فيديو| حال صناعة «الحنطور» بطنطا عقب انصراف أرباب المهنة
الأربعاء 27/مارس/2019 - 01:05 م
نجلاء البسيوني
طباعة
انتقلت «بوابة المواطن» إلى منطقة «تل الحدادين» أقدم أحياء مدينة طنطا ومنبع العديد من الصناعات، لرصد الحال الذي وصل إليه أرباب مهنة صناعة «الحنطور».
التقينا الأسطى «صلاح عاشور» بالعقد السابع من عمره، صاحب أقدم ورشة لتصنيع الحنطور، الذي روي لنا رحلته في المهنة منذ بداية تعلمه في التاسعة من عمره.
صناعة الحنطور
«أحنا أقدم عيلة اشتغلت في المهنة دي، الورشة دي اللي علمت كل صنايعية في طنطا»؛ بهذه الجملة يسترجع الأسطى «عاشور» تاريخ أسرته في هذه المهنة منذ بدأها جده الأكبر وشرع في تعليم أولاده توارثوها عبر الأجيالالقادمة مضيفا أنه بدأ في تعلم هذه المهنة في سن التاسعة من عمره على يد والده ودائما كان يجلس مع جده ليكتسب منه المزيد من الخبرة.
واستكمل حديثه متفاخرا، بذكريات أسرته في صناعة «الحنطور» قائلاً: إنه شارك والده في عمل حنطور أوصى به الرئيس الراحل محمد أنور السادات، أثناء زيارته لمدينة طنطا قبل اندلاع حرب 1973 وجده صمم «كارته» لفضيلة الشيخ الشعراوي وجاءه العديد من الشخصيات الهامة كان آخرهم الفنان أحمد السقا.
وشرح المعلم صلاح، مراحل صناعة الحنطور والتي تتكون من عدة مراحل أولها تصميم الجسم الخشبي من ثم صناعة الحديد الذي يتم تركيبه قبل تركيب العجلة الخشبية وبعدها ينقل الحنطور للورشة الثانية التي تبعد عدة خطوات عن الورشة الرئيسية وهي ورشة السروجي الذي يقوم بتنجيد المقاعد الخاصة بالحنطور، وصولا للمرحلة قبل الأخيرة وهي مرحلة الدهان أو الطلاء وتنتهي رحلته الأخيرة عند سمكري الحنطور، ليخرج في شكله النهائي موضحا أنه يستخدم ثلاثة أنواع من الأخشاب وهم "الزان، السنط، التوت" وتختلف أنواع الحناطير منها "الكارته، زيتون، كومبير، حنطور".
«هفضل متمسك بالمهنة دي لأخر يوم في عمري ووصيت ولادي يفضلوا يشتغلوا فيها ويعلموها لأولادهم»؛ كلمات تفوه بها الأسطى صلاح تحمل كل معاني الرضا وعشق المهنة، متابعا أن حال المهنة يتراجع يوما بعد يوم وأخذ صانعيها في البحث عن مهن أخرى لكسب قوت يومهم وشرح أن سبب تمسكه بالمهنة وصية والده أن تظل ورشته تعمل ويورث المهنة لأولاده.
مراحل تصنيع الحنطور
وخارج الورشة يقف «كريم عاشور» شاب في العشرينات من عمره، يكمل ما بدأه منذ شهرين في حنطور يدعي "كومبير" يرجع تصميمه لحنطور الملك فاروق ويقول أنه تعلم المهنة منذ نعومة أظافره على يد والده، شارحا أن والده كان يعاقبه بالضرب حتى تمرس في المهنة وكانت أسعد لحظاته عندما يقف مع جده ليتعلم منه.
ويحكي أنه ظل حتى الثانية عشرة من عمره يتلقى التعليم من جده وكانت آخر وصية يوصيه بها مثل شعبي «من فات قديمه تاه» ليخبره به أن يتمسك بالمهنة مهما حدث.
ويضيف، أنه حاول أن يعمل في العديد من المهن ولكنه دائما يعيده الحنين لمهنة أجداده التي وجد بها نفسه مضيفا بفخر لم يزول عن ملامحه أن أسم ورشة «عاشور» لها مكانتها في العديد من المحافظات السياحية كالأقصر وأسوان وزوار السيد البدوي سواء من داخل مصر أو خارجها.
الحنطور
ويختتم حديثه قائلا إن المهنة تعاني حالة من الركود لم تشهدها في سابق عهدها بسبب تطور وسائل المواصلات فقديما كان الحنطور الوسيلة الأساسية في جميع محافظات مصر ومع ظهور «التوك توك» أثر بشكل كبير على إقبال المواطنين على التحرك بالحنطور داخل طنطا بالإضافة لترك عدد كبير من الصنايعيه للمهنة بسبب زيادة الأسعار وتزايد أعباء الحياة.