«حسبة برما» تُغلق مزارع الدواجن.. وأرباب المهنة: «بيوتنا اتخربت»
السبت 16/مارس/2019 - 02:00 م
نجلاء البسيوني
طباعة
سادت حالة من الغضب بين أهالي قرية «حسبة برما» التابعة لمركز ومدينة طنطا في محافظة الغربية، وذلك بعد صدور قرار منع تداول الدواجن الحية وتابعها ظهور بعض الأمراض التي يعجز الأطباء البيطريين في القرية على تشخيصها بالإضافة للارتفاع الجنوني في الأعلاف والأدوية والغاز الطبيعي ما تسبب في غلق 80 % منمزارع الدواجن بالقرية واتجه أصحابها للعمل في مهن أخرى.
قرية «حسبة برما»
تجولت «بوابة المواطن» الإخبارية داخل قرية «حسبة برما»، لرصد مشاكل أصحاب مزارع الدواجن والعاملين بعد صدور قرار منع تداول الدواجن الحية، وما السبب وراء ارتفاع أسعار الدواجن خلال الفترة الماضية.
فالتقينا «مصطفى شحاته» 40 عاما، صاحب مزرعة دواجن، الذي شرح أن سبب الأزمة تكمن في تجاهل المسئولين للقرية في جميع الجوانب ما أدى إلى غلق 80% من مزارع الدواجن بالقرية وتوجه أصحابها للعمل في مهن أخرى لكسب قوت يومهم، مضيفًا أن العمل في تربية الدواجن لم تعد كما كانت قبل 10 سنوات فصاحب مزرعة اليوم يخسر بنسبة تعادل 50% مقابل تمسكه بمهنة آباءنا وأجدادنا.
ظهور أمراض جديدة
وتابع؛ أن من ضمن المشكلات التي واجهتهم هذه الفترة ظهور بعض الأمراض الغريبة على الدواجن، وعند أخذ عينة، والتوجه لأحد الأطباء في القرية يعجز عن تشخيص المرض ويتسبب العلاج الخطأ في خسارة فادحة لأصحابمزارع الدواجن، بالإضافة لوجود أدوية مغشوشة وبأسعار باهظة ومن ضمن هذه الأدوية مصل لتحصين البط، تبلغ سعر العبوة 2500 جنيه تكفي لتحصين 200 بطة؛ متابعًا أن الحكومة عليها وضع تسعيرة على الأدوية أو صرف الأدوية مجانا عن طريق الوحدة البيطرية، قائلاً: «المزارع لو اتقفلت هتحصل مشكلة كبيرة في البلد وأسعار الدواجنهتزيد أكتر».
وروى أنه في عام 2007 في ظل انتشار مرض إنفلونزا الطيور، جاء إليه فوج من أمريكا لزيارة القرية، وعندمتابعة المزارع بالقرية، وفحص عينات من الدواجن أظهروا إعجابهم بالنتائج رغم افتقار الإمكانيات.
أسعار الغاز الطبيعي
وأضاف «إبراهيم شحاته»، 30 عاما، صاحب مزرعة دواجن، أنه يمتلك 3 مزارع لتربية الدواجن ويعمل في المهنة منذ صغره مع والده، ويشرح أن سبب تدهور الأحوال ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي، ولم يتم توصيل خط الغاز الطبيعي بالقرية بسبب تغيير مساره تفاديا لوقوع كوارث بمطار الحربي الموجود بالقرية، وارتفاع أسعار الأعلاف ماتسبب في غلق أكثر من 80% من مزارع قرية «حسبة برما».
وأضاف، أن كل عام يظهر مرض جديد يتسبب في خسائر فادحة لأصحاب مزارع الدواجن، مع أنه يوجد أمهر الأطباء البيطريين بالقرية إلا أنه يتم تشخيص المرض بطريقة خاطئة.
ويقول «شحاتة»، أن العمل في تربية الدواجن لا يقتصر على أصحاب المزارع فقط فيعمل في المهنة الطلاب في الجامعات، والأطباء، والمهندسين، والمحامين، ولا يوجد منزل في القرية لا يحتوي على مزرعة لـ تربية الدواجن قائلا «أحنا بيتخرب بيوتنا، شوفلنا حل المهنة لو وقفت هيحصل أزمة في البلد و هنضطر نستورد الضعف لسد الحاجة».
«بقالي شهر قاعد مش لاقي شغل.. المزارع بتصفي»، بهذه الكلمات رثي «محمود علام» 70 عام، عامل، حالة بعد تركه لعمله بسبب تدهور أحوال قرية «حسبة برما»، مضيفًا أنه يعمل في هذه المهنة منذ 50 عام ولم يشهد خلال الفترة الماضية ما تشهده الآن من اندثار المهنة وإهمال من المسئولين.
وناشد أهالي القرية الرئيس عبد الفتاح السيسي بتوجيه تعليماته لوزير الزراعة والصحة بسرعة الاستجابة لمطالبهم تفاديا لوقوع أزمات وإلغاء قانون منع تداول الدواجن الحية.
تعد قرية «حسبة برما»، أول قرية على مستوى الجمهورية في تربية الثروة الداجنة وبها ما يعادل من 150 ألفنسمة يعمل جميعهم في تربية الدواجن وتملك القرية ما يقرب من 40% من الثروة الداجنة في مصر.