بالفيديو والصور.. "المواطن" في رحاب "حبايب زويل": "كان اسمه شوقي"
صديقه: قال لنا "هبقي أحسن واحد في العالم".. وزميله
بالجامعة: التنسيق حرمه من كلية الطب.. وحجرته تحولت لـ"مخزن بقالة"
تعيش مدينة دمنهور، مسقط رأس العالم الراحل الدكتور أحمد
زويل، حالة من الحزن عقب تداول وسائل الإعلام خبر وفاته نابغة العلم المصري الذي
قهر الظروف والتحديات مقابل تحقيق حلمه.
عاش زويل حياته منذ نعومة أظافره باحثا عن العمل
والمعرفة، رغم أن أسرته كانت بسيطة الحال، فوالده كان يعمل سائقًا بوزارة الصحة،
وانتقل معه إلي مدينة دسوق في الرابعة من العمر ليعود مرة أخري إلي مدينة دمنهور
للحصول علي شهادة الثانوية العامة (البكالوريا) آنذاك، ليقطن في منزل خاله على
ربيع، بشارع 10 بمنقطة أفلاقة أحد أحياء مدينة دمنهور حتى تخرجه من كلية العلوم
بجامعة الإسكندرية.
"المواطن"، انتقلت إلي مسقط رأس
العالم الراحل الذي وافته المنية مساء الثلاثاء الماضي، عن عمر يناهز 70 عامًا إثر
إصابته بالسرطان.
في شارع 10 بمنطقة أفلاقة لا يوجد إلا عدد قليل من
عاصروا زويل، أثناء الفترة التي قضاها مع خاله، وأبرزهم صديقه فاروق حمدان، أحد
أصدقاء زويل بدمنهور.
حمدان قال لـ"المواطن": "زويل رحمة
الله عليه، كان يتمتع بخلق عال بين أهالي المنقطة، ووفاته كان صدمة كبيرة، نظرًا
للمكانة الكبيرة بين أهالي المنطقة".
وأضاف: "كان دائم الجلوس معي بعد انتهاء دروسه
اليومية، وكان يحل مسائل الكيمياء على صوت السيدة أم كلثوم، وكان يقول دائما أنا
هبقي أحسن واحد في العالم، وكان يستذكر دروسه علي عمود الإنارة في الشارع، وعرف
بيننا باسم شوقي، وهو الاسم الثاني لزويل".
وتابع: "الفقيد كان من أسرة بسيطة، حيث كان
يعمل والده سائق بوزارة الصحة، وانتقل للعمل بدسوق، وعاد مرة أخرى لاستكمال دراسته
بكلية العلوم بجامعة الإسكندرية، وكان يذهب يوميًا للإسكندرية خلال دراسته".
والتقط طارق محفوظ، أحد جيران زويل، طرف الحديث
قائلا: "حجرة العالم الراحل تحولت إلي مخزن للمواد الغذائية بعد وفاة
خاله"، مطالبا الدكتور محمد سلطان محافظ البحيرة بإطلاق أسم العالم الراحل
علي شارع 10 تكريمًا للفقيد وتخليدًا لذكراه.
وقال عصام محمود النقيدي، موجه عام كيمياء، وزميل
العالم الراحل الدكتور أحمد زويل في كلية العلوم جامعة الإسكندرية، إن زويل كان
يتمني دخول كلية الطب، لكن دخوله لكلية العلوم كان تحدي بالنسبة له، لأنه أصر علي
التفوق والحصول علي تقدير عام امتياز خلال الـ 4 سنوات بالكلية، مؤكدً أنه كان
يستغل رحلة القطار في الذهاب والإياب لقراءة الكتب التي كان يستعيرها من مكتبة
الكلية.
وأضاف: "الفقيد كان يعشق تراب الوطن، وعمل
جاهدا لتنفيذ مشروعه العلمي منذ نهاية القرن الماضي، لكن الروتين والمسؤولين لم
يسمحوا بالاستفادة من العالم الكبير الذي قدم للبشرية أبحاث سوف تظل لقرون".
ومن جانبه أعلن الدكتور محمد سلطان، محافظ البحيرة،
إقامة سرادق عزاء شعبي في مدينة دمنهور فور الانتهاء من مراسم تشييع جثمان العالم
الكبير بالقاهرة، وسوف يتلقى فيه العزاء من كل أبناء المحافظة وخارجها بمشاركة
القيادات التنفيذية والشعبية وأسرة الفقيد الراحل.
وأضاف في تصريحات لـ "المواطن"، أن العزاء
سيكون بميدان الساعة، وأنه سيطلق اسم الدكتور زويل علي اكبر ميادين مدينة دمنهور
مسقط رأسه تخليدا لذكراه.
فيما أعلنت جامعة دمنهور، إطلاق اسم زويل علي أكبر
مدرج تعليمي بكلية العلوم تكريمًا وتخليدًا لذكراه؛ ليكون دومًا المثال والنموذج
المحتذى به لأبناء وطلاب الجامعة.