إردوغان يتوعد بخنق الشركات المتصلة بكولن ويعتبرها "أوكارا للإرهاب"
الخميس 04/أغسطس/2016 - 07:13 م
تعهد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان يوم الخميس بقطع ايرادات الشركات المتصلة بفتح الله كولن رجل الدين التركي المقيم في الولايات المتحدة الذي يتهمه بأنه وراء محاولة الانقلاب الفاشلة ووصف المدارس والشركات والجمعيات الخيرية التابعة لكولن بأنها "أوكار للإرهاب" وتعهد باجتثاثها دون رحمة.
وقال إردوغان في كلمة بالقصر الرئاسي أذاعها التلفزيون مباشرة إن مجال الأعمال لا يزال أقوى مجال لشبكة كولن. وأضاف أن الذين "مولوا القتلة" سيعاملون مثل مدبري الانقلاب أنفسهم.
ويتهم إردوغان كولن بتسخير شبكته الواسعة من المدارس والمنظمات الخيرية والشركات التي بناها في تركيا وخارجها على مدى عقود لإنشاء "دولة موازية" تستهدف السيطرة على البلاد.
وينفي رجل الدين البالغ من العمر 75 عاما هذه المزاعم.
واعتقل أكثر من 60 ألف شخص في الجيش والقضاء والخدمة المدنية والتعليم أو أوقفوا عن العمل أو وضعوا رهن التحقيق لصلاتهم المزعومة بحركته (الخدمة) منذ محاولة الانقلاب الفاشلة في 15 يوليو تموز مما أثار مخاوف بين الحلفاء الغربيين والجماعات الحقوقية من حملات تعقب.
وقال إردوغان في كلمة ألقاها أمام رؤساء غرف التجارة والبورصات "ليس لهم أي علاقة بمجتمع متدين. إنهم جماعة إرهابية بامتياز.. هذا السرطان مختلف.. هذا الفيروس تفشى في كل مكان."
وأضاف قائلا "أقوى مجال لهم هو عالم الأعمال. سنقطع كل الصلات التجارية وكل الإيرادات عن الشركات المرتبطة بكولن. لن تأخذنا بهم شفقة أو رحمة." واصفا الاعتقالات بأنها مجرد قمة جبل الجليد.
* حملة إردوغان
نفى كولن الذي يعيش في منفى اختياري في بنسلفانيا منذ عام 1999 تدبير أي مؤامرات ضد الدولة وأدان محاولة الانقلاب التي قاد خلالها جنود طائرات مقاتلة وهليكوبتر ودبابات واستهدفوا مقر البرلمان وقطعوا الجسور في محاولة للاستيلاء على السلطة.
وقتل أكثر من 230 شخصا غير الجنود الذين شاركوا في محاولة الانقلاب. وكثير من القتلى مدنيون.
وكانت السلطات التركية سيطرت بالفعل قبل الانقلاب على مصرف اسيا وسيطرت على العديد من الشركات الإعلامية أو أغلقتها واعتقلت رجال أعمال بزعم تمويلهم حركة الخدمة.
وعلى الرغم من أن معظم عمليات التطهير التي أعقبت الانقلاب كان في قوات الأمن والقضاء والقطاع العام فقد تضررت الشركات الخاصة أيضا.
وألغيت رخصة رئيس الأبحاث في شركة للسمسرة بسبب تقرير للمستثمرين يحلل فيه مؤامرة الانقلاب في حين أقالت شركة الخطوط الجوية التركية أشهر العلامات التجارية في البلاد 211 من موظفيها لروابط مزعومة لهم بحركة كولن.
كما اعتقل رئيس مجلس الإدارة والعديد من المدراء التنفيذيين في بويداك هولدينج وهي شركة عائلية كبرى تمتد أنشطتها من الأثاث إلى الطاقة مثلما حدث مع رئيس بيتكيم كبرى شركات البتروكيماويات التركية.
"الاحتفاظ بالهدوء"
ويمكن أن تؤثر تداعيات الانقلاب على بعض الشركات متعددة الجنسيات العاملة في تركيا ومن ذلك تأجيل القرارات الخاصة بالاستثمار.
