أحدث مدير ساقية الصاوي، المهندس محمد عبدالمنعم في إحداث طفرة كبيرة بهذا الصرح؛ الذي بدأ أسفل جسر يطل على النيل بحي الزمالك في مدينة القاهرة ليرى جدار أسفل كوبري 15 مايو.
أجرت بوابة المواطن الإخبارية حواراً مع مدير ساقية الصاوي لنتعرف أكثر على هذا الصرح وتفاصيل خططه المستقبلية.
بعد ثورة 25 يناير ترأست وزارة الثقافة حدثنا عن التجربة؟
بعد الثورة كان كل المصريين لديهم طاقة غير عادية وسعي لتحقيق طموحات مؤجلة لعقود طويلة، بأن سيكون لدينا دولة ديمقراطية تمارس فيها السلطات بشكل شفاف عادل لا يحكمه إلا المبادئ والقيم والوطنية.
في ظل تلك المشاعر دخلت التجربة وبدأت العمل وكان في ذهني تحطيم كل الأفكار الموروثة بأن الوزير شخص خارق ويسير بحراسات وكسرت كل هذه القواعد في الأيام القليلة جدا التي توليت فيها الوزارة.
كنت أهرب من الحراسة ويظلوا يبحثون عني أين ذهبت، وأبلغهم أن يأتوا الساعة التاسعة صباحا، وأذهب من الساعة السادسة للإفطار على عربة الفول، وعند انتخابي بالبرلمان كانت هناك قاعدة جماهيرية كبيرة وصلت لما يقارب 180 ألف صوت.
وبالصدفة رئيس الوزراء أصدر قرار بتشكيل حكومة وتم ترشيحي، وأزعم في التسع أيام إني أديت عدد لا نهائي من الساعات واجتماعات على الشكل الذي كنت أريده أن يكون في الحكومة المصرية بأن يناقش الوزير الحاضرين من موظفين الوزارة للمحاولة للوصول إلى القرار الأصوب الأسلم، وعملت في حدود طاقتي وأعتقد أني لم أقصر.
ما رأيك في الوضع الثقافي الحالي في مصر؟
الوضع الثقافي في مصر أقل ما يقال عنه غير كافي على الإطلاق، بمعنى النشاط الثقافي المصري يتعامل مع لا يزيد عن 5% من الشعب المصري والأصل أن يبقى 95% بيتم خدمتهم ثقافيا ويتم التعامل معهم كأصحاب حق في الخدمة الثقافية ليسو كمستهدفين،، وليس بالنظرة القديمة التي تقول "علموهم فهموهم جهلة" هذا تعالي أحمق، الأصح أنهم أصحاب حق للحصول على خدمة، وبالتالي الدولة بكل طاقتها ووسائلها يجب أن تسير لمن يحتاج إلى خدمة شأنها شأن الغذاء، الطريق، الصحة، التعليم الثقافة برأيي يجب أن تكون على رأس الأولويات لأنها القادرة على توفير المناخ لنمو باقي الخدمات والواجبات الحكومية في ظل ثقافة منتعشة الشعب سيكون أقدر على قراءة المستقبل للصبر على التحديات وتجاوزها، دائما ما نسمع بالسنتين والخمس سنوات، هل يتاح معلومات تسمح بأن يقوم بتقييم هذا الوعد، هل أحد قادر على فهم أي شيء، وأظن بأن كل هذا أنماط ظلامية لا تنمو في ظلها الثقافة وبالتالي ستظل مصر مختنقة بهذا الحال الثقافي بلا شك يؤدي إلى تأخر كل أشكال النهضة حتى الاقتصادية التي على مرأى ومسمع للجميع وبالطبع أتمنى أن الاقتصاد يروق ويزدهر لكن لا اراه لدية فرصة حقيقية في ظل هذا الطقس الثقافي.
- بمناسبة ذكرى ميلاد والدك الأديب الكبير عبد المنعم الصاوي.. كيف تأثرت به؟
عبد المنعم الصاوي بالنسبة لي هو واحد من يتصدرون قائمة القدوة الصالحة وعلى رأسها بلا شك الرسول الكريم سينا محمد وأمرنا بذلك الله سبحانه وتعالى وعلينا أن نفرح بهذا التكريم، أبي بالنسبة لي على قرابة شديدة أراه بعيني ومواقفه وجرأته في الحق، نبله، شرفه، شهامته، نضاله، تحدياته بشكل فعلي ملموس، كان رجل متجردا لم أراها في شخص أخر من الذين عاصرتهم ليس لديه أي طموحات وأمنيات شخصية كان يعيش للآخرين بصدق، عبد المنعم الصاوي كان يتمنى أن يرى الأشخاص أكثر حرية، سعادة، وكانت مقولته "أنا حته مش في كسرة عيش الواحد خلاص خد اللي كان محتاجه" وكان يضع على مكتبه "خير الناس أنفعهم للناس" إيمانا منه بهذا العبارة وهذا القول، أثر في بكل ما يمكن رصده فيما أفعل من حسن وأبرئه من أي مساوئ، كان يخطئ ويصيب طبيعة البشر، ونموذج من الإنسان المستبشر المتفائل المتوكل على الله مجتهد جدا، متفاني في الخدمة العامة.
