صور| القمامة أزمة تحاصر أهالي الشرقية.. والمسئولين ودن من طين وعجين
الأربعاء 09/يناير/2019 - 01:01 م
تقرير : أحمد محمود
طباعة
أصبحت القمامة أزمة تتفاقم بمحافظة الشرقية، حيث أثارت حالة من الغضب والاستياء الشديد في نفوس أهالى مركز ومدينة ههيا بمحافظة الشرقية خلال هذه الفترة؛ بسبب تفاقم أزمة انتشار القمامة بصورة مريبة بمحيط الأحياء السكنية، خاصة بمساكن الأحراز الجديدة، الأمر الذى أثار خوفهم من تعرضهم للإصابة بالأمراض، فى ظل عثورهم على مخلفات طبية خطرة وأدوية منتهية الصلاحية تم إلقاؤها من قبل مجهولين.
وقال الأهالى لـ"بوابة المواطن"، إن القمامة أزمة تتفاقم بالشرقية، حيث إنهم أرسلوا العديد من الشكاوى والخطابات للمسئولين برئاسة الحي، ومقر الديوان العام للمحافظة بمدينة الزقازيق، ولكنهم تجاهلوا شكواهم وكانوا "ودن من طين وأخرى من عجين" دون أن يستجيب أى مسئول.
وفى منطقة القومية، التى كانت تعتبر من أرقى أحياء الزقازيق خلال السنوات الماضية انتشرت أكوام القمامة بكل أرجائها، وقال سكان الحي هناك، إن عمال النظافة المكلفين برفع تلك المخلفات لا يأتون إلا كل يومين أو أكثر، ما يؤدي لتراكمها بكميات هائله حتى يقوم الزبالين والنباشين بفرزها وتصنيفها ليستخرجوا منها زجاجات البلاستيك بطريقه عشوائية لتجميعها وبيعها لمصانع تعيد تدويرها، ويسفر ذلك عن بعثرة تلك القاذورات فى نهر الطريق تحت عجلات السيارات، وانتشار الحشرات الطائرة الحاملة للفيروسات والميكروبات المعدية.
ويقول أحمد عصام 30 عاما أحد سكان القومية، إن الحي ممتلئ بالقمامة والمهملات، وأخشى على طفلي من مشاكل التنفس والأمراض وأرسلت شكاوى لرئاسة الحي، ولكن دون جدوى، مشيرا إلى ضرورة إلغاء التعاقد مع شركات النظافة المتقاعسة التي تتلاعب بأموال الحكومة فقط، وإنشاء مصانع لجمع القمامة وإعادة فرزها وتدويرها و تحويلها لطاقة نظيفة ومتجددة.
مزلقان أبوعميرة ملجأ الباعة الجائلين
وتعاني أيضا منطقة مزلقان أبوعميرة من احتلال الباعة الجائلين أرصفتها وافتراش بضائعهم فى نهر طرقاتها وشريط السكة الحديد هناك، حيث يلقون مخلفاتهم فى أرجاء المكان الذى تحول لبيئة ملائمة للحشرات والحيوانات الضالة، وقال سكان المنطقة إنهم أرسلوا العديد من الشكاوى والخطابات للمحافظ ورئاسة الحى يناشدونهم لحل المشكلة، ولكنهم تجاهلوا الأمر وكانوا "ودن من طين وأخرى من عجين" وتزداد الأزمة تفاقما أكثر مما كانت عليه يوما بعد يوم.
موقف سيارات الأجرة
أما موقف سيارات الأجرة خط بهنباي الكائن بمنطقة قنطرة التسعة اعتاد الأهالي هناك على إلقاء القمامة بناصية الشارع عشوائيا نظرا لعدم وجود صناديق خاصة بها، فيؤدي ذلك لانتشار الروائح الكريهة والذباب والحشرات الطائرة، فى ظل أن المنطقة بها العديد من المطاعم ومحال تجارية لبيع المنتجات الغذائية يتأذى اصحابها من هذا التلوث خوفا على صحة زبائنهم من الأمراض التى تنتقل عن طريق تلك الحشرات الطائرة المنتشرة فى أرجاء المكان.
"الزبالة فى كل مكان"
وتقول "لمياء ابراهيم السيد" 35 عاما، صاحبة سوبر ماركت: "الزبالة فى كل مكان" والحي بأكمله أصبح مليء بـ الفضلات والمخلفات وتتأخر رئاسة الحى عن رفعها دون أسباب واضحة ما يتسبب فى انتشار السموم ويهددنا بـ "قطع أرزاقنا"، حيث يمتنع الزبائن عن الشراء منا بسبب منظر القمامة القبيح أمام واجهة المحل.
