علاقة البابا كيرلس وعبد الناصر.. السر في ابنة الزعيم الراحل
السبت 09/مارس/2019 - 10:33 م
محمود الصادق
طباعة
البابا كيرلس
تحل اليوم السبت، الذكرى الـ٤٨ على رحيل البابا كيرلس السادس البابا ١١٦ بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية والتي توافق 9 مارس من كل عام.
البابا كيرلس
كان البابا كيرلس السادس على علاقة جيدة مع الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، والتي أثرت بشكل كبير في تشييد الكاتدرائية المرقسية بالعباسية والتي افتتحت في حفل عالمي عام 1968.
وترصد بوابة المواطن الإخبارية في هذا التقرير تطور العلاقة بين الزعيم الراحل جمال عبد الناصر والبابا كيرلس، وكيف تحول من علاقة فاترة إلى علاقة مليئة بالود والمحبة.
البابا كيرلس
بداية العلاقة بين عبد الناصر والبابا كيرلس
بدأت علاقة البابا كيرلس السادس، مع الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، كما وثقتها الكنيسة، حينما طلب البابا كيرلس مقابلة جمال عبد الناصر أكثر من 10 مرات وهو يرفض، وكان يريد البابا أن يعرض عليه بعض مشكلات الأقباط، ولم يجد البابا أي استجابة وكان للبابا صديق عضو في مجلس الشعب، وكان له ابن مريض، فطلب العضو أن يصلي البابا لأجل ابنه، وربنا شفاه بصلاته.
وفي يوم زاره عضو مجلس الشعب، ووجد البابا في حالة من الغضب، فسأله عن السبب ولما عرف قال: "أنا علاقتي جيدة ووطيدة مع الرئيس" ورتب موعدًا مع عبد الناصر، وحضر عضو مجلس الشعب قبل الميعاد واصطحب البابا في سيارته للقصر الجمهوري.
وقابل الرئيس عبد الناصر البابا كيرلس بفتور شديد وابتدره قائلاً بحدة: " فيه إيه هم الأقباط عايزين حاجة ما هما كويسين قوي"، ووجد البابا نفسه في موقف حرج فغضب، وخرج قائلاً لعبد الناصر: "ربنا يسامحك".
وفي الساعة الثانية بعد منتصف الليل حضر عضو مجلس الشعب وطرق الباب وفتحه بواب المقر البابوي، وقابل تلميذ البابا سليمان، وقال له: "عبد الناصر عاوز يقابل البابا دلوقتي حالاً ولكن حاول سليمان الاعتذار بأن البابا تعبان وده وقت متأخر يمكن يكون البابا نائمًا"، إلا انهم فوجئوا بأن البابا مرتدياً ملابسه ويفتح الباب ويقول له: "يلا يا خويا".
البابا كيرلس
مراحل التحول في العلاقة
وكان جمال عبد الناصر له ابنة مريضة أحضر لها كبار الأطباء الذين قرروا أن مرضها ليس عضويًا وعندما تكلم مع عضو مجلس الشعب ذكر له شفاء ابنه فدخل البابا مباشرة علي الابنة المريضة وقال لها مبتسماً: "أنت ولا عيانة ولا حاجة" واقترب البابا منها وصلي لها ما يقرب من 15 دقيقة وشفيت.
وهنا تحولت العلاقة التي كانت فاترة في يوم من الأيام إلى صداقة بينهما ووصلت هذه العلاقة إلي أن قال الرئيس جمال عبد الناصر يوماً: " أنت من النهاردة أبويا أنا هقولك يا والدي علي طول، وزى ما بتصلي لأولادك المسيحيين صلي لأولادي ومن دلوقتي ما تجينيش القصر الجمهوري، البيت ده بيتك".
وفي لقاء من اللقاءات العديدة التي تمت بين البابا والرئيس في سنة 1959 قال البابا: "إني بعون الرب سأعمل علي تعليم أبنائي معرفة الرب وحب الوطن ومعني الأخوة الحقيقية"، فأثنى عبد الناصر علي وطنية البابا كيرلس.
البابا كيرلس
البابا كيرلس في بيت عبد الناصر
وفي 9 مايو 1967 وصلت دعوة استقبال الزعيم الراحل للبابا في منزله بمنشية البكري وتوجه البابا ومعه الآباء المطارنة والأساقفة، وعرض البابا مشكلة مجلس الملي، فأصدر الرئيس أوامره بإصدار قرار جمهوري بإنشاء مجلس إدارة أوقاف البطريركية، وحل المجلس الملي وتجميد نشاطه، وحلاً للأزمة التي تمر بها البطريركية تبرع بمبلغ 10 آلاف جنيه لسداد العجز في الميزانية.
البابا كيرلس
هيكل يوثق علاقة عبد الناصر والبابا كيرلس
وعبر الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل عن العلاقة بين البابا كيرلس والرئيس جمال عبد الناصر، وقتها فقال: "كانت العلاقات بين جمال عبد الناصر وكيرلس السادس علاقات ممتازة، وكان بينهما إعجاب متبادل، وكان معروفاً أن البطريرك يستطيع مقابلة عبد الناصر في أي وقت يشاء، وكان كيرلس حريصاً علي تجنب المشاكل، وقد استفاد كثيراً من علاقته الخاصة بعبد الناصر في حل مشاكل عديدة".
البابا شنودة: عبد الناصر له موقف رجولي في بناء الكاتدرائية
كما تحدث البابا شنودة الثالث عن العلاقة التي جمعت عبد الناصر والبابا كيرلس، قائلًا "لا ننسي أن الرئيس جمال عبد الناصر أعطى تصريحًا لبناء الكاتدرائية المرقسية الكبرى وحضر حفل وضع الأساس فيها ثم حضر حفل افتتاحها وألقى كلمة طيبة جداً وتبرع بمبلغ 100 ألف جنيه في 1967، كان المبلغ أيامها كبيراً".
وتابع البابا شنودة: " الرئيس عبد الناصر كلف إحدى شركات القطاع العام بأن تقوم بعمليات بناء الكاتدرائية المرقسية، وأسرعت الشركة في بنائها بحيث انتهي الهيكل الخرساني في سنة واحدة، علي هذا الحجم الضخم، والديون التي بقيت صدر قرار بالتنازل عنها في عهد عبد الناصر.