وقالت مجموعة الطاقة الألمانية (إي.دبليو.إي) التي يعمل بها نحو 700 شخص في تركيا إن نحو 12 مديرا تركوا فرع الشركة في تركيا مؤخرا. ورفض متحدث الكشف عن السبب لكن الشركة تراقب الوضع السياسي والاقتصادي بعناية بالغة.
وقال الرئيس التنفيذي لسيمنس جو كايسر للصحفيين يوم الخميس إنه استدعى رئيس عمليات المجموعة في تركيا لاجتماع يوم الاربعاء للحصول على رواية مباشرة للأحداث داخل البلاد.
ويعمل بالمجموعة الصناعية الألمانية ثلاثة الاف شخص داخل تركيا.
وقال في مؤتمر صحفي عبر الهاتف لبحث أرباح الشركة "يجب الاحتفاظ بالهدوء ومراقبة كيفية تطور الأمور لأن الوضع يتطور بطريقة غير مرغوب فيها في ديمقراطية حديثة."
وفي أنقرة قال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم إن بلاده ستطبق حزمة من الإصلاحات لتشجيع الاستثمارات ومنها إلغاء بعض الضرائب بينما تتطلع الحكومة إلى تعزيز ثقة المستثمرين. لكن المستثمرين لا يزالون حذرين.
وقال أنتون بورنر رئيس رابطة (بي.جي.إيه) التجارية الألمانية "خطط الاستثمار يجري تجميدها. لا ينصح بضخ استثمارات جديدة بالنظر إلى تشريع الطوارئ الحالي" مضيفا أن المخاوف بشأن التصنيف الائتماني لتركيا جعل الاستثمار أيضا أكثر كلفة.
وذكرت وزارة الخارجية الألمانية أن ألمانيا هي أكبر مستثمر أجنبي في تركيا باستثمارات تتجاوز 12 مليار يورو (13.3 مليار دولار) منذ 1980.
توتر في العلاقات
وأدى الانقلاب والحملات التي أعقبته إلى توتر علاقات تركيا مع الولايات المتحدة التي قالت إنها لن تسلم كولن إلا إذا قدمت تركيا دليلا على ارتكابه أخطاء ومع أوروبا التي أثار بعض ساستها مخاوف من أن إردوغان يستغل هذه الأحداث لاتخاذ إجراءات صارمة ضد كل أشكال المعارضة.
وانتقد عمر جليك وزير شؤون الاتحاد الأوروبي في تركيا اليوم تصريحات مستشار النمسا كريستيان كيرن التي اقترح فيها إنهاء محادثات انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي قائلا إن القيم المؤسسة للاتحاد الأوروبي لا تزال مرجعا لأنقرة.
وقال كيرن أمس الأربعاء إنه سيبدأ نقاشا بين رؤساء الحكومات الأوروبية للتخلي عن محادثات الانضمام مع تركيا بسبب ما لديها من أوجه قصور في المجالين الديمقراطي والاقتصادي.
وقال جليك للصحفيين في أنقرة "إنه لأمر مزعج أن تتطابق التصريحات مع تلك التي تصدر عن اليمين المتطرف... الانتقاد بلا شك حق ديمقراطي لكن هناك فرقا بين أن تنتقد تركيا وأن تكون ضد تركيا."
وقال مسؤول كبير بالاتحاد الأوروبي شارك في محادثات الانضمام مع تركيا إن تصريحات كيرن "سابقة لأوانها" وجزء من "نقاش داخلي" في النمسا حيث يجذب حزب الحرية اليميني المتطرف ثلث الأصوات في استطلاعات الرأي. لكنه لم يرفضها بالكلية.
وأضاف المسؤول "يجب بوضوح على الاتحاد الأوروبي ألا يتبع طريق إنهاء محادثات الانضمام مع تركيا لكن سيتعين علينا فعل ذلك إذا واصلت تركيا الانزلاق إلى (الحكم) شبه السلطوي."
وامتدت حملات التطهير التي تستهدف من يشتبه بأنهم أتباع كولن هذا الأسبوع إلى هيئة الأبحاث العلمية والتكنولوجية (توبيتاك) وشملت أيضا مستشفيات خاصة وعسكرية والتي تخضع حاليا لإشراف وزارة الصحة.