- بخصوص خماسية الساقية للأديب عبد المنعم الصاوي.. هل قررت إستكمالها؟
في أواخر سنواته كان يقول لي أنت ستكملها وكنت أقول له من أنا لكي أكمل عمل بدأه عبد المنعم الصاوي، قال ستكمله وكان يرى ذلك وما زلت أملى أن أحقق أمنيته هذه، ولكني سأجتهد وأذاكر إلى أقصى درجة.
- ما هي التحديات والصعوبات التي واجهتها في بداية إنشاءك للساقية؟
في أشخاص تتصور أني سأقول القيود والروتين الحكومي، الصعوبة الأولى كانوا يصدقوا أن تحت هذا الكوبري يوجد شيء، كان من المتوقع بأنها غرفة بها صورة لعبد المنعم الصاوي، وكتابين ولكن قدرنا بالصبر، قمنا بعمل حفلات يحضرها 7، 15، 25 ثم يقولوا للآخرين عن الساقية يجب أن تذهبوا وتروا والأعداد كانت تتزايد وأصبح لدينا وحدة منتجة فعالة في المجتمع المصري اسمها ساقية محمد عبد المنعم الصاوي.
- ما هي مشروعاتك الأدبية والثقافية القادمة؟
نحن نسعى خلال الفترة القادمة بعد أن أتممنا 16 عام بلغنا من الأعوام ما يسمح لنا أن نبدأ بنقلة زائدة في عالم المحركات انتظروا تطويرا حقيقيا في مجال المسابقات التي تشجع الآخرين على المسابقات الأدبية والفكرية لتحفيز المبدعين وفتح الباب بمحايدة كاملة لكل شخص سواء كان كبيرا او صغيرا.
- هل كتبت أعمال ثقافية من قبل؟
كتبت 15 مسرحية للعرائس في الخمس عشرة سنوات الماضية من عمر الساقية، كل عام نظهر عمل جديد، ولدي من قبل هذا ما يقرب من عدد مماثل 15 أو 20 أيام كنت في المدرسة الألمانية لأن بداية علاقتي بالعرائس في عمر مبكر تحديدا بعمر الـ14 عام ومن ثاني عام كنت أكتب المسرحية سأروي قصة لطيفة كيف بدأت كتابة، كنا نقوم بعمل مسرحية ألفريد ميخائيل كنا نحتاج أغاني، من يكتبها اقترحوا شخص وقمنا بالتواصل معه ولكن طلب 2000 جنيه وكان حينها رقم مرعب صعب جدا، أمسكت بالورقة وبدأت في الكتابة وكتبت أربع أغنيات وذهبت بهم إلى في اليوم التالي إلي الفصل وسألت عن رأيهم قالوا لي أنها جميلة، ثم ذهبت بهم إلى السيدة الدكتورة عائشة صبري عميدة كلية التربية الموسيقية وكنت أناديها بـ "طنت" كانت صديقة والدتي رحمهم الله الاثنين وقولت لها ما رأيك وقولت لها أن من كتبها شخص أخر لكي لا توبخني أن كان سيء جلست على البيانو وبدأت في العزف والغناء، قولت لها في اندهاش هل هذا ينفع، قالت أنه لطيف جدا، حيث ذلك أنا من كتب هذه الأغنيات، وتشجعت لفكرة الكتابة، والسنة التي تلتها كنت أكتب مسرحية وسيرنا بأن كل عام لدينا مسرحية اقوم بكتابتها وكان ابي يشجعني كثيرا، وكان هذا بعيدا عن الخط الذي يعمل به.
واستكمل: كتبت للصحافة في عام 2009 للمصري اليوم تحدث إلى مجدي الجلاد وكنت أحب الكتابة في المجال الصحفي وكتبت من 2009 حتى عام 2012 حتى أعلنت اعتزالي السياسة لأن لا يصح إن اكتب مقالات رأي دائما ما تتعارض مع السياسة.
- ما شروط قبول المحتويات التي تقدم من خلال الساقية؟
شروط قبول المحتوى إن كان نصا قانونيا يجب أن يأتي إلينا بموافقة الرقابة المختومة لكي لا نتعرض للمساءلة القانونية غير هذا نجتهد جميعا، إن النصوص لا يجب أن تضعنا في أزمات، وقال نصا: " خليني واضح كده مع أي جهات شغلتها تنظيم هذه المسائل".
- ما مشاريع الساقية القادمة بالمكان الجديد؟
المكان الجديد فاتح لنا رئة واسعة جدا، لدينا طموحات عالية وسندعوكي لتريها بنفسك.
وهنا ختمت حواري معه متمنية له مزيد من النجاح بالساقية ووجه إلينا شكره لوجودنا في احتفالية ذكرى ميلاد الأديب عبد المنعم الصاوي