بعيداً عن مسلسلات يسري الجندي .. ما هي حقائق ناصر وجحا ؟
الأربعاء 06/فبراير/2019 - 03:14 م
وسيم عفيفي
طباعة
اتسمت مسلسلات يسري الجندي بالمشاهدات العالية في جيلها وبصمتها المصرية الأصيلة رغم الطابع المسرحي في الديالوج الحواري، لكن لم يحدث له أزمة فنية كتلك التي حدثت في أعماله التاريخية وعلى رأسها مسلسل ناصر.
مسلسلات يسري الجندي .. سر أزمة ناصر
مسلسلات يسري الجندي .. سر أزمة ناصر
مسلسل ناصر
في سنة 2008 كان ظهور مسلسل ناصر الذي تناول حياة جمال عبدالناصر، وجسد الفنان مجدي كامل شخصية عبدالناصر، لكن قرارا غريبا صدر من وزارة الإعلام آن ذاك متعلق بمنع عرض التلفزيون المصري من العرض في نفس ذات الوقت الذي سمح التلفزيون بإذاعة مسلسل "عدى النهار" الذي يهاجم التجربة الناصرية.
وقتها علق الكاتب يسري الجندي مؤلف مسلسل "ناصر" إن قرار المنع "يتسم بضيق الأفق"؛ وأضاف أن المسؤولين "يخشون استحضار تجربة عبد الناصر أمام المصريين في الوقت الحالي".
وكشف أن منع عرض "ناصر" في وقت سمح التلفزيون الحكومي بإذاعة مسلسل "عدى النهار" الذي يهاجم التجربة الناصرية "يؤكد أن المنع مقصود"، معلناً أن كل شيء خاضع للتسيس في الإعلام الحكومي.
خطأ آخر متعلق بظهور جمال عبدالناصر على قبر أمه بالورود في بني مر، وهذا غير صحيح فالريف وقتها لا يعرف ذلك وإنما يعرف بالخبز.
وتناول مسلسل ناصر في حلقاته الأولى انتفاضة الطلبة عام 1935م وقال أنها تشبه حادث فتح كوبري عباس، وكان الخطأ أن فتح الكوبري كان سنة 1946 أي بعد 11 سنة.
جحا المصري .. ما هي حقيقته بعيداً عن الفخراني.
وقتها علق الكاتب يسري الجندي مؤلف مسلسل "ناصر" إن قرار المنع "يتسم بضيق الأفق"؛ وأضاف أن المسؤولين "يخشون استحضار تجربة عبد الناصر أمام المصريين في الوقت الحالي".
وكشف أن منع عرض "ناصر" في وقت سمح التلفزيون الحكومي بإذاعة مسلسل "عدى النهار" الذي يهاجم التجربة الناصرية "يؤكد أن المنع مقصود"، معلناً أن كل شيء خاضع للتسيس في الإعلام الحكومي.
رغم الأزمة التي تسبب فيها مسلسل ناصر، فقد امتلئ بالأخطاء، منها أن الممثلة وفاء عامر في الحلقة الأولى تظهر باعتبارها أم جمال عبد الناصر فى قرية بنى مر بأسيوط، أى سيدة ريفية من الصعيد "الجوانى"، ومع ذلك تتفنن فى رسم حاجبيها رغم أن أحداث المشهد تعود إلى 80 سنة.
خطأ آخر متعلق بظهور جمال عبدالناصر على قبر أمه بالورود في بني مر، وهذا غير صحيح فالريف وقتها لا يعرف ذلك وإنما يعرف بالخبز.
وتناول مسلسل ناصر في حلقاته الأولى انتفاضة الطلبة عام 1935م وقال أنها تشبه حادث فتح كوبري عباس، وكان الخطأ أن فتح الكوبري كان سنة 1946 أي بعد 11 سنة.
جحا المصري .. ما هي حقيقته بعيداً عن الفخراني.
يحيى الفخراني
في سنة 2002 م تم عرض مسلسل جحا والذي تناول الحكاية الفلكورية الخاصة بجحا و قد قام بتجسيده يحيى الفخراني إلى جانب مني زكي و أحمد رزق و سعاد نصر و رانيا فريد شوقي و لوسي و عادل السماسيري.
أول من أورد شخصية جحا في الفكاهة، كان الجاحظ في كتابه "القول في البغال" حيث نشر نوادره من غير أن يؤرخ للشخصية.
في التاريخ هناك رجلين اسمهما جحا، أولهما جحا البصري عبدالله أبو الغصن بن ثابت اليربعوني المنتسب لقبيلة فزازة العربية، وولد سنة 60 هجري في الكوفة وتوفي عام 160 هجري في عهد أبو جعفر المنصور.
كان جحا البصري عالماً في الحديث ويتكلم عنه البخاري في كتابه التاريخ الكبير قائلاً " دُجين بن ثابت أبو الغصن اليربوعي، سمع من أسلم مولى عمر، روى عنه مسلم وابن المبارك ".
أما بن الجوزي في كتابه "أخبار الحمقى والمغفلين" قال عن جحا " كان رجلاً كيِّسًا ظريفًا، وهذا الذي يُقال عنه مكذوب عليه، وكان له جيران مخنثون يُمازحهم ويمازحونه فوضعوا عليه".
ويذكره شمس الدين الذهبي في كتابه "سير أعلام النبلاء" بقوله "قال عبّاد بن صهيب: حدّثنا أبو الغصن جُحا - وما رأيت أعقل منه - قال كاتبه: لعلّه كان يمزح أيام الشبيبة، فلمّا شاخ، أقبل على شأنه، وأخذ عنه المحدِّثون".
