امرأة غلبت توفيق الدقن في زقاق المدق.. «الأشلاء رزق أحيانًا»
الأحد 24/مارس/2019 - 06:34 م
مي محمد المرسي
طباعة
من الصعب أن تجد فنانا قادرا على تجسيد شخصية روائية مثل توفيق الدقن في زقاق المدق، حيث جسد «زيطة»، والذي وصفه مؤلف الرواية بأنه لن يتكرر مرة أخرى، لكن كان شارع مراد له رأي آخر.
صانع العاهات
جسد توفيق الدقن في زقاق المدق شخصية صانع العاهات؛ والذي يقوم بفقأ عين شخص أو حتى إصابته بعاهة مستديمة، لكي يلفت نظر الناس «يصعب عليهم»، أو كما قال مؤلف الرواية نجيب محفوظ، «علشان ياكل عيش»، وقد كان توفيق الدقن في صانع العاهات"زيطة» رحيما في مهنته الشريرة، فيسأل المتسول أول مرة واثنين وثلاث قبل أن يصنع عاهة، إلا امرأة شارع مراد والتي لها رأي آخر.
جبروت امرأة
تقف امرأة بكل جبروت أمام صرخة طفل لم يتجاوز عمره العشر سنوات، يصرخ بأعلى صوته« كفاية ياما» مستنجدا بأنسانيتها، ولكن دون جدوى.
صرخة طفل
صرخته التي لفتت انتباهي أثناء مروري بشارع مراد، فنظرت يمينا، فوجدت مشهد دموي صادم.. امرأة تُمسك بقدم طفل وفي يدها اليمنى سكينا صغير« مطواه» تصنع عاهة لذلك البرئ.
اقتربت من الواقعة، وفوجئت بأن ذاك الطفل ابنها.. فلذة كبدها!!..
عايزين ناكل عيش
ومع اقتراب المارة من صرخات الطفل، وجدتها تتحدث بهدوء «عايزين ناكل عيش واللى عايزينا نموت من الجوع.. ابني لازم يبقا راجل ويصرف علينا»، وقفت كالبلهاء ما علاقة أن تشوهي جسده بلقمة العيش.. وكيف لطفل لم يتجاوز العاشرة أن يتحمل مسؤولية بيت.. وأين أنت من كل هذا.. وأنا أراك صحيحة بل وصغيرة تستطعي أن تتكفلي بخمسه من أمثال الصغيرة.
انصرف المارة وسكت الطفل وتجلطت الدماء على قدمه، ووجدتني أجلس تحت كوبري الجيزة الكائن بشارع مراد، أتتبع سكنات الطفل قبل تحركاته.
انصرفت الأم لا أعلم إلى أين!، وظل الصغير في مكانه فاردا قدمه، وأغلب من يمر يعطيه بعض النقود، كأنما ترسخ في أذهان الناس أن هناك علاقة قوية بين الدماء والتسول.
رحمة توفيق الدقن
فشتان الفارق بين رحمة توفيق الدقن في زقاق المدق وبين امرأة شارع مراد، ومن هنا تخيب مقولة نجيب محفوظ عن «زيطة صانع العاهات» حسبه أن يُرى مرة واحدة فقط فهاهو يتكرر!.
الغريب أن شارع مراد نفسه يحمل بين الجريمة والفن علاقة تفاهم من طرفين، فعلى ناصية شارعه قُتِل المخرج نيازي مصطفى وحتى الآن لم يُعْرف قاتله، والأعجب أن اسم الشارع الذي سكنه نيازي مصطفى بشارع مراد منسوب إلى شخصية تاريخية عليها جدل كبير بسبب اتهاماتٍ تلاحقه متعلقة أيضًا بالعاهات وهو قرة بن شريك.
صانع العاهات
جسد توفيق الدقن في زقاق المدق شخصية صانع العاهات؛ والذي يقوم بفقأ عين شخص أو حتى إصابته بعاهة مستديمة، لكي يلفت نظر الناس «يصعب عليهم»، أو كما قال مؤلف الرواية نجيب محفوظ، «علشان ياكل عيش»، وقد كان توفيق الدقن في صانع العاهات"زيطة» رحيما في مهنته الشريرة، فيسأل المتسول أول مرة واثنين وثلاث قبل أن يصنع عاهة، إلا امرأة شارع مراد والتي لها رأي آخر.
جبروت امرأة
تقف امرأة بكل جبروت أمام صرخة طفل لم يتجاوز عمره العشر سنوات، يصرخ بأعلى صوته« كفاية ياما» مستنجدا بأنسانيتها، ولكن دون جدوى.
صرخة طفل
صرخته التي لفتت انتباهي أثناء مروري بشارع مراد، فنظرت يمينا، فوجدت مشهد دموي صادم.. امرأة تُمسك بقدم طفل وفي يدها اليمنى سكينا صغير« مطواه» تصنع عاهة لذلك البرئ.
اقتربت من الواقعة، وفوجئت بأن ذاك الطفل ابنها.. فلذة كبدها!!..
عايزين ناكل عيش
ومع اقتراب المارة من صرخات الطفل، وجدتها تتحدث بهدوء «عايزين ناكل عيش واللى عايزينا نموت من الجوع.. ابني لازم يبقا راجل ويصرف علينا»، وقفت كالبلهاء ما علاقة أن تشوهي جسده بلقمة العيش.. وكيف لطفل لم يتجاوز العاشرة أن يتحمل مسؤولية بيت.. وأين أنت من كل هذا.. وأنا أراك صحيحة بل وصغيرة تستطعي أن تتكفلي بخمسه من أمثال الصغيرة.
انصرف المارة وسكت الطفل وتجلطت الدماء على قدمه، ووجدتني أجلس تحت كوبري الجيزة الكائن بشارع مراد، أتتبع سكنات الطفل قبل تحركاته.
انصرفت الأم لا أعلم إلى أين!، وظل الصغير في مكانه فاردا قدمه، وأغلب من يمر يعطيه بعض النقود، كأنما ترسخ في أذهان الناس أن هناك علاقة قوية بين الدماء والتسول.
رحمة توفيق الدقن
فشتان الفارق بين رحمة توفيق الدقن في زقاق المدق وبين امرأة شارع مراد، ومن هنا تخيب مقولة نجيب محفوظ عن «زيطة صانع العاهات» حسبه أن يُرى مرة واحدة فقط فهاهو يتكرر!.
الغريب أن شارع مراد نفسه يحمل بين الجريمة والفن علاقة تفاهم من طرفين، فعلى ناصية شارعه قُتِل المخرج نيازي مصطفى وحتى الآن لم يُعْرف قاتله، والأعجب أن اسم الشارع الذي سكنه نيازي مصطفى بشارع مراد منسوب إلى شخصية تاريخية عليها جدل كبير بسبب اتهاماتٍ تلاحقه متعلقة أيضًا بالعاهات وهو قرة بن شريك.