من إيران إلى منافس أردوغان .. 5 أحزاب اتخذت من عبد الله أوجلان الزعيم الروحي لها
الإثنين 26/نوفمبر/2018 - 03:42 ص
سيد مصطفى
طباعة
تتجاوز الأفكار مكان صاحبها، بل وأحيانًا حياته في الدنيا، فرغم أن القائد الكردي عبد الله أوجلان، قد زنزانته داخل السجون التركية، إلا أن أفكاه تقود تنظيمات أخرى في سوريا وإيران، بل تركيا نفسها،
حزب العمال الكردستاني
حزب العمال الكردستاني
تأسس حزب العمال الكردستاني في 27 نوفمبر 1978 بطريقة سرية على يد مجموعة من الطلاب الماركسيين غير المؤثرين في الساحة السياسية الكردية، بينهم عبد الله أوجلان الذي اختير رئيسا للحزب، وبلغ أوج قوته في تسعينات القرن العشرين حيث تجاوز عدد عناصر الحزب العشرة آلاف مقاتل.
وينتهج الحزب التوجه الماركسي اللينيني، ومن أهدافه الجوهرية التي أعلن عنها مع نشأته إقامة دولة كردستان الكبرى المستقلة، إلا أنه تراجع عن مطلبه بالاستقلال لاحقًا، وصار يدعو إلى حصول الأكراد على الحكم الذاتي في تركيا، وبدأ الحزب نشاطه العسكري عام 1984، واتخذ مقاتلوه من كردستان العراق منطقة لحماية قواعدهم الخلفية، كما أقاموا تحالفا مع الحزب الديمقراطي الكردستاني العراقي بزعامة مسعود برزاني.
شهد عقد الثمانينيات والتسعينيات من القرن العشرين أكثر فترات الصراع الدموي بين الأكراد والجيش التركي خصوصًا بعد الاضطرابات التي شهدتها تركيا في يوليو 1980، والتي اضطرت بالمواطنين الأكراد للهروب إلى الدول الأخرى، حتى تلقى الحزب ضربة قاضية عام 1999 باعتقال زعيمه عبد الله أوجلان، وسجنه في تركيا بتهمة الخيانة.
طلب أوجلان عام 2013 بوقف إطلاق النار وحث الحزب على الانسحاب من المناطق التركية، في اعلان وصفه "بالتاريخي"، لكن وقف اطلاق النار انتهى عام 2015 عندما شنت تركيا غارات جوية ضد معسكرات حزب العمال شمالي العراق.
حزب الإتحاد الديمقراطي
لا تجد تمثيل لأفكار عبد الله أوجلان بوضوع في بقعة من الأرض أكثر من سوريا، حيث حزب الاتحاد الديموقراطي، التلميذ المتفوق لأوجلان، وهو حزب سياسي يعمل في المناطق التي يعيش فيها الأكراد في سورية، وأنشأ الحزب سنة 2003م القوميون الأكراد في تلك المنطقة (القامشلي والحسكة)، والحزب يتبع حزب العمال الكردستاني.
أنشأ الحزب، إدارة ذاتية مشكلة من عدة أحزاب في الشمال السوري في عام 2012، ولديه منظمة مسلحة هي وحدات حماية الشعب مكلفة بحماية المناطق التابعة لها، غير وحدات حماية المرأة، وباقي النظريات الفلسفية لأوجلان ستجدها قوانين ومنظمات بالشمال السوري.
أعلن الحزب أنه يهدف إلى وحدة سوريا أرضًا وشعبًا ضمن دولة ديمقراطية لامركزية، وخاض عدة حروب شرسة بدأت بحربه مع داعش، والتي كانت أصعب محطاتها كوباني، وإنتهت بسيطرة قوات سوريا الديمقراطية على محافظة الرقة السورية وأجزاء واسعة من دير الزور، وكانت أخر حروبه ضد الجيش التركي الذي اقتحم عربن.
حزب الحياة
لم تترك أفكر أوجلان جبهة إيران وأكرادها، حيث أنشأ حزب العمال هناك ما يسمى بحزب الحياة الحرة الكردستاني، وهو جماعة يسارية قومية يسارية مناهضة لإيران، وقد شن نضالا مسلحا متقطعا منذ عام 2004 ضد الحكومة الإيرانية من أجل تقرير المصير للأكراد في كردستان الإيرانية.
