العلاقات المصرية السعودية العسكرية .. جذور لها علاقة بحل الأزمة اليمنية
تشكل العلاقات المصرية السعودية العسكرية
ركيزة أساسية للأمن والاستقرار في المنطقة العربية، وتكتسب العلاقات بين البلدين
أهميتها من الصلات القوية التي تربط القيادتين المصرية والسعودية في حرص دائم على
تطوير العلاقات والجوانب الإستراتيجية بين البلدين، وتكمن أهمية العلاقات الثنائية
العسكرية بالنسبة للعالم العربي أجمع حيث تبرز أهمية تلك العلاقات إلى ما تتعرض له
المنطقة العربية بشكل غير مسبوق من النزاعات والحروب والخلافات.
أهداف العلاقات المصرية السعودية العسكرية
تقف العلاقات المصرية السعودية العسكرية، في
وجه التدخلات الأجنبية لما يخص الشأن العربي، بالإضافة إلى مكافحة الإرهاب والتطرف
بكل أشكاله وصوره، وترتبط مصر والمملكة العربية بتكامل عسكري، بين أفرع القوات
للجانبين، حيث تجري القوات المسلحة للبلدين عدة مناورات تدريبية مشتركة بينهما
بهدف تبادل الخبرات ورفع الكفاءة التدريبية والتجهيزية القتالية للقوات المشاركة
وتبادل الخبرات واكتساب المهارات القتالية.
وتتعدد أشكال العلاقات المصرية السعودية
العسكرية، في "مناورات فيصل" بين القوات الجوية المصرية والقوات الجوية
الملكية السعودية، إلى جانب "مناورات مرجان" بين القوات البحرية المصرية
والقوات البحرية الملكية السعودية، إضافة إلى "مناورات تبوك" بين القوات
البرية المصرية والقوات البرية الملكية السعودية، حيث أن الدور المصري ينظر له أنه
نواة صلبة لضبط النظام الإقليمي العربي.
تعتمد العلاقات المصرية السعودية العسكرية،
على قدرة مصر في إدارة الأزمات الداخلية للبلاد وأيضا الخارجية، بما يسهم في تحقيق
مصالح الشعبين والأمتين العربية والإسلامية، وقالت السعودية عن الجيش المصري، هو
أقدم الجيوش تاريخا، جيش النخبة العالية، شديد في الحرب بأسه، ويوصف التعاون
العسكري بين جناحي الأمة العربية مصر والسعودية، بأنه يزداد رسوخا يوم بعد يوم.
اقرأ أيضا : الدكتور فخري الفقي لـ " بوابة المواطن ": العلاقات بين مصر والسعودية ممتدة عبر التاريخ
وفي إطار دعم العلاقات المصرية السعودية
العسكرية، قد شهد الرئيس عبدالفتاح السيسي وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن
عبدالعزيز في مقتبل 2016، المرحلة الرئيسية للتدريب المشترك "رعد الشمال
2016" والذي تشارك فيه وحدة من القوات المصرية والسعودية مع عشرين دولة عربية
وإسلامية بالإضافة إلى قوات درع الجزيرة والذي استمر لمدة ثلاثة أسابيع بمجمع
ميادين التدريب بمدينة الملك خالد العسكرية بمحافظة حفر الباطن شمال السعودية.
شهد المناورات المصرية السعودية تدريبات
مكثفة على مواجهة التهديدات المحتملة سواء في إطار الحرب النظامية أو غير النظامية
كما تم خلالها التعاون الوثيق بين مختلف بين عناصر القوات المسلحة من الدول
العربية المشاركة لتحقيق الأهداف المرجوة من المناورات، وفي أبريل من 2015، قام
الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد السعودي ووزير الدفاع
بزيارة لمصر، حيث استقبله الرئيس السيسي ليستعرضا المستجدات والتطورات في العمليات
العسكرية التي تتم في إطار عملية عاصفة الحزم.
وتسهم العلاقات المصرية السعودية العسكرية،
في إرساء الاستقرار والأمن في دولة اليمن الشقيقة والحفاظ على هويته العربية
ومساعدته على تجاوز تلك المرحلة الدقيقة في تاريخه صونا لمقدرات الشعب اليميني
وحفاظا على حقوقه، وكان وزير الدفاع السابق صدقي صبحي قد قام بزيارة السعودية
والتقى بنظيره السعودي وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان حيث تناول اللقاء المشاركة
العسكرية المصرية السعودية في تحالف عاصفة الحزم، وسبل تعزيز العمل المشترك بما
يحقق أهداف العملية العسكرية.
جاءت المناورة البحرية التي نفذت في فبراير
2015، لتؤكد قوة العلاقات المصرية السعودية العسكرية، حيث تم تنفيذ المرحلة
الرئيسية من المناورة "مرجان 2015" التي شارك فيها العديد من القطع
البحرية وعناصر القوات الخاصة وطائرات اكتشاف ومكافحة الغواصات لتنفيذ العديد من
الأنشطة التدريبية المشتركة التي تسهم في تأمين المياه الإقليمية وحركة النقل
بنطاق البحر الأحمر.
وتمثل المناورات البحرية العسكرية بين
القاهرة والرياض تعزيزا للعلاقات الإستراتيجية والتعاون العسكري بين مصر والمملكة
العربية السعودية ولإرساء دعائم أمن والاستقرار بالمنطقة وتحقيق المصالح المشتركة
للبلدين الشقيقين إلى جانب تنمية قدرات القوات المسلحة المشاركة من الجانبين على
التخطيط وإدارة العمليات المشتركة للحفاظ على أمن وسلامة الملاحة لاسيما ما يرتبط
بالمناورات البحرية.
وتشمل التدريبات العسكرية البحرية بين القوات
المصرية والقوات السعودية، التصدي لمخاطر العائمات السريعة التي تعترض السفن
التجارية والوحدات البحرية أناء الإبحار في الممرات الملاحية وكيفية مجابهتها
واعتراض السفن المشتبه بها، إضافة إلى تنفيذ حق الزيارة والتفتيش والتدريب على
مهام البحث عن الغواصات ورصد وتتبع الأهداف الجوية المعادية وتدميرها، وبحسب
المراقبين فإن العلاقات المصرية السعودية العسكرية تشهد يوميا نوعا من النضوج
والانتعاش.