«بوابة المواطن» في منزل الست غالية التي كرمها السيسي
الأربعاء 13/مارس/2019 - 08:23 م
راشد لاشين
طباعة
هناك العديد من النماذج المشرفة لأبطالنا الذين ضحوا بأرواحهم فداء هذا الوطن، وعلى رأسهم الست غالية التي كرمها السيسي، كنموذج أم فقدت أبناءها وتركوا الحياة ومن خلفهم ذويهم، يتألمون كل يوم حزنًا عليهم، ولكنهم يقفون صامدون مثل الجبال.
الست غالية التي كرمها السيسي
منزل الست غالية
الست «غالية السيد خليفة» التي كرمها السيسي، 105 عامًا، أم الشهيدين، من مواليد قرية «الماي» التابعة لمركز شبين الكوم، بمحافظة المنوفية، عام 1914 ميلادية، والتي قدمت لمصر شهيدين، الأول البطل محمود عبد المعطي السيد قنديل، الذي استشهد أثناء حرب اليمن في عام 1962 بإنفجار لغم به، والثاني نقيب طيار حسن عبد المعطي السيد قنديل، والذي استشهد عقب انفجار طائرته في عام 1976،.
استطاعت الست غالية التي كرمها السيسي، أن تظل صامدة واقفة دون أن تهتز لفقدان 2 من أبنائها في 14 عامًا، صمدت لتستطيع أن تربي باقي أولادها وتعبر بهم إلي بر الأمان، حيث أنها كانت أم لـ12 أخرين، لم تبقي منهم سوى اثنين فقط «السيد -إبراهيم» وبنت وحيدة «زينب»،ويتراوح أعمارهم ما بين الـ 65، 75 عام، كما أن الأمر لم ينتهي عند فقد أبنيها الشهيدين، بل وتوفي زوجها عام 1985 وتركها بمفردها ترعى وتربي وتطعم وتعلم، 10 من أبنائها، ولم تفشل الست غالية، بل استطاعت أن تصل بهم إلى بر الأمان.
منزل الست غالية
تفقدت «بوابة المواطن» الأخبارية، قرية الماي، التابعة لشبين الكوم، لتصبح شاهدًا على منزل قدم لوطننا الحبيب شهيدين، وأم عظيمة مثال للكفاح والتحدي.
فمن داخل قرية «الماي» حيث منزل الست غالية التي كرمها السيسي وجدنا، منزل من الطوب القديم، مغلق بالسلاسل الحديدية، لم يفتح الا قليل، من كل عام، حينما تأتي الست غالية أو أحد أفراد عائلتها من القاهرة، حيث مكان إقامتهم واستقرارهم، يمكثوا به يومين أو ثلاثة، لكنه يبقي شاهدًاعلى قصة كفاح ونضال، «أم مصرية مثالية»، بجواره مسجد كبير محاط بمجموعة من العمارات الجديدة العالية، أراد أن يحتفظ بتفاصيل زمن ماضٍ بكل مافيه من إخلاص ومحبة وصدق وتضحيات، وقف شامخًا برغم قصر قامته مقارنة بمن حوله، إلا أن تاريخه كان أعظم من كل مظاهر الحضارة الجديدة، فقدم شهيدين من أبطال القوات المسلحة المصرية، وأم مصرية عظيمة، ومثال للمرأة القوية القادرة على تحمل أصعب المهام.
دعوة التكريم
قال «حسن السيد قنديل» طالب جامعي، حفيد الست غالية التي كرمها السيسي، أنها علمت بالتكريم في شهر أكتوبر الماضي في ذكرى أعياد انتصارات أكتوبر المجيدة، ولكن لظروفها الصحية وعدم قدرتها على الحركة، تأجل التكريم إلى شهر مارس في ذكرى يوم الشهيد، مشيرًا إلي مدي السعادة والفرحة التي انتابت الجميع عند سماع خبر دعوة فخامة رئيس الجمهورية للست غالية لتكريمها، حيث انها جدة لـ30 حفيد.
التكريم
وأضاف حفيد الست غالية التي كرمها السيسي أن ما دار بين جدته وفخامة الرئيس أثناء التكريم، أنه قبل يدها أمام جميع الحضور، طالبًا منها أن تطلب منه شئ، لينفذوا لها، ولكن نظرًا لشدة مرضها وعدم قدرتها على الكلام إلا بصعوبة شديدة، قالت له «لا أريد شئ سواء أنا أراكم بخير وكويسين»، وبهذه الكلمات اختتمت لقائها بفخامة الرئيس.
رأي أهالي القرية
لم يقتصر الفرح والسعادة على الست غالية التي كرمها السيسي وأسرتها فقط وإنما طال أهالي قرية الماي، الفرح والسعادة بتكريم فخامة الرئيس لأحد أبناء قرية الماي، وليست كأي إبنة وإنما لأمي عظيمه وست مكافحة لا تقل بطولة عن أبنائها الشهداء، معتبرين ذلك تكريما لقريتهم ومركز شبين بل ومحافظة المنوفية بأكملها.
حيث يقول «راضي عمران» ابن شقيقة الست غالية التي كرمها السيسي، ومؤذن بالمسجد الذي قام والد الشهيدين بإنشائه بمسقط رأسه بقرية الماي وأطلق عليه مسجد الشهيد، ليكون تخليدًا وذكري لأبنائه الشهداء، عندما رأيت فخامة الرئيس يقبل يد خالتي أمام الجميع شعرت بالسعادة والفرح،يتباهى أمام الجميع بأن هذه البطلة هي أمي الثانية.
ويضيف «محمود عادل»، أحد أهالي القرية، أن أهل القرية شعروا بالفرح والسعادة الغامرة لرؤية الست غالية تكرم من الرئيس بعد كل هذا الوقت والعمر. مشيرًا إلي قيام والد الشهيدين بإنشاء مدفن كبير دفن هو به ومعه اثنين من بناته «فاطمة، كريمة».