ويوصف حزب الحياة الحرة لكردستان على نطاق واسع بأنه فرع لحزب العمال الكردستاني، أسّس أعضاء حزب العمال الكردستاني حزب العدالة والتنمية في 2004 في إيران، والزعيم الحالي للمنظمة هو عبد الرحمن حاجي أحمدي.
ويقدر عدد جناحها المسلح، وحدات كردستان الشرقية، بثلاثة آلاف عضو، من إيران وتركيا والعراق وسوريا والشتات الكرد، نصف أعضاء PJAK هم من النساء، الكثير منهم لا يزال في سن المراهقة، وتجند المجموعة بنشاط مقاتلات الإناث وتقول إن مقاتليها "الأكثر قسوة وأشدها" هم نساء ينجذبن إليها.
ويهدف الحزب إلى إقامة كردستان إيرانية مستقلة داخل الدولة الإيرانية، وإستبدال الثيوقراطية الإيرانية بحكومة ديمقراطية وفيدرالية مع العرب لحكم الذاتي، والاذريين والأكراد وجميع الأقليات العرقية الأخرى، تعتبر المجموعة منظمة إرهابية من قبل إيران، تركيا، والولايات المتحدة.
وأدت المعارك بينه وبين الحرس الثوري الإيراني، لقيام الجيش الإيراني بقصف القرى الكردية في العراق على طول الحدود الإيرانية في الوقت الذي تدعي أنه كانت تلك الأهداف الرئيسية المتشددين PJAK. وقد مات عدد من المدنيين،و أجبر أكثر من 800 كردي عراقي على ترك منازلهم بسبب أعمال العنف التي وقعت مؤخرًا عبر الحدود.
حزب الشعوب الديمقراطي
وبعد سنوات عديدة في الحرب على الجبات التركية، ولد ابن سلمي للفكر الأوجاني بتركيا، هو حزب الديمقراطي للشعوب، الذي يعتبر حزب مؤيد للأقلية في تركيا. وتتشكل بنيته من الجناح اليساري، يركز الحزب بقوة على الديمقراطية التشاركية والديمقراطية الراديكالية والنسوية وحقوق الأقليات وحقوق الشباب والمساواة، وهو عضو مشارك في حزب الاشتراكيين الأوروبيين (PES) وعضو استشاري في الاشتراكية الدولية.
تأسس حزب الشعب الديمقراطي في عام 2012 كجناح سياسي للكونجرس الديمقراطي الشعبي، وهو اتحاد يضم العديد من الحركات اليسارية التي سبق أن قدمت مرشحين كمستقلين، لتجاوز عتبة الانتخابات بنسبة 10٪، ورغم أن الحزب يدعي ة أنه يمثل تركيا بأكملها، فقد اتهم المنتقدون الحزب بتمثيل مصالح الأقلية الكردية في جنوب شرق تركيا، حيث يستطلع الحزب أعلى الأصوات.
يدير الحزب نظام قيادة رئاسي مشترك، مع رئيس واحد ورئيسة واحدة، وكان هؤلاء الرؤساء هم صلاح الدين ديميرتاش وفيجين يوكسكداو على التوالي، وفي الانتخابات الرئاسية لعام 2014، قدم الحزب رئيسه، صلاح الدين ديميرتاش، الذي فاز بنسبة 9.77٪ من الأصوات، وفاق الحزب التوقعات عندما قدم قوائم حزبية بدلًا من إدارة المرشحين المستقلين للانتخابات العامة في يونيو 2015. حيث نجح بنسبة 13.12 ٪، لتصبح ثالث أكبر مجموعة برلمانية.
و شارك الحزب لفترة وجيزة في الحكومة المؤقتة للانتخابات التي شكلها رئيس وزراء حزب العدالة والتنمية أحمد داود أوغلو في 28 أغسطس 2015، حيث أصبح كل من علي حيدر كونكا ونائب حزب الشعب الديمقراطي، وموزلوم دوغان، وزير شؤون الاتحاد الأوروبي ووزير التنمية على التوالي.