«تعدد الزوجات».. يشعل الحرب ضد الأزهر من جديد وعلماء يردون
ظلم المرأة
واعتبر شيخ الأزهر، أن مسألة تعدد الزوجات ظلم المرأة، مؤكدًا على أنها ليست الأصل في الدين الإسلامي، وأنه مشروط ومقيد، وأن هناك فهمًا خاطئًا لمعنى الآية الكريمة «فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ»، فأغلب الناس تقتطعها من سياقها، فلا تأخذ ما قبلها وما بعدها.
القومي للمرأة يشيد بموقف شيخ الأزهر
ولقي موقف الطيب، ترحيبًا من المجلس القومي للمرأة، حيث أعربت مايا مرسي رئيس المجلس، عن شكرها لشيخ الأزهر على تصريحاته، لافتة إلى أن فضيلته أشار إلى أولى قضايا التراث التي تحتاج إلى تجديد، خاصة أن المرأة هي نصف المجتمع، ولايوجد تشريع أو نظام توقف واهتم بقضية ظلم المرأة مثلما توقف القران الكريم ، وأن من يقولون أن الأصل في الزواج هو التعدد مخطئون.
وأشادت مرسي، بتفسير فضيلة الإمام الأكبر لآية تعدد الزوجات والذي أكد خلاله بأن هذا الحق مقيد وأنه رخصة وتحتاج إلى سبب، ومشروط بالعدل بين الأزواج، وهذا ليس متروك للتجربة.
وفي سياق متصل أكد المركز الإعلامي للأزهر الشريف، أنه تابع
ما أثارته بعض المواقع الإلكترونية وشبكات التواصل الإعلامي حول تصريحات شيخ
الأزهر، والتي انصبت، على فوضى التعدد وتفسير الآية الكريمة المتعلقة بالموضوع، وكيف
أنها تقيد هذا التعدد بالعدل بين الزوجات، كما رد فضيلته على الذين يعتبرون أن تعدد
الزوجات هو الأصل.
وشدد المركز على أن فضيلة الإمام الأكبر لم يتطرق مطلقًا
إلى تحريم أو حظر تعدد الزوجات، بل سبق لفضيلته أن قال، خلال كلمته أمام مؤتمر الإفتاء
العالي، فى 17/10/2016، نصا: "وأبادِرُ بالقولِ بأنَّنى لا أدعو إلى تشريعاتٍ
تُلغى حقَّ التعدُّدِ، بل أرفُضُ أى تشريعٍ يَصدِمُ أو يَهدِمُ تشريعاتِ القرآنِ الكريمِ
أو السُّنَّةِ المُطهَّرةِ، أو يَمسُّهمَا من قريبٍ أو بعيدٍ؛ وذلك كى أقطعَ الطريقَ
على المُزايِدِينَ والمُتصيِّدين كلمةً هنا أو هناك، يَقطَعونها عن سِياقِها؛ ليتربَّحوا
بها ويتكسَّبوا من ورائها". ولكنِّى أتساءلُ: ما الذى يَحمِلُ المُسلمَ الفقيرَ
المُعوِزَ على أن يتزوَّجَ بثانيةٍ -مثلًا- ويتركَ الأولى بأولادِها وبناتِها تُعانى
الفقرَ والضَّياعَ، ولا يجدُ فى صَدْرِه حَرَجًا يردُّه عن التعسُّفِ فى استعمالِ هذا
الحقِّ الشرعى، والخروجِ به عن مقاصدِه ومآلاتِه؟!".
أستاذ عقيدة: شيخ الأزهر لا يستطيع أن يحلل حرامًا أو يحرم حلالًا
في سياق متصل أكد الدكتور عبد المنعم فؤاد، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، أن ما ذكره شيخ الأزهر، هو تفسير للنص القرآني بما يعرف بالاستنباط لحل مشكلات مجتمعية قائمة نشبت نتيجة الفهم الخاطئ للتعدد خلال الفترة الماضية، وما نتج عن ذلك من آثار سلبية، منوهًا إلى أن شيخ الأزهر لا يستطيع أن يحلل حرامًا، أو يحرم حلالًا.
وأضاف فؤاد، في تصريحات خاصة لـ«بوابة المواطن»، أن من لم يصل إليه الفهم الصحيح لما ذكره وما يقصده الإمام الطيب، فعليه أن يعيد قراءة ما ذكره، والإمام الطيب يسعى لإظهار معاني النص القرآني بما يتواكب مع مشكلات العصر والعمل على حلها.
وتابع أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر: "يجب النظر بإنصاف في قضية تعدد الزوجات، فالمرأة ليست نصف المجتمع فقط، وإنما من وجهة نظري هي المجتمع بأكمله، فالبيوت الآن على شفا حفرة من النار، وازدياد معدل الطلاق بات يهدد الآلاف من الأسر، ولذلك، يجب على كل إنسان أن يحترم الشرع ولا يفسره تبعًا لأهوائه الشخصية، أما الذين يعترضون، فيقولون إن البعض له ظروف خاصة يجب احترامها، ولكن لاينبغي أن يكون ذلك على حساب الشرع".
أمين الدعوة بالأزهر: تعدد الزواج ليس الأصل في الإسلام
من جانبه، قال الدكتور سعيد عامر الأمين العام المساعد للدعوة بالأزهر الشريف، إن جمهور العلماء يرى أن الزواج سنة مؤكدة وليس واجبًا، والدليل حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج"، وهذا للندب بدليل قول الله تعالى "فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة"، مشيرًا إلى أن تعدد الزواج ليس الأصل في الإسلام.
وأضاف عامر، في تصريح خاص لـ«بوابة المواطن»، أن الله تعالى أوصى على المرأة بقولها "وعاشروهن بالمعروف"، كما أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بها في حديث "استوصوا بالنساء خيرًا"، مشيرًا إلى أنه من هذا المنطلق إذا أرد الرجل التعدد فعليه أن يخبر زوجته فإن رفضت وكانت تقوم بدورها فلا يحق له الزواج.