لم تتوقف محطات سياسة التمكين التي اتبعها أردوغان في مختلف مفاصل الدولة التركية، بدئًا من الرئاسة والدستور، وصولا لكل الوزارات والهيئات، وكانت العقبة الأساسية أمام مشروعه هي مؤسسة الجيش التركي، ولذلك شرع في تصفتها بدأ من إجراءاته عقب الإنقلاب الفاشل وحتى حالات التسمم المستمرة.
التسمم الأخير
وأصيب 21 جنديا في صفوف القوات الخاصة الأسبوع الماضي بالتسمم الغذائي في إقليم مانيسا غربي البلاد، حيث ظهرت أعراض التسمم الغذائي على الجنود الأتراك بثكنة العقيد محمد عارف سيحون التابعة للقيادة الأولى لتدريب كتائب الكوماندوز بمدينة ماسينا عقب تناولهم العشاء، أرسلوا على أثرها إلى المستشفى، بعد شكوتهم من صداع وأوجاع في المعدة لتلقي العلاجات اللازمة.

سبب التسمم
قال المعارض التركي تورغوت أوغلو، المدير الإقليمي لجريدة "الزمان" التركية، أن مشكلة تسميم الجنود الأتراك تكمن في النظام الذي كان متبعًا في الجيش التركي، بإحضار الطعام لافراده من اجود الأنواع، ووجود فحص لجودة الأطعمة.

وأكد أوغلو في تصريحات خاصة لـ"بوابة المواطن"، أنه حاليا النظام المتبع هو إسناد طعام الجنود لرجال أعمال قريبة من أردوغان، وهؤلاء لا يهمهم سوى الربح المادي على حساب أرواح الجنود.

وأضاف المدير الإقليمي لجريدة "الزمان" التركية، أنه حدث بمدينة افيون التركية حالات تسمم كثيرة، لأن الطعام كان انتهى صلاحيته، من رجال الأعمال المتعاملون مع الجيش، مبينًا أن القاضي لا يجرؤ على فتح تحقيق لأن هؤلاء رجال الأعمال قريبون من أردوغان.

وبين أوغلو، أنه بعد مسرحية الانقلاب يوجد ٥ ألاف من أفراد الجيش التركي تم سجنهم، ومن الشرطة ٥٣ شرطي في السجن.

التعتيم على القضية

قال أحمد فرهاد أحمد، عضو حزب الشعوب الديمقراطي التركي عن ولاية إزمير، إن قضية إصابة 21 جنديًا بالجيش التركي بحالة تسمم غذائي لتناولهم أغذية فاسدة، تم تلفيقها من قبل حكومة العدالة والتنمية وأردوغان، وإغلاقها دون إعطاء اي معلومات.

وأكد أحمد في تصريحات خاصة لـ"بوابة المواطن"، أن هناك تعتيم إعلامي حول القضية، وغابت عملية الشفافية حول التحقيقات التي أجريت فيها.

وأضاف عضو حزب الشعوب الديمقراطي التركي عن ولاية إزمير، أن تركيا تعتبر من بين عشر دول بالعالم تتسم بعدم مصداقية إعلامها، ومن بين العشرة الأوائل.

جدير بالذكر، أنه بدأ التاريخ الحديث للجيش بتشكيله بعد انهيار الإمبراطورية العثمانية، حيث اعتبر الجيش التركي نفسه حارسا للايديولوجية الكمالية، ايديولوجية الدولة الرسمية، خاصة الجانب العلماني، وبعد أن أصبحت تركيا عضوا في الناتو في 18 فبراير 1952، شرعت في برنامج تحديث شامل لقواتها المسلحة.


وتصنف القوات المسلحة التركية بشكل جماعي باعتبارها ثاني أكبر قوة عسكرية دائمة في حلف شمال الأطلسي، بعد القوات المسلحة الأمريكية، ويقدر قوامها في عام 2015 من 559 639 من الأفراد العسكريين والمدنيين وشبه العسكريين.

وتعتبر تركيا هي واحدة من الدول الخمس الأعضاء في حلف شمال الأطلسي التي هي جزء من سياسة التقاسم النووي للحلف، جنبا إلى جنب مع بلجيكا وألمانيا وإيطاليا وهولندا، يتم استضافة ما مجموعه 90 بي 61 قنابل نووية في قاعدة إنجرليك الجوية، 40 منها مخصصة لاستخدامها من قبل سلاح الجو التركي في حالة وجود نزاع نووي، ولكن استخدامها يتطلب موافقة الناتو.