متبقيات المبيدات.. خطر يواجه صادرات مصر من المحاصيل الزراعية
الإثنين 25/فبراير/2019 - 02:57 م
علا عوض
طباعة
عادت أزمة حظر بعض الدول الأوروبية والخليجية تتصدر المشهد مرة أخرى عند قيام السعودية برفض دخول شحنات البصل المصرية إلى أراضيها وفرض حظر استيراد البصل من مصر.
ويرجع حظر بعض هذه الدول لاستيراد المحاصيل الزراعية من مصر، إلى عام 2016م، وذلك لمخالفة المحاصيل للمعايير والاشتراطات المتعارف عليها من خلال نظام "الكودكس" أي دستور الغذاء العالمي.
وتقول الدكتورة عزة إسماعيل، أستاذ بحوث المبيدات بمركز البحوث الزراعية، إن منظمة «الفاو» قامت بعمل دراسات وأبحاث للمبيدات، وتوصلت لتحديد النسب المسموح بها، وهى تختلف من مبيد لأخر بحيث تصل فى نوع لــ5 بالمائة وأخر لــ5 في الألف.
وأضافت أنه، وبالتالي؛ فأية دولة تستورد محاصيل زراعية مصرية تقوم بقياس النسبة وتحليل العينات، فإذا توافقت مع النسب المسموح بها عالميًّا؛ قامت باستلام المحاصيل، وإذا تعارضت؛ رفضتها.
وأشارت إلى أنه، ونتيجة لتكرار النسب وعدم تدراكها؛ قامت بعض الدول بحظر صادرات المحاصيل الزراعية المحاصيل الزراعية إليها.
الري بالصرف الصحي
وتشير إسماعيل إلى أن السبب في وجود بقايا مبيدات بالمحاصيل الزراعية المصرية، يعود إلى عدم إتباع المزراعين لقواعد الرش السليمة وطرق استخدام المبيدات، بالإضافة للرش دون الرجوع لهيئة الإرشاد الزراعي، فضلا عن الري عن طريق الصرف الصحي المُحمل بالكثير من العناصر الثقيلة.
ويرجع السبب الرئيسى في رأي أستاذ بحوث المبيدات بمركز البحوث الزراعية، إلى غياب دور المتابعة ووحدات الإرشاد الزراعى بالمحافظات والمديريات.
مبيدات حشرية وفطرية
من جهته، يقول الدكتور حسن صبحى، أستاذ مبيدات الآفات، بقسم وقاية النبات بجامعة الأزهر، أن المبيدات المستخدمة في زراعة المحاصيل نوعان،؛ مبيدات حَشَرية، ومبيدات فطرية.
واوضح أن المبيدات الحَشَرية معنية بالقضاء على الحشرات والآفات، بينما المبيدات الفطرية معنية بالقضاء على الأعفان والجذور المريضة، مشيرًا إلى وجود عدد من المبيدات تحتوى على مواد محظور استخدامها دوليًّا.
ويتابع صبحي أن هناك عدة أخطاء يقوم بها المزارعين عند استخدامهم للمبيدات، منها الشائعة المتعارف عليها بين المزارعين بأن كثرة رش المحصول تحميه من الإصابة بالآفات فى حين أن كثرة الرش تضر بالمحصول وكميته وجودته، فضلاً عن أن الفترة التى يستغرقها المحصول للتخلص من متبقيات المبيدات العالقة به قد تكون 10 أيام من تاريخ الرش، فيقوم المزارع بجمع المحصول بعد أسبوع فقط من رشه، مما يخلق محصولاً متشبِّعًا ببقايا المبيدات.
ويضيف أنه لا بد من توفير فرص تدريبية للمزارعين لكيفية التعامل مع المبيدات، ومناسبة المبيد لمحصول معين دون غيره.
فشل كلوي وأمراض سرطانية
تقول الدكتورة عفاف عزت، أستاذ الكيمياء الحيوية والتغذية بالمركز القومي للبحوث، إن متبقيات المبيدات في الخضر والفاكهة لها تأثير سلبي قوي على الإنسان يصل إلى الأورام السرطانية والفشل الكلوي، وذلك لكونها سمومًا تدخل الجسم.
وأشارت إلى أنه وفي حالة السموم؛ يتعامل معها أولاً الكَبِد والكلى، مما يسبب فشل كلوي وتليُّف كبدي.
وتضيف عزت إلى أنه لا يوجد ما يُعرف بالحد المسموح أو غير المسموح في متبقيات المبيدات، حتى ولو كانت النسبة في المليون على حد قولها، مشيرة إلى طرق الوقاية من متبقيات المبيدات متمثلة فى غسل الخضر والفاكهة بالماء الجاري، وفى حال التشكك منها؛ يتم نقعها فى الماء والخل لمدة ساعة.
.. ووزارة الزراعة ترد
من جانبه، يقول الدكتور محمد القرش، المتحدث الرسمي باسم وزارة الزراعة، إن دول الخليج والاتحاد الأوروبي، رفعت حظر استيراد المحاصيل الزراعية المصرية منذ العام 2018م، مشيرًا إلى أن ما تم من حظر السعودية، هو دخول شحنات فقط من البصل، إلى أراضيها، بعد "إشكالية ما".
وتابع القرش أن هناك اتفاقًا مشتركًا بين الدولتَيْن، ولم نتلقَّ أية شكاوى من أية شركة سعودية، لكن ما تم هو الحصول على عينات من الأسواق وتحليلها؛ حيث تم التوصل إلى نتيجة غير لائقة.
وقال إنه كان يجب أن يتم الحصول على عينات البصل من الجمارك وليس من الأسواق، وبالتالي لا نحاسب على نتائج العينة المتخذة، لافتًا إلى ضرورة إعادة المناقشة بين البلدَيْن مقابل الإجراء المُتَّخذ والمُخِل بكافة الاشتراطات.
وأشار متحدث الزراعة إلى فتح عدد من الأسواق المصرية للمحاصيل الزراعية في دول صربيا والصين وأمريكا اللاتينية.
وعن تدارك أزمة متبقيات المبيدات، قال إنه يجب تدريب المواطنين على استخدام المبيدات بشكل آمن.
وأضاف أنه تم تدريب خمسة ألاف مواطن العام الماضي على استخدام المبيدات وأن خطة العام الحالي، تتضمن تدريب رقمٍ مماثل، بينما المستهدف أن يصل عدد المتدربين إلى نحو 50 ألف مزارع.