تتسم العلاقات المصرية السعودية بالترابط والعمق، حيث يجمع بين البلدين العديد من الروابط على كافة الأصعدة السياسية والدولية والاقتصادية وتبدو هذه العلاقات واضحة وسمنية تعزز من استقرار المنطقة العربية وتدفع بها نحو التقدم وإزالة العقبات والمشكلات داخل المنطقة، ويعود تاريخ العلاقات بين القاهرة والرياض إلى جذور متأصلة.

اقرأ أيضا : استعدادات مكثفة لاستقبال ولي العهد السعودي بمطار القاهرة

تاريخ العلاقات المصرية السعودية وأشكال الترابط

وقد ظهر هذا العمق في حديث وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية بالسعودية المهندس خالد الفالح اليوم،  خلال كلمته في فعاليات المؤتمر العربي الدولي الـ 15 للثروة المعدنية،  حيث أكد إن الروابط التي تجمع الدول العربية كثيرة ومتينة والعمق المصيري والتاريخ المشترك تعد من أبرز الروابط التي تجمع بين الدول العربية وبعضها البعض، لافتا على وجه التحديد العلاقات التي تجمع بين مصر والسعودية على وجه الخصوص، لافتا إلى توافق الرؤى السياسية إلى جانب الروابط الاقتصادية التي تربط بين مصر والسعودية وكذلك الروابط الأمنية والجغرافية، وقد أشار إلى الروابط الجيولوجية بين البلدين.

وتسمن العلاقات المصرية السعودية بالتزامن زيارة الأمير محمد بن سلمان ولي عهد المملكة العربية السعودية إلى مصر، ومن المقرر أن يصل الأمير إلى قاهرة المعز يوم الاثنين، حيث تستمر لمدة يومين بحسب ما صرح به الناطق الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المصرية السفير بسام راضي، وتتضمن زيارة ولي العهد السعودي، عقد جولة مباحثات مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، تتناول العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين وسبل تعزيزها فى مختلف المجالات، فضلًا عن التباحث حول بعض الملفات السياسية ذات الاهتمام المشترك.

في إطار الشراكة الإستراتيجية بين القاهرة والرياض، كان أول اجتماع يعقد في مدينة "نيوم" السعودية الجديدة والتي جرى إنشاؤها بجوار البحر الأحمر وخليج العقبة استقبل الملك سلمان بن عبدالعزيز خادم الحرمين الشريفين الرئيس عبدالفتاح السيسي في قمة مصرية سعودية بحضور ولي العهد الأمير محمد بن سلمان نائب رئيس الوزراء ووزير الدفاع واللواء عباس كامل رئيس المخابرات العامة خلال زيارة تبادلت الأحاديث حول العلاقات الأخوية التي تربط بين البلدين.

وتأكيدا لأهمية توطيد العلاقات المصرية السعودية فإن مدينة "نيوم" التي تقع في شمال غرب السعودية هي منطقة اقتصادية ضخمة تتكلف خمس مائة مليون دولار وكان ولي العهد السعودي قد أخذ على عاتقه في العام الماضي ببناء المدينة من الصفر لتكون مشروع سياحي واقتصادي عملاق يمتد لأول مرة بين ثلاث دول وهي السعودية ومصر والأردن .

تربط مصر والسعودية روابط أخوية قوية تتميز بمكانة عالية لما تتمتعان به من موقع على الخريطة السياسية والدولية والعربية وكذلك الإقليمية، مما يجعل العلاقات المصرية السعودية أكثر قوة وتماسكا، فيقع على البلدين العبء الأكبر في تحقيق التضامن العربي في المنطقة لما تتسم العلاقات بين القاهرة والرياض بالمتانة والاستمرارية وتعزز من وضعهما بين دول المجتمع الدولي.

ومع تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي رئاسة البلاد اتسعت قادة العلاقات المصرية السعودية وانتعشت العلاقات الثنائية بين البلدين بشكل ملحوظ فكانت السعودية من أوائل الدول الداعمة والمساندة لمصر عقب ثورة الثلاثين من يونيو حيث قامت بتقديم دعمها السياسي والدولي والمالي وقامت بحظر أنشطة الجماعات الإرهابية ومساندة الاقتصاد المصري كما تساعد مصر أيضا السعودية في مواقفها الحاسمة لاسيما في مكافحة الإرهاب والتطرف في المنطقة.

شهد العلاقات المصرية السعودية زيارات متبادلة بين البلدين تؤكد جميعها على قوة ومتانة العلاقات بين البلدين ففي العاشر من مارس 2016، قام الرئيس السيسي بزيارة السعودية لمشاهدة البيان الختامي لمناورات رعد الشمال 2016، بحضور العاهل السعودي وعدد من زعماء الدول العربية والإسلامية والتي تعد أضخم مناورة في تاريخ المنطقة شارك فيها نحو ثلاث مائة ألف عسكري من داخل 14 دولة عربية وست دول إسلامية.