شعروا بالجوع فأكلوه.. نهاية مأساوية لمأمور ضرائب الساحل
الأحد 17/فبراير/2019 - 12:14 م
مي محمد. خالد المصري
طباعة
كل شيء حوله يوحي بالموت.. يجرده من وجوده العبثي في هذه الحياة.. عاش تحت وطأة الوحدة.. هجرته زوجته، فقرر أن يجمع القطط من شوارع القاهرة لتكون ونسه في أيامه الأخيرة، لكن نهايته لم تكن سعيدة بل كانت مأساوية.
قبل يومين وافى الأجل الرجل السبعيني، وكانت القطط معه داخل شقته، وما إن شعرت بالجوع حتى التهمت وجهه وقطعة من ساقة وآخرى من يديه، والتهمت عينه بالكامل وفق تحقيقات النيابة التي رأت بأم عينها آثار أسنان القطط في أنحاء متفرقة في كامل جسده، في مشهد تقشعر له الأبدان.
لاحظ جيران سبعيني الساحل، اختفائه على غير عادته، إذ أنه كان يخرج يؤدي صلاته ويشتري طعامه وطعام القطط، إلا أنه اختفى ، مما ساور الشك الأهالي؛ خاصة بعد انبعاث روائح كريهة من شقته.. بكسر الباب، وقفوا وكأن على رؤسهم الطير من مشهد الجثة، ولم يتحملو الدخول فأبلغو شرطة الساحل.
وتوجهت قوات الأمن إلى مكان الحادث، وبدأت في معاينة الشقة، ومناقشة الجيران، الذين أكدوا أنَّه كان يهوى جمع القطط الضالة من الشارع وتربيتها في شقته الصغيرة، وحررت محضراً بالواقعة وأخطرت النيابة العامة التي انتقلت إلى مكان الحادث.
تبين من المعاينة التي أجرتها النيابة العامة أن الجثة لرجل في العقد السابع من العمر 73 عاما، وأن الوفاة حديثة ، وقعت في غضون الـ48 ساعة الماضية، وأن المتوفي مأمور ضرائب بالمعاش، وبكامل ملابسه.
وكشفت المعاينة التي أجرتها النيابة عن وجود آثار «خربشة» في وجه المجني عليه وساقه ويده، إذ تناولت القطط عينيه وأنفه، كما لاحظ فريق البحث والتحقيق تجمع أكثر من 20 قطة حول جثته، كما دوّن فريق النيابة، ملاحظة هامة أثناء المعاينة، وهي أن إحدى القطط عُثر عليها نافقة، وهو ما يرجح وفاتها نتيجة تناولها أجزاء من جسد المتوفي.
أصدرت النيابة العامة في ختام معاينتها، قرار بنقل الجثة إلى مصلحة الطب الشرعي لتشريحها لبيان سبب وكيفية الوفاة، كما كلّفت المباحث بإجراء تحريات مكثفة حول الواقعة، للتأكد من وجود شبهة جنائية من عدمه.