«الحبة القاتلة».. أسهل طرق الموت في البحيرة
الجمعة 22/مارس/2019 - 05:30 م
البحيرة محمد وجيه
طباعة
شهدت قرى ومراكز محافظة البحيرة، فى الآونة الأخيرة الكثير من حالات الانتحار، تمثلت في إقدام العديد من المواطنين على الانتحار باستخدام «الحبة القاتلة»، التي يستخدم في الزراعة لمواجهة تسوس القمح.
«الحبة القاتلة»
الأمر الذي ساعد على انتشار تلك الحوادث بعدة قرى، حتى أصبحت«الحبة القاتلة» أداة فى عملية انتحار العديد من مواطنى محافظة البحيرة؛ وأصبحت «الحبة القاتلة»، طريقة سهلة للانتحار فى الآونة الأخيرة، وتحولت من حالة عابرة إلى ظاهرة تطارد الجميع، وتنتهي معظم حوادث الانتحار بحبة الغلة بالموت السريع، أخرها عندما تخلصت ربة منزل بقرية الوفائية، التابعة لمركز إيتاي البارود بمحافظة البحيرة، من حياتها بتناول الحبة القاتلة، بسبب مرورها بحالة نفسية سيئة، وكذلك لخلافات بينها وزوجها.
قال الدكتور أحمد شمه، أخصائى أمراض الباطنة، إن «الحبة القاتلة»، المستخدمة في الزراعة كـ«مبيد حشري»، لمقاومة تسوس الغلال أصبح أشهر وسيلة القتل والانتحار في قرى ومراكز محافظة البحيرة.
تعطل مراكز التنفس
وأكد الدكتور أحمد شمه، أن «الحبة القاتلة»، تعد من ضمن الأقراص التي صنفتها وزارة الزراعة على انها مبيد حشري شديد السمية، فبمجرد اتصالها بلعاب الفم تتصاعد منها ابخرة تعطل مراكز التنفس بالمخ مسببة صعوبة شديدة في التنفس وغيبوبة كما تمتص مادتها الفعالة «فوسفيد الألومنيوم»، وتتحد بهيموجلوبين الدم مانعة تشبعه بالاوكسجين مسببة مزيدا من فشل التنفس.
الحبة القاتلة
إصابة الانسان بالعديد من السرطانات
وأشار أخصائى أمراض الباطنة، إلى أن كثرة التعرض للغاز الذي يصدر من «الحبة القاتلة»، يؤدي لإصابة الإنسان بالعديد من السرطانات، من أهمها سرطان الرئة والكبد، ومن الممكن أيضًا أن يسبب صدمة لعضلة القلب، والميزة الوحيدة لهذا المبيد هو أنه رخيص الثمن.
وأضاف، أن «الحبة القاتلة»، عقب استخدامه في حالات الانتحار، لا تترك أي أثر على الجسم، فيأخذه المنتحر سرًا، وبعد دقائق يبدأ معاناة الألم، ثم يبدأ معاناة الموت تدريجيًا، حتى يفارق الحياة، مؤكدا، أن أغلب الحالات يخرج من فمها رغاوي الغاز القاتل، وبعض الدخان الأصفر، وأحيانًا تتسبب فى «زرقة الشفتين»، وبعض أجزاء من الجسد، ولكن معظم الحالات لا يوجد عليها أي آثار خارجية تظهر وجود انتحار، ولكن يتم معرفتها عن طريق التشريح.
وأضاف المهندس إبراهيم على إبراهيم، خبير زراعي، أن قرى ومراكز محافظة البحيرة، شهدت فى الآونة الاخيرة ارتفاع حاﻻت اﻻنتحار بشكل ملحوظ، وأصبحت «الحبة القاتلة»، كما يطلق عليها، الوسيلة اأسرع واﻵكثر استخداما، لسهولة الحصول عليها، مشيرا الى أن هناك عدة طرق لمكافحة سوسة القمح، بدلًا من حبة الغلة، أولها التبخير تحت خيام بلاستيكية، بواسطة غاز كمبيد حشري، وتمتاز هذه الطريقة بعدم التقيد بمكان معين لإجراء عملية التبخير فيه، ويجرى في المكان الموجودة فيه الحبوب حيث يمكن نقل الخيم بسهولة إلى أمكنة المستودعات وغيرها.
البحيرة تسجل أعلى نسبة حالات انتحار باستخدام «الحبة القاتلة»
بعد ان اصبحت ظاهرة الانتحار منتشرة بوضوح فى الآونة الاخيرة، سجلت محافظة البحيرة، أعلى حالات الانتحار باستخدام «الحبة القاتلة».
حيث أقدمت ربة منزل بقرية صفط الحرية بمركز إيتاي البارود بمحافظة البحيرة، على الانتحار بعد تناولها حبوب حفظ الغلال؛ لمرورها بحالة نفسية سيئة، بسبب خلافات أسرية.
وبتوقيع الكشف الطبي عليها بمعرفة مفتش الصحة، أفاد بتقريره، أن سبب الوفاة هبوط حاد بالدورة الدموية، وتوقف بعضلة القلب، نتيجة تناول مادة سامة، ولا يمكن الجزم بسبب الوفاة.
مدير امن البحيرة
انتحار مزارع بمركز إيتاي البارود بالبحيرة
ورد بلاغ لمركز شرطة إيتاي البارود، من المستشفى العام، بوصول «ص م ح» 50 سنة مزارع، مصاب إدعاء تسمم نتيجة تناول مادة غير معلومة، وتوفي فور وصوله.
وبتوقيع الكشف الطبى عليه بمعرفة مفتش الصحة، أفاد بتقريره وجود اتساع غير كامل بحدقة العين وشحوب بالجسم، وسبب الوفاة هبوط حاد بالدورة الدموية، وتوقف بعضلة القلب نتيجة تناول مادة سامة ولا يمكن الجزم بوجود شبهة جنائية من عدمه.
آخر الضحايا
كما لقى، فلاح مصرعه وأصيب عامل بحالة تسمم فسفورى بتناولهما أقراصًا سامة لحفظ الغلال، لمرورهما بحالة نفسية سيئة، وجرى نقل الجثة والمصاب لمركز السموم بمستشفى إيتاي البارود العام تحت تصرف النيابة.