وذكر تلفزيون (ان.تي.في) إن عدد الموظفين الذين جرى فصلهم في اتحاد الكرة التركي ارتفع إلى أكثر من 110 اليوم في حين أوقف عن العمل أيضا أربعة ممثلين ومخرجان في مسارح بلدية في اسطنبول.
وقال إردوغان في كلمة بالقصر الرئاسي أذاعها التلفزيون مباشرة إن مجال الأعمال لا يزال أقوى مجال لشبكة كولن. وأضاف أن الذين "مولوا القتلة" سيعاملون مثل مدبري الانقلاب أنفسهم.
ويتهم إردوغان كولن بتسخير شبكته الواسعة من المدارس والمنظمات الخيرية والشركات التي بناها في تركيا وخارجها على مدى عقود لإنشاء "دولة موازية" تستهدف السيطرة على البلاد.
وينفي رجل الدين البالغ من العمر 75 عاما هذه المزاعم.
واعتقل أكثر من 60 ألف شخص في الجيش والقضاء والخدمة المدنية والتعليم أو أوقفوا عن العمل أو وضعوا رهن التحقيق لصلاتهم المزعومة بحركته (الخدمة) منذ محاولة الانقلاب الفاشلة في 15 يوليو تموز مما أثار مخاوف بين الحلفاء الغربيين والجماعات الحقوقية من حملات تعقب.
وقال إردوغان في كلمة ألقاها أمام رؤساء غرف التجارة والبورصات "ليس لهم أي علاقة بمجتمع متدين. إنهم جماعة إرهابية بامتياز.. هذا السرطان مختلف.. هذا الفيروس تفشى في كل مكان."
وأضاف قائلا "أقوى مجال لهم هو عالم الأعمال. سنقطع كل الصلات التجارية وكل الإيرادات عن الشركات المرتبطة بكولن. لن تأخذنا بهم شفقة أو رحمة." واصفا الاعتقالات بأنها مجرد قمة جبل الجليد.
* حملة إردوغان
نفى كولن الذي يعيش في منفى اختياري في بنسلفانيا منذ عام 1999 تدبير أي مؤامرات ضد الدولة وأدان محاولة الانقلاب التي قاد خلالها جنود طائرات مقاتلة وهليكوبتر ودبابات واستهدفوا مقر البرلمان وقطعوا الجسور في محاولة للاستيلاء على السلطة.
وقتل أكثر من 230 شخصا غير الجنود الذين شاركوا في محاولة الانقلاب. وكثير من القتلى مدنيون.
وكانت السلطات التركية سيطرت بالفعل قبل الانقلاب على مصرف اسيا وسيطرت على العديد من الشركات الإعلامية أو أغلقتها واعتقلت رجال أعمال بزعم تمويلهم حركة الخدمة.
وعلى الرغم من أن معظم عمليات التطهير التي أعقبت الانقلاب كان في قوات الأمن والقضاء والقطاع العام فقد تضررت الشركات الخاصة أيضا.
وألغيت رخصة رئيس الأبحاث في شركة للسمسرة بسبب تقرير للمستثمرين يحلل فيه مؤامرة الانقلاب في حين أقالت شركة الخطوط الجوية التركية أشهر العلامات التجارية في البلاد 211 من موظفيها لروابط مزعومة لهم بحركة كولن.
كما اعتقل رئيس مجلس الإدارة والعديد من المدراء التنفيذيين في بويداك هولدينج وهي شركة عائلية كبرى تمتد أنشطتها من الأثاث إلى الطاقة مثلما حدث مع رئيس بيتكيم كبرى شركات البتروكيماويات التركية.
"الاحتفاظ بالهدوء"
ويمكن أن تؤثر تداعيات الانقلاب على بعض الشركات متعددة الجنسيات العاملة في تركيا ومن ذلك تأجيل القرارات الخاصة بالاستثمار.
وقالت مجموعة الطاقة الألمانية (إي.دبليو.إي) التي يعمل بها نحو 700 شخص في تركيا إن نحو 12 مديرا تركوا فرع الشركة في تركيا مؤخرا. ورفض متحدث الكشف عن السبب لكن الشركة تراقب الوضع السياسي والاقتصادي بعناية بالغة.