القمامة أزمة
أما فى شارع وادى النيل الكائن بميدان الزراعة أصبحت النفايات أزمة معقدة تهدد حياة السكان بالأمراض وذلك بسبب تقاعس مسئولى النظافه فى أداء عملهم وتأخرهم فى رفع أكوام القمامة المتراكمة أمام المنازل وعلى شريط السكة الحديد لتتسبب فى معاناة حقيقية للمواطنين لا يشعر بها المسئولون التنفيذيون القابعون فى مكاتبهم، تاركين الأهالى تتحمل نتيجة أخطائهم.
القمامة تقتل الأطفال
فيما لفظت طفلة من محافظة الإسماعيلية أنفاسها الأخيرة داخل مستشفى ههيا بالشرقية العام قبل الماضي إثر تعرضها لحروق بنسبة خمسون بالمائة بسبب امتداد النيران لجسدها أثناء وجودها بجوار كمية من القمامة المشتعلة، حيث تلقى اللواء رضا طبلية مساعد وزير الداخلية لآمن الشرقية إخطارًا من مأمور مركز شرطة ههيا يفيد استقبال مستشفى الحروق بدائرة المركز للمدعوة "أسماء محمود صلاح فهمى" 10 سنوات تلميذة ومقيمة بعزبة الفولى فى منطقة أبو صوير بمحافظة الاسماعيلية مصابة بحروق بنسبة 50 % بأنحاء الجسم وتوفيت متأثره بإصابتها، وبانتقال ضباط المباحث وسؤال والدها "محمود صلاح فهمى" 32 عاما سائق ومقيم بذات الناحية قرر أنه حال وجود نجلته بجوار كمية من القمامة المشتعلة بمحل سكنهم إمتدت النيران إليها ما أدى لحدوث إصابتها ولم يتهم أحدا بالتسبب في إصابتها أو يشتبه في حدوثها جنائيًا، حيث تم التحفظ على الجثة بمشرحة المستشفى وكلفت إدارة البحث الجنائى بالتحرى حول الواقعة بالتنسيق مع مديرية أمن الإسماعيلية، وتحرر عن ذلك المحضر رقم 8/239 أحوال مركز شرطة ههيا لسنة 2017 وتولت النيابة العامة التحقيق.
وحدة التدخل البيئي السريع
كان الدكتور ممدوح غراب محافظ الشرقية قد أعلن خلال الآيام الماضية عن أن وحدة التدخل البيئي السريع قد قامت خلال شهر ديسمبر ٢٠١٨ برفع ٦٤٢٨م٣ قمامة ومخلفات بناء من المقالب العشوائية المنتشرة بمراكز (ههيا- القنايات- أولاد صقر- منيا القمح- فاقوس- الإبراهيمية - الحسينية - كفر صقر ) وذلك في إطار خطة محافظة الشرقية للتخلص من المقالب العشوائية ورفع ما بها من مخلفات وقمامة ونقلها للمدفن الصحي بالخطارة للحفاظ علي البيئة والصحة العامة للمواطنين.
ومن جانبه أكد الأستاذ فخري عبد العزيز مستشار المحافظة لشئون البيئة والنظافة والتجميل، أن وحدة التدخل البيئي السريع قد قامت بالتعاون مع الإدارة العامة للنظافة تحت إشراف المهندس صبحي الهادي مدير الإدارة العامة للنظافة بالديوان العام ورؤساء المراكز والمدن والأحياء، بحصر المقالب العشوائية المنتشرة بنطاق المحافظة وتوجيه المعدات واللوادر والسيارات لرفع القمامة ونقلها للمدفن الصحي والتنبية على الأهالي بعدم إلقاء القمامة بتلك الأماكن وتسويرها حفاظًا عليها حتي لا تتحول لمقالب قمامة مرة أخرى تتسبب في انتشار الروائح الكريهة وتضر بالصحة العامة للمواطنين.
وأوضح مستشار المحافظة لشئون البيئة والنظافة والتجميل أنه خلال شهر ديسمبر ٢٠١٨ تم الإنتهاء من رفع ٦٤٢٨م٣ قمامة باستخدام ٩٦ سيارات بواقع ٢٦٦ نقلة خلال ١٠ أيام لنقلها للمدفن الصحي ، وتواصل الحملة أعمالها للقضاء علي ظاهرة المقالب العشوائية بمختلف مراكز ومدن المحافظة.