السبب الذي جعل جحا البصري مشهوراً بالتغفيل يذكره جلال السيوطي في كتاب كامل سماه "إرشاد من نحا إلى نوارد جحا"، حيث قال "كان أهل الكوفة لا يحبون جحا لأنه منتسب إلى البصرة، خاصة بعد أن كانت أمه خادمة لأم أنس بن مالك، بالإضافة إلى اهتمامه بالحديث من محدثي البصرة الذين تعلموا في المدينة وهو ما يكرهه أهل الكوفة".
أما الشخصية الثانية فهي شخصية جحا التركي نصر الدين خوجة، وكان قاضياً وفقيها، مولوداً عام 605 هجري في قرية خورتو التركية التي تعلم فيها، ثم صار إماماً في بلدة سيوري مصار.
كان جحا التركي مزارعاً وهو مدرساً، فضلاً عن شهرته في الفقه الحنفي، وتميز أسلوبه في الشرح بذكر المواعظ الطريفة من التاريخ الإسلامي ولعل هذا سبب كلام البعض فيه أنه شخصية فكاهية، لكنه على الأرض الواقع كان له جرأة على الحكام حيث استطاع معارضة تيمور لنك في قراراته.
وتوفي جحا التركي سنة 683 هجرية ودفن في مقبرة آق شهر الكبرى، ويرد عباس العقاد في كتابه جحا الضاح المضحك على مسألة نوارده بقوله "يستحيل أن تصْدر... عن شخصية واحدة لتباعد البيئات التي تُروى عنها، وهي نتيجة ما وضعه الترْك وما وضعه غيرهم من عامّة الشعوب الشرقية الإسلامية، وبعضه ممّا وضعه غير المسلمين من جِيران العثمانيين كالأرمن.
بعيداً عن المسلسل فإن شخصية جحا الحقيقية ليس كما يظنها كثيرين بحماره ونوارده المضحكة، فهي شخصية خالدة في الوجدان الشعبي بالكوميديا، لكن التاريخ الحقيقي يقول أن جحا كان من الشخصيات الفكرية والدينية ذات العراقة.
أول من أورد شخصية جحا في الفكاهة، كان الجاحظ في كتابه "القول في البغال" حيث نشر نوادره من غير أن يؤرخ للشخصية.
في التاريخ هناك رجلين اسمهما جحا، أولهما جحا البصري عبدالله أبو الغصن بن ثابت اليربعوني المنتسب لقبيلة فزازة العربية، وولد سنة 60 هجري في الكوفة وتوفي عام 160 هجري في عهد أبو جعفر المنصور.
كان جحا البصري عالماً في الحديث ويتكلم عنه البخاري في كتابه التاريخ الكبير قائلاً " دُجين بن ثابت أبو الغصن اليربوعي، سمع من أسلم مولى عمر، روى عنه مسلم وابن المبارك ".
أما بن الجوزي في كتابه "أخبار الحمقى والمغفلين" قال عن جحا " كان رجلاً كيِّسًا ظريفًا، وهذا الذي يُقال عنه مكذوب عليه، وكان له جيران مخنثون يُمازحهم ويمازحونه فوضعوا عليه".
ويذكره شمس الدين الذهبي في كتابه "سير أعلام النبلاء" بقوله "قال عبّاد بن صهيب: حدّثنا أبو الغصن جُحا - وما رأيت أعقل منه - قال كاتبه: لعلّه كان يمزح أيام الشبيبة، فلمّا شاخ، أقبل على شأنه، وأخذ عنه المحدِّثون".
السبب الذي جعل جحا البصري مشهوراً بالتغفيل يذكره جلال السيوطي في كتاب كامل سماه "إرشاد من نحا إلى نوارد جحا"، حيث قال "كان أهل الكوفة لا يحبون جحا لأنه منتسب إلى البصرة، خاصة بعد أن كانت أمه خادمة لأم أنس بن مالك، بالإضافة إلى اهتمامه بالحديث من محدثي البصرة الذين تعلموا في المدينة وهو ما يكرهه أهل الكوفة".
أما الشخصية الثانية فهي شخصية جحا التركي نصر الدين خوجة، وكان قاضياً وفقيها، مولوداً عام 605 هجري في قرية خورتو التركية التي تعلم فيها، ثم صار إماماً في بلدة سيوري مصار.
كان جحا التركي مزارعاً وهو مدرساً، فضلاً عن شهرته في الفقه الحنفي، وتميز أسلوبه في الشرح بذكر المواعظ الطريفة من التاريخ الإسلامي ولعل هذا سبب كلام البعض فيه أنه شخصية فكاهية، لكنه على الأرض الواقع كان له جرأة على الحكام حيث استطاع معارضة تيمور لنك في قراراته.
وتوفي جحا التركي سنة 683 هجرية ودفن في مقبرة آق شهر الكبرى، ويرد عباس العقاد في كتابه جحا الضاح المضحك على مسألة نوارده بقوله "يستحيل أن تصْدر... عن شخصية واحدة لتباعد البيئات التي تُروى عنها، وهي نتيجة ما وضعه الترْك وما وضعه غيرهم من عامّة الشعوب الشرقية الإسلامية، وبعضه ممّا وضعه غير المسلمين من جِيران العثمانيين كالأرمن.