في واقعة طفل البلكونة.. السوشيال ميديا تحرك ولا تحكم والسبب كثرة المتاجرة والكذب
الأحد 27/يناير/2019 - 12:00 ص
وسيم عفيفي
طباعة
أُسْدِل الستار على واقعة طفل البلكونة بقرار النيابة العامة بأكتوبر إخلاء سبيل ربة المنزل المتهمة بالإهمال وتعريض حياة طفلها للخطر بضمان محل إقامتها مع اخذ تعهد عليها بعدم التعرض للطفل مرة أخرى.
في تمام الساعة 7:50 مساء يوم الجمعة رُفِع فيديو واقعة طفل البلكونة وإلى ما بعد منتصف الليل حاز الفيديو نسبة مشاهدة تجاوزت المليون مع مطالبات للقبض على السيدة حتى تم ذلك بالفعل فجر يوم السبت، ولم تكد أجهزة التحقيق تبدأ عملها حتى بدأت القصص والتي إلى الآن تسببت في جدل حول ماهية السيدة هل هي أمه أم زوجة أبيه.
السوشيال ميديا والدولة.. خير ولكن
في تمام الساعة 7:50 مساء يوم الجمعة رُفِع فيديو واقعة طفل البلكونة وإلى ما بعد منتصف الليل حاز الفيديو نسبة مشاهدة تجاوزت المليون مع مطالبات للقبض على السيدة حتى تم ذلك بالفعل فجر يوم السبت، ولم تكد أجهزة التحقيق تبدأ عملها حتى بدأت القصص والتي إلى الآن تسببت في جدل حول ماهية السيدة هل هي أمه أم زوجة أبيه.
السوشيال ميديا والدولة.. خير ولكن
صحافة الفيديو مهم لدولة كبيرة مثل مصر في حال رصد المخالفات فهي بمثابة بلاغ، لكن إشكالة فيديوهات السوشيال ميديا تكمن خلال المرحلة التالية، حيث أن السوشيال ميديا تتحول إلى محقق وقاضي في نفس ذات الوقت ولما يحدث تعارض بين مخيلة السوشيال ميديا ونصوص القانون يتحول الأمر إلى الهجوم على الدولة دون النظر للمشكلة الأساسية أصلًا.
وقالت الأم في التحقيقات إنها لم تقصد تعريض حياة نجلها للخطر، وإنه يوم الواقعة كان زوجها بمحافظة الفيوم فى زيارة عائلية، وإنها توجهت إلى عملها وتركت أطفالها فى المنزل، وحينما عادت فوجئت بهم يلعبون فى الشارع، وتركوا مفتاح الشقة بداخلها.
وقالت الأم في التحقيقات إنها لم تقصد تعريض حياة نجلها للخطر، وإنه يوم الواقعة كان زوجها بمحافظة الفيوم فى زيارة عائلية، وإنها توجهت إلى عملها وتركت أطفالها فى المنزل، وحينما عادت فوجئت بهم يلعبون فى الشارع، وتركوا مفتاح الشقة بداخلها.
وتابعت الأم أنها كانت تحتفظ بمبلغ 120 جنيهًا داخل المنزل، ولم يكن معها أى مبالغ مالية سوى 10 جنيهات، وحاولت حينها إدخال الطفل للشقة عن طريق الشرفة ليفتح الباب، عن طريق نافذة جيرانها، لكن محاولتها فشلت فاضطرت للاستعانة بالجيران لكسر الباب.
وجهت الدكتورة غادة والى، وزيرة التضامن الاجتماعى، بتوفير خدمات إعادة التأهيل النفسي والاجتماعي للطفل الذى عرضته والدته لخطر السقوط من البلكونة وما عرف إعلاميا بـ"طفل البلكونة"، حيث عاش الطفل لحظات لرعب ويحتاج لدعم نفسي من خلال دار متخصصة تابع لوزارة التضامن لإزالة أثار ما بعد الصدمة التي ستتسبب للطفل في عواقب مستقبلية.
كما أمرت وزيرة التضامن الاجتماعي بضرورة مناظرة حالة الأم من الناحية النفسية بشكل خاص والأسرة بشكل عام لضمان لحمايتهم من الخطر، ووجهت فريق التدخل السريع وأطفال بلا مأوى باتخاذ اللازم وعمل خطة تأهيلية مناسبة للطفل.
انهالت تعليقات السوشيال ميديا بالشجب لقرار النيابة، لكن دون التدقيق في كلام الأم، فالأساس أنها تصرفت بغباء لكنها ليست مجرمة لأنها صاحبة مأساة، فلم يتم النظر إلى الحالة الاجتماعية للسيدة، بل تحولت السوشيال ميديا إلى نيابة وقامت بنشر بنود القوانين المطالبة لعقوبة السيدة.
السوشيال ميديا والهري علاقة حب من طرفين
في عالم السوشيال ميديا ليس كل ما تراه عينك يكون صحيحًا، لأن الفيس بوك ـ رغم محاسنه في الإصلاح ـ، لكن يتحول من أجل رغبة أصحاب المنشورات في الترافيك إلى مكان للكذب الإعلامي والسياسي بهدف تشويه الدولة بشكل سوداوي مبالغ فيه.
يدلل على ذلك واقعة قتل أطفال المريوطية المحروقين؛ في يوليو الماضي، حيث أكد الكثيرين أن جريمة قتل أطفال المريوطية سببها عصابة للإتجار في الأعضاء البشرية، واستدلوا أن طريقة التخلص من الأطفال تشير إلى أنهم سقطوا ضحية لمثل تلك العصابات.
وفور نشر هذه المعلومات هاجم كثيرون الدولة وأفعالها رغم أنه ليس لها صلة أصلًا بالواقعة، حتى تكشفت الحقائق لاحقًا.
نقطة نظر إصلاحية في واقعة طفل البلكونة
وفور نشر هذه المعلومات هاجم كثيرون الدولة وأفعالها رغم أنه ليس لها صلة أصلًا بالواقعة، حتى تكشفت الحقائق لاحقًا.
نقطة نظر إصلاحية في واقعة طفل البلكونة
طفل البلكونة وأشقاءه
أساس مشكلة طفل البلكونة هي الفقر، فرب الأسرة كان يمتلك توتوك وتمت سرقته ثم أصابه المرض، بينما الأم تعمل خدامة في البيوت وكاد أن يموت ولدها بسبب سوء تصرفها لأن لها أموالا في الشقة ـ تعتبر ثروة بالنسبة لها في مثل تلك الظروف ـ، فبدلًا من المطالبة بشن حملة شعواء على القانون الذي أخلى سبيلها، لماذا لا يتم تدشين حملة لتحسين ظروفها ؟