تسببت أزمة الكلاب الضالة في إثارة الجدل خلال الآونة الأخيرة في الشوارع المصرية ، خاصة بعد أزمة كلب مدينتي الذي تسبب في إصابة طفل بجروح خطيرة. 

 أزمة الكلاب الضالة

وفي هذا السياق  ناقش لجنة الإدارة المحلية بمجلس النواب، برئاسة المهندس أحمد السجيني،  أزمة الكلاب الضالة والقطط غير المستأنسة على مستوى الجمهورية، وتقديم مقترحات لإيجاد حلول لمواجهة هذه الظاهرة بما يتوافق مع رأي فقهاء الدين وأحكام الدستور والمعايير الدولية المعتمدة من منظمة الصحة العالمية.

 وجاء ذلك بحضور وزراء الزراعة والبيئة، وممثل عن وزارة الصحة، والتنمية المحلية، ومحافظ القاهرة، والدكتور أحمد ممدوح، الأمين العام للفتوى بدار الإفتاء.

وزيرة البيئة: خلل التوازن البيئي يهدد سيناء بسبب الكلاب الضالة

ومن جانبها أكدت ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، استعداد الوزارة للمشاركة والحوار وتقديم الدراسات اللازمة للعمل في عمل منظومة شاملة لمواجهة أزمة الكلاب الضالة، لافتة إلى أن هناك دول أوروبية واجهت المشكلة بضوابط حاسمة نجحت في تحقيق أهدافها، تضمنت تعديل تشريعي، وتوفير الإمكانيات المادية، والتنسيق بين الدور الحكومي والمجتمعي للجمعيات المهتمة بحقوق الحيوان.

وشددت فؤاد، على أن الرؤية المصرية لابد أن تكون في هذا الإطار بشأن النواحي الثلاث من تعديلات تشريعية وتوفير للإمكانيات، والتنسيق بين الأدوار الحكومية والمجتمعية، مشيرة إلى ضرورة الاضطلاع على تجارب الخارج والاستفادة منها بإيجابية، معقبة:"نحن في حاجة لخريطة طريق مصرية لمواجهة هذه الأزمة".

وأضافت وزيرة البيئة، أن التوازن البيئي له علاقة مباشرة بأزمة الكلاب الضالة، منوهة إلى أن جنوب سيناء تتعرض لخلل في التوازن البيئي بسبب هجوم الكلاب على بعض الكائنات الأخرى، بالإضافة لانتقال الأمراض إلى الحيوانات الأخرى التي تباشر دورها الهام في الحياة.

الحريشي: إخصاء الكلاب تجربة فاشلة

في سياق متصل قال اللواء دكتور مدحت الحريشي، مساعد وزير الداخلية سابقًا، ومدير الإدارة العامة لتدريب كلاب الأمن والحراسة سابقا بوزارة الداخلية: "أن تجربة إخصاء الكلاب الذكور في المعادي فشلت فشلًا ذريعًا، وجنب بيتي حوالي 60 كلب، والمشكلة لن تحل إلا بوجود إستراتيجية وتخصيص ميزانية من قبل الحكومة لتنفيذها، وحل مشكلة القمامة، والناس اللي بتأكل الكلاب قمامة، وبعدين نتكلم عن الإخصاء والتعقيم".

وتابع الحريشي: "الحوادث التي تحدث في مصر محدش عارف هل كلب ضال ولا كلب واحد مربيه، ممكن كلب يعض جاري وهو مش متحصن وساعة الجد أحطله رخصة أنه كلب متحصن، لو عايزين نغير طريقة مقاومة الكلاب الضالة لازم الحكومة تخصص ميزانية وتضع إستراتيجية".

«الرفق بالحيوان»: يجب تطعيم الكلاب ضد السعار قبل إخصاءها

في السياق ذاته أوضح الدكتور أمير خليل، ممثل إحدى جمعيات الرفق بالحيوان، إن مشكلة الكلاب الضالة مشكلة خطيرة، والبعض يرى أن حلها هو قتل الكلاب، إلا أن هذا الحل مرفوض تمامًا، لأن الرحمة بلا تتجزأ فلابد أن نرحم الحيوان كما نرحم الإنسان، كما أنه يكلف الدولة كثيرًا، لافتًا إلى أن لديه حل علمي سيستغرق 3 سنوات فقط.

وتابع خليل: "هناك مليون و300 ألف حالة عقر حسب ما سمعت، ويمكن تحصين وتعقيم نحو 70% من الكلاب في مصر، ونقضي على مرض السعار الموجود في مصر منذ 4 آلاف سنة، وهناك دول عندها نفس المشكلة، والحل أولا أن يتم تطعيم الكلاب ضد السعار، لحماية الناس خاصة الأطفال، ثم خصي الكلاب، وأول أولوية حماية المواطنين والأطفال".

اقرأ أيضًا: «بين الرحمة ومصلحة الإنسان» .. أزمة الكلاب الضالة تشعل البرلمان