مشهد من "بوابة المواطن" كيف نجح مسعد شاهين في بث الانتماء داخل أبناء مؤسسته؟
تجمعنا وتفرقنا قصص الشتاء والذكريات التي
تتعلق في ثوب سنواتها، لكن شتاء 2018، كان فريدا عندما جمعني بـ أسرة بوابة
المواطن، في أولى سنوات الصحافة هبطت دون أن أدري في بيتهم فربطنا صباح العمل
ومسائه، أحكي عن هذه الصورة التي التقطها زميلتي في قسم الفن المجاور عندما كانت
تلتقط "السيلفي" وزميلاتنا، قطرات المطر التي تدلت من السماء نادتهن
فذهبن في غفلة انقطاع تيار الكهرباء عن صالة التحرير.
تبدو في مخيلتي الآن أول يوم دخلت فيه من باب
"بوابة المواطن" كانت المرة الأولى التي أدخل فيها صحيفة إلكترونية
وأشعر فيها بالسعادة كان ذلك تحديدا في صيف 2018، لاسيما أنني في طور نشأتي
الصحفية الأولى، تلاقت عيني بوجوه كثير أشخاص يدخلون ويخرجون، أقسام صحفية وصحفيون
مهتمون بتحرير التصريحات مسئولون ليل نهار يدقون أجراس الباب، هل تذكرني قصص
الشتاء بتلك الأيام فيما بعد؟ لا أدري.
قضيت في "بوابة المواطن" حتى
اللحظة التي أكتب فيها قرابة أربعة أشهر، وكلما مرت الأيام أحببت هذا البيت الذي
جمع أبنائه بدون ميعاد، شعرت بينهم بالدفء وبمحبتهم لبعضهم فهمت حرفيا المعنى
التكنيكي للتعاون، كلهم يدورون في فلك واحد، يسعون إلى هدف واحد وإن أصابهم داء
الأخطاء الإملائية حينما سعوا إلى السرعة في نشر الأخبار والموضوعات، وقصص الشتاء
التي نعيشها الآن هي موقدة حب جمعت أفئدتنا في جوف واحد.
تعرفت في على العديد من
الأشخاص كان قربهم لي في البداية مجرد زملاء نتعاون فيما بيننا من أجل تحسين
الصورة الذهنية للمؤسسة التي ننتمي إليها، ولكن تحول الأمر بعد ذلك إلى وصف أعمق
من الزمالة، وصف تخلل في مشاعري كابنة أنتمي لبيت ترى من فيه أخوتها وتعتبر رئيسه
أبيها، تحرص على سمعته وسمعة بيت وتربي نفسها لتكون ابنة بارة.
تلقيت العديد من التحذيرات التي كلما سمعتها من أناس عن "بوابة المواطن" يتهمون أصحابها وهم أهل بيتي وعائلتي بالتضليل وسرقة أحلام الشباب وكثير من الأقاويل التي نغزت في قلبي الشك عندما سمعتها ممن أشخاص ظننت أنهم أهل ثقة وأهل صدق، في حين أنني كنت لا أرى مثل ما وردني من اتهامات، الواقع كله كان مخالف لما يحكى
تعلمت في "بوابة المواطن" أنه لا
سقف للطموح ولا سقف للآمال والأمنيات فأي مكانة ترغب فيها أنت لها إن حاولت
وكافحت، هذا ما رأيته في وجه الرجل الغيور على بيته وأذكره بالحرف "مسعد
شاهين" أظن أنني لن أنسى ذلك الاسم مهما مرت السنين، وتابعت قصص الشتاء مئات
القصص من كل الفصول، فكلما اجتمع بنا كلمة واحدة تترد على لسانه يذكره في كل
اجتماع "البوابة دي بيتكم ومكانكم حافظوا عليه".
كانت أحلامي الأولى
عندما دخلت "بوابة المواطن" هو أن أصنع نفسي وأجعل اسمي في عالم الصحافة
نجم يتلألأ في كل سماء، يصدح صوته في كل البيوت التي لا أعرفها والمدن التي لم أزورها
والشوارع التي لم أمر بها، لكن تغيرت رؤيتي وأهدافي وزادت خريطة أحلامي نهرا أكبر من
الذي حفرته لنفسي، وبات همي أن يصبح اسم البوابة التي انتمي لأسرتها في مقدمة الصحف
ليس المصرية بل العربية، فلا سقف لطموح أبناء المواطن.
اتبعت سياسية منهجية
من التخطيط الدقيق للترويج لبيتي وبيت عائلتي "بوابة المواطن" تقوم هذه السياسية
على جعل القارئ نفسه يروج لبوابتنا بحب وعن رضا نفسي وهو متشوق ومحب لهذا العمل، عرضت
فكرتي على مديري بالبوابة رحب تماما بها، وعلمني كيف أصيغها وأحسن منها وإن قلت على
الفكرة لأحرقت شفرة أسرارنا وخنت العهد بيني وبين الرجل الذي أجلسني تكريما وتشريفا
على مقعد صاحبة الجلالة، متربعة على عرش السلطة الرابعة، لأبحث في مكامن مهنة البحث
عن المتاعب.
تعلمت في أرض
"بوابة المواطن" أن الكلمة شرف، وكل ما نقدمه للقراء من موضوعات يحمل عرضنا،
تعلمت أنه لا يمكن بأي شكل من الأشكال أن نفرض في أعراضنا، وإن غضب منا رئيسنا من حقه
علينا ومن عشمه فينا ومن منطلق حرصه على واجهتنا وبوابتنا، وإن رصدت كتاباتي في
"حكايات مصر الحلوة الشقيانة" لوجدني لا أقول إلا بوابتنا وهذا ما نجح رئيسي
في صنعه داخلي وداخلنا وداخل جميع زملائي بالبوابة وهو "الولاء".