أحداث باريس .. فوضى تعم فرنسا باسم الإصلاح وهذه آخر الخسائر
الأحد 02/ديسمبر/2018 - 12:02 م
أحمد عبد الرحمن
طباعة
شهدت العاصمة الرومانسية باريس حالة شديدًا من الفوضى والدمار والتخريب لم تشهدها منذ انتهاء الثورة الفرنسية عام 1794، نتيجة لما فعله المتظاهرين منذ قليل من إشعال النيرات ن في متحف أورونجوري، والتهمت ألسنه النيران العديد من المؤسسات الحكومة والخاصة، واقتحامهم لبرج إيفل الذي يعد من أهم المعالم السياحية في باريس.
بداية أحداث باريس
بداية أحداث باريس
والبداية كانت بتنظيم العشرات من الشعب الفرنسي مسيرات، في نوفمبر الماضي، انطلقت من العاصمة الفرنسية باريس، احتجاجًا على مشروع قانون الهجرة الجديد الذي أعدته الحكومة الفرنسية، وجه هذا المشروع انتقادات واسعة من اليسار.
ومن جانبه قال وزير الداخلية الفرنسي جيرار كولومب، إن نص المشروع متوازن تماما ومنسجم مع القانون الأوروبي، ولا يزال أقل بكثير من الإجراءات التي تم اتخاذها في دول مثل ألمانيا وإيطاليا والسويد، دفع وتيرة الحد إلى التراجع.
عودة أحداث باريس في ثوب جديد إلى محيط الشانزلزيه
وبعد 10 شهور من الهدوء الذي سيطر على السياسة والشارع الفرنسي، عادت تلك المسيرات في ثوبًا جديد، وتمكن المتظاهرين من إعادة لم الشمل فقط خلال الأيام القليلة الماضية، ليعودوا مرة أخرى إلى شوارع باريس، ولكن تلك المرة احتجاجا على أسعار الوقود وارتفاع مستوى المعيشة، واعتراضًا على السياسات الخارجية للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
ولكن مع مرور الوقت وزيادة حدة المظاهرات وخروجها عن سيطرة الشرطة الفرنسية، ارتفع صوت مطالبهم إلى رحيل ماكرون، ومنذ رفع اللائحة التي رسم عليها " ارحل يا ماكرون ".
ارتفاع سقف المطالب ليشمل رحيل ماكرون
تحولت دفة الأحداث في باريس من مظاهرات سلمية بطريقة قانونية حتى تطورت إلى إغراق عاصمة الرومانسية والفن والسياحة باريس في الفوضى ووضعوا خطة ممنهجة، أعلنوا بديتها عندما فكروا في اقتحام القصر الرئاسي الفرنسي، الذي يقع بالقرب من شارع الشانزليزيه في العاصمة الفرنسية باريس، خلال الأيام الماضية، وحدثت مواجهات عنيفة هناك بين قوات الشرطة والمحتجين أسفرت عن اعتقال 100 متظاهر، وسقوط العديد من الضحايا في صفوف المحتجين والشرطة، ونهب وتخريب الكثير من المصارف والمطاع التي تقع في تلك المحيط.
خرجت اليوم دعوات تطالب بتجديد المسيرات الفرنسية، والتي انطلقت من محيط القصر الرئاسي الفرنسي في الشانزلزيه، وبعد ساعات اندلعت المواجهات بين الشرطة الفرنسية، والمحتجين، فيما خرج وزير الداخلية الفرنسي، كريستوف كاستانير ليدعو جمع الشعب الفرنسي إلى الهدوء، والتمسك بالأهداف السلمية للاحتجاجات.
الأضرار التي أسفرت عنها التظاهرات
في المقابل لم ينصاع الشعب الفرنسي وراء هذه الرسالة، وتوجه إلى برج إيفل تمهيد لاقتحامه، ما أدى إلى عدم صمود الشرطة أمام كل تلك الاحتجاجات وأمر وزير الداخلية بتكثيف الحملات الأمنية لحماية برج إيفل، ونجحت في ذلك.
لم تنجح الشرطة الفرنسية في حماية متحف أورونجوري الذي يعتبر عاملا أساسيا في ترويج السياحة الفرنسية، وسقط ضحية لتلك المسيرات، وقامت قوات الأمن الحكومة الفرنسية، بإغلاق 19 محطة مترو في باريس، والمؤسسات الحكومية الهام، نتيجة الاحتجاجات التي ضربت العاصمة، وخوفًا من نهبهم أو تعرضهم للسرقة من قبل المتظاهرين.
وبعد عودة العاصمة الفرنسية باريس تحت قبضة الحكومة الفرنسية، تحدث وزير الداخلية مرة آخرة قائلًا " قال وزير الداخلية الفرنسي، كريستوف كاستانير، إن قوات الأمن اعتقلت 224 محتجًا من السترات الصفراء في باريس، مؤكدًا أن الشرطة تحاصر المحتجين قرب قوس النصر، حسبما أعلنت وسائل إعلام فرنسية.
وتابع كريستوف كاستانير، "أن استهداف رجال الأمن بمثابة إهانة للجمهورية، مؤكدًا أن دورهم يقتصر على حمايتهم أولًا، معربًا إن أماله في استعاده الأمن والاستقرار داخل أراضي باريس في أقرب وقت".
واختتم المشهد بتحذير السفارة السعودية لدى فرنسا عبر صفحتها الشخصية مواقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "نحذر مواطنينا الكرام السياح والمقيمين في باريس.. حرصًا على سلامتكم تنصح السفارة لدى فرنسا باتخاذ الحيطة وعدم الذهاب إلى شارع شانزليزيه والمناطق المحيطة به".