعية أو دراسات تؤكد عددهن الفعلي، وهذا يعود إلى وجود نحو 150 قرار نيابة بينهم قضايا من النيابة ما بين شيكات لغارمات أو قرار إفراج، لذلك فتحديد عددهن غير واقعي.