يعشق الأطفال القصص الخيالية وتذوب فيها، فمن لا يتذكر في طفولتهم قصة خيالية علقت بذهنه، وما عدد الشخصيات الخيالية التي ظل بالأيام يردد بطولاتها، وتوضح السطور القادمة أسباب انجذاب الأطفال لها وطريقة تكوينها.

القصص الخيالية

وأوضح كمال الدين حسين، أستاذ الأدب والدراسات الشعبية كلية رياض الأطفال، جامعة القاهرة، أن القصص الخيالية هى نوع من القصص الواقعى فى معظم تفاصيلها وعناصرها،لكنهافى عنصر من عناصرها يغلب عليها الخيال وتحتاج للشك لتصديقها، مثل تلك القصص التى تصور الحياة اليومية لمخلوقات صغيرة جدًا"عقلة الصباع"، والتى تواجه مشاكل كمشاكلنا، فهى تصور الخوف من المجهول، وكيفية تأثير الطمع على الحياة الأسرية.

وأكد حسين في كتابه، أدب الأطفال، المفاهم والأشكال والتطبيق، أن هناك نوع من القصص التى تدور حول السحر والسحرة، وتعتبر هذه القصص ومع أنها أن الأحداث بها تغرق فى الخيال،مثل تلك القصص التى تبدو واقعية فى كل شئ،ما عدا ظهور شبح يؤثر على الأحداث أيضًا تلك الحكايات أو القصص التى تدور حول شخصيات ليست من البشر، ولكنها تجسد أفعال البشر، فتتحدث وتعيش وتشعر مثل البشر، وفى بعض القصص قد تكون الشخصيات من الحيوانات التى تجسد عالم الإنسان.

القصص الغارقة في الخيال

وتعتبر القصص المغرقة فى الخيال نوع من القصص الخيالية، لكنها تمتاز بتركيزها على الصراع بين الخير والشر، والقصص الناجحة من هذا النوع استولى على انتباهنا.


وبين حسين، أن تلك القصص تقاس مصداقيتها بإسلوبين الأول:بالأتساق الداخلى للعالم الجديد الذى تجسده،والثانى عن طريق الأبطال الواثقين فى قدراتهم وخبراتهم، فهذا النوع من القصص يصور ويرسم البطل التام الكامل،

وأضاف أستاذ الأدب والدراسات الشعبية كلية رياض الأطفال، أنه مع اختلاف الإطار من قصة إلى أخرى، ولكنها جميعًا تأتى متكاملة، حيث إن مصداقيتنا لها قد اعتمد على إبداع عالم القصص الذى يختلف عن عالمنا، والزمن فيه يكون أكثر مرونة،فيكون متموجا" ما بين الأندفاع للأمام ثم العودة للخلف، أو يكون مستديرا" يدور فى كل الأزمنة: الماضى والحاضر والمستقبل.

وأوضح أستاذ الدراسات الشعبية والأدب بكلية رياض الأطفال جامعة القاهرة، أن الطابع العام لتلك القصص هو جاد يهتم بالإنسان والإنسانية، والصراع الأساسى له سمة العالمية، حيث يدور بين الخير والشر المطلق.

الخيال العلمي

يقع الأطفال فى غرام قصص الخيال العلمى رغم أن أحداثها خيالية إلا أنها تجد قبول واسع عند الأطفال فمن منا ينسى قصص جريندايزر وسلاحف النينجا وبوكيمون وستوضح السطور القادمة أنواع قصص الخيال العلمى وتأثيرها على الأطفال.


وعدد حسين،أنواع قصص الخيال العلمى إلى:
1-القصص العلمية:
وهى التى تدور حول عمليات اكتشاف بعض الظواهر، أو النظريات العلمية وتفسيرها.
2-قصص الفانتازيا العلمية:
وهى القصص التى تحاول أن تنتقل بالنظريات والأكتشافات العلمية إلى عوالم غريبة، بوضع فرضية:ماذا يحدث مستقبلًا لو تم تطور هذه النظريات أو الأختراعات، ووقعت فى أيدى من يريد السيطرة على كوكب الأرض ؟فغالبًا ما تدور هذه القصص فى أزمنة مستقبلية بعيدة المدى، مثل أفلام حروب الكواكب، ومنها ما يقع فى أزمنة قريبة، أى بعد عشرين أو ثلاثين عامًا، كما كان فى قصص ما يعرف"بالسيبربنك" وهى القصص التى كانت تحاول الإجابة على تساؤل " ماذا تصنع فئة من الشباب الذين انتشروا فى الغرب مع بدايات الثمانينيات من القرن الماضى، الذين حملوا كثيرًا من الفكرالرافض للواقع الذى يعيشوه، ماذا يصنعون بالعالم لو تمكنوا من استخدام تكنولوجيا العصر المتطورة ؟ وقد ظهرت مثل هذه القصص فى عدد من الأفلام السينمائية.
3- قصص الخيال العلمى:
وهى قصص أقرب إلى القصص الواقعى، تدور فى الزمن المعاصر، وتعتمد فى حل الصراع على بعض النظريات أو الاختراعات العلمية المعاصرة.

قصص الرعب

يقبل العديد من الأطفال على قراءة القصة، التي تعتمد على تصوير الحياة من حول الطفل، فمن منا لم يتخيل نفسة في مكان سوبر مان أو بات مان، أو أرعبته قصة دراكولا، فقصص الرعب أكثر ما تجذب الأطفال، والسطور القادمة تكشف سر نجاحها في إجتذاب الأطفال إليها.


كشف محمد الجوهري، وهو أول مصرى يحصل على درجة الدكتوراه فى علم الفولكلور من جامعة بون بألمانيا، أن قصص الرعب هى واحدة من الإبداعات الأدبية الجماهيرية،والتى يلعب فيها الغموض والعنف الدور الرئيسى الذى يتحكم فى سير الأحداث والشخصيات،ولا تتقيد هذه القصص بزمن أو إطار لأحداثها،فهى قد تضع الحدث فى أى زمان،سواء فى الماضى أو المستقبل والحاضر،كما أنها تعتمد على التشويق والإثارة فى صياغة أحداثها.

وأكد الجوهري في كتابه، الطفل في التراث الشعبي، أما الأحداث ذاتها فهى غامضة،لا يوجد تفسير لها لكن مع نهاية القصة يتم حل الصراع واكتشاف غموض الحدث بالاكتشاف والتحرى الدقيق والمعقول،ومن هذا النوع نجد الروايات البوليسية وروايات الجرائم والإثارة والتجسس.

وأردف الجوهري، أن الحبكة فى هذه القصص فهى ملىئة بالغموض والرعب،وشخصياتها قوية، وجوهاالعام ملئ بالإثارة، أما إطارها فيتضمن القصور المهجورة،أو قد تتم فى إطار من ممارسات الحياة اليومية المعتادة.

وبين أستاذ الأدب الشعبي، أن ما يجعل هذه القصص أكثر تقبلًا من الأطفال، فيرجع إلى سهولة قراءتها وفهمها وللحركة السريعة للفعل، كما أنها تشبع الرغبة في الإستنتاج لدى ابنك، فتضعه في موقف التحدي الممتع، حيث نجد في تماثل إستنتاجه مع نهاياتها الممتعة، كما أن القدرة على التنبؤ بسير الأحداث وتوقع النهاية قد تشعره بالزهو والإطمئنان خاصة بالنسبة لصغار الأطفال.