صور| «رجولة مبكرة».. حكاية أصغر بائع غزل بنات بالشرقية
الثلاثاء 19/مارس/2019 - 01:01 م
أحمد محمود
طباعة
فى الوقت الذي ينهى فيه الطلاب والتلاميذ يومهم الدراسي، يذهب أصغر بائع «غزل بنات» بالشرقية إليهم أمام بوابات مدارسهم ليرسم ملامح البهجة والسعادة على وجوههم.
أصغر بائع «غزل بنات» بالشرقية
يلتف حول عربته "الكارو" البدائية، الطلاب والتلاميذ، ليشتروا منه حلوى «غزل البنات» ثم يعود لمنزله، ومعه قوت يومه، وما يكفيه من الطعام والشراب، بعدما ذاق طعم الشقاء واستشعر حلاوة الرزق الحلال الجميل؛ زاهدا لكل ماهو يتعلق بالرفاهية فى الحياة، ضاربًا أروع الأمثلة في الصبر وتحمل المسئولية و«الرجولة المبكرة» من أجل البحث عن «لقمة العيش».
أصغر بائع «غزل بنات» بالشرقية؛ الطفل «محمد على سعيد»؛ البالغ من العمر 11 عاما ابن محافظة الشرقية،الذي التقطت صورته عدسة «بوابة المواطن» الإخبارية بمحيط مجمع المدارس فى مركز ومدينة الإبراهيمية، أثناء عودته من عمله عن طريق الصدفة، وتظهر على وجهه ملامح الإرهاق من ضغوط الحياة التى حاصرته وقضت على طفولته قبل أن تبتدئ.
يروي أصغر بائع «غزل بنات» بالشرقية، حكايته قائلا: يبدأ يومي بالاستيقاظ في الثامنة صباحا، وبصلي ركعتين الصبح «زى ما أبويا علمني عشان ربنا بيرزق اللي بيقصده وبيتوكل عليه في كل خطوات حياته»، ثم أربط الحمار فى العربة الكارو، وأخرج من منزلي ومعى حلوى «غزل البنات»، التي يتم إنتاجها يدويًا من أجل بيعها أمام المدارس للطلبة، دون أن أفكر فى قيمة ما سوف أربحه و«برضى بقسمتي، واقول الحمدلله على أي فلوس حلال ربنا يبعتها لآن دي أرزاق وبتتقسم عالعباد من رب العباد».
وأضاف: «أحيانا أقابل تلاميذ قدي في العمر ييجوا ياخدوا مني حلاوة، ومش معاهم فلوس وبديهم لان مينفعش أحرم حد من حاجه معايا في ايدي وبكون سعيد لما أشوف كل الولاد والبنات مبتسمين وبيحبوني، وفي الاخر ربنابيعوضنا ويكرمنى من وسع ويفرحنى زي ما بفرح قلوب الناس».
وأوضح قائلا: «أمي ست بيت وابويا واخواتى بيصنعوا الحلاوة، ونغلفها بشكل كويس، وبنخرج نبيعها كل واحد فى مكان مختلف، ونرجع كلنا آخر النهار نجمع فلوسنا على بعض ونصرف عالبيت ونشتري كل مستلزماتنا».
سر مهنة أصغر بائع «غزل بنات» بالشرقية
أما عن سر المهنة؛ فأجاب أصغر بائع «غزل بنات» بالشرقية ضاحكا: «مفيش حاجه اسمها سر مهنة دي اسمها "شطارة"، و احنا بنصنع الحلاوة من سكر ومياه، واحيانا بنضيف لون بس المهم ان اهلي بيراعوا ربنا في صحة الناس وبينتجوا الشغل على نظافة لآن دي سمعتنا ورأس مالنا ورزقنا وأمانة هنتحاسب عليها قدام ربنا».