وقال الرئيس التنفيذي لسيمنس جو كايسر للصحفيين يوم الخميس إنه استدعى رئيس عمليات المجموعة في تركيا لاجتماع يوم الاربعاء للحصول على رواية مباشرة للأحداث داخل البلاد.
ويعمل بالمجموعة الصناعية الألمانية ثلاثة الاف شخص داخل تركيا.
وقال في مؤتمر صحفي عبر الهاتف لبحث أرباح الشركة "يجب الاحتفاظ بالهدوء ومراقبة كيفية تطور الأمور لأن الوضع يتطور بطريقة غير مرغوب فيها في ديمقراطية حديثة."
وفي أنقرة قال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم إن بلاده ستطبق حزمة من الإصلاحات لتشجيع الاستثمارات ومنها إلغاء بعض الضرائب بينما تتطلع الحكومة إلى تعزيز ثقة المستثمرين. لكن المستثمرين لا يزالون حذرين.
وقال أنتون بورنر رئيس رابطة (بي.جي.إيه) التجارية الألمانية "خطط الاستثمار يجري تجميدها. لا ينصح بضخ استثمارات جديدة بالنظر إلى تشريع الطوارئ الحالي" مضيفا أن المخاوف بشأن التصنيف الائتماني لتركيا جعل الاستثمار أيضا أكثر كلفة.
وذكرت وزارة الخارجية الألمانية أن ألمانيا هي أكبر مستثمر أجنبي في تركيا باستثمارات تتجاوز 12 مليار يورو (13.3 مليار دولار) منذ 1980.
توتر في العلاقات
وأدى الانقلاب والحملات التي أعقبته إلى توتر علاقات تركيا مع الولايات المتحدة التي قالت إنها لن تسلم كولن إلا إذا قدمت تركيا دليلا على ارتكابه أخطاء ومع أوروبا التي أثار بعض ساستها مخاوف من أن إردوغان يستغل هذه الأحداث لاتخاذ إجراءات صارمة ضد كل أشكال المعارضة.
وانتقد عمر جليك وزير شؤون الاتحاد الأوروبي في تركيا اليوم تصريحات مستشار النمسا كريستيان كيرن التي اقترح فيها إنهاء محادثات انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي قائلا إن القيم المؤسسة للاتحاد الأوروبي لا تزال مرجعا لأنقرة.
وقال كيرن أمس الأربعاء إنه سيبدأ نقاشا بين رؤساء الحكومات الأوروبية للتخلي عن محادثات الانضمام مع تركيا بسبب ما لديها من أوجه قصور في المجالين الديمقراطي والاقتصادي.
وقال جليك للصحفيين في أنقرة "إنه لأمر مزعج أن تتطابق التصريحات مع تلك التي تصدر عن اليمين المتطرف... الانتقاد بلا شك حق ديمقراطي لكن هناك فرقا بين أن تنتقد تركيا وأن تكون ضد تركيا."
وقال مسؤول كبير بالاتحاد الأوروبي شارك في محادثات الانضمام مع تركيا إن تصريحات كيرن "سابقة لأوانها" وجزء من "نقاش داخلي" في النمسا حيث يجذب حزب الحرية اليميني المتطرف ثلث الأصوات في استطلاعات الرأي. لكنه لم يرفضها بالكلية.
وأضاف المسؤول "يجب بوضوح على الاتحاد الأوروبي ألا يتبع طريق إنهاء محادثات الانضمام مع تركيا لكن سيتعين علينا فعل ذلك إذا واصلت تركيا الانزلاق إلى (الحكم) شبه السلطوي."
وامتدت حملات التطهير التي تستهدف من يشتبه بأنهم أتباع كولن هذا الأسبوع إلى هيئة الأبحاث العلمية والتكنولوجية (توبيتاك) وشملت أيضا مستشفيات خاصة وعسكرية والتي تخضع حاليا لإشراف وزارة الصحة.
وذكر تلفزيون (ان.تي.في) إن عدد الموظفين الذين جرى فصلهم في اتحاد الكرة التركي ارتفع إلى أكثر من 110 اليوم في حين أوقف عن العمل أيضا أربعة ممثلين ومخرجان في مسارح بلدية في اسطنبول.