رحلة في الذاكرة| زكريا غنيم اكتشف هرماً ومات منتحراً في النيل
الثلاثاء 26/مارس/2019 - 02:37 م
ايمان سعيد
طباعة
دائماً ومع مرور الأيام، لابد لنا أن نبدأ من جديد، ولكنا اليوم سنأخذكم بـ رحلة في الذاكرة؛ لكى نقوم بإحياء أحد أهم الشخصيات المصرية مؤثرة في مصر، لنذكر بدورهم الذي كان يومًا ما داعمًا للوطن.
رحلة في الذاكرة
وفي رحلة في الذاكرة اليوم نأخذكم إلى عام 1905 ، الذي شهد قدوم عالم الآثار محمد زكريا غنيم إلى عالمنا، ليضع بصمته في الآثار المصرية التاريخية.
وتسلط رحلة في الذاكرة اليوم الضوء على جوانب في حياة عالم الآثار محمد زكريا غنيم، المعروف باكتشافاته في منطقة سقارة بالإضافة لرصد جوانب في حياته الشخصية .
رحلة في الذاكرة
عالم الآثار محمد زكريا غنيم
في رحلة الذاكرة نجد في حياة عالم المصريات محمد زكريا غنيم الكثير من النجاحات والإسهامات في مصر، فهو ليس فقط عالما أثريا بل كان أيضا يهتم بالاقتصاد والتاريخ من أجل تنمية ورفعة مصر اقتصاديا وتاريخيا.
وعمل هذا العالم المصرى قبل الحرب العالمية الثانية في منطقة سقارة (معبد اوناس)، وقضى فترة الحرب في الأقصر, ثم عاد إلى سقارة ليعمل على الهرم المدرج للفرعون سخم خت بالتعاون الوثيق مع جان فيليپ لاور الذي كان يعمل على الهرم المدرج لزوسر.
رحلة في الذاكرة
محمد غنيم ولد عام 1905 بمصر ودرس في جامعة القاهرة، وبعد تخرجه قرر ممارسة مهنة التنقيب عن الآثار، وكان أمين جبانة سقارة الذي اكتشف هرم الملك سخم – خت من ملوك الأسرة الثالثة، عام 1952 ، الذى يقع خلف هرم الملك زوسر المدرج بسقارة، وصمم ليكون على شاكلته، إلا أن العمل فيه لم يكتمل سواء في داخله أو مصاطبه، واختفى بعد ذلك ورغم أنه من المدهش أن يتم اختفاء هرم، نظراً لأن الأهرامات من البنايات التي ليس من السهل اختفائها أو فقدها.
ولكنه عثر زكريا غنيم على جزء من السور الخارجي (السور الأبيض) الذى كان قريب الشبه للسور الخارجي لهرم زوسر، وطبق فيه نفس النمط المعماري المعروف بالمشكاوات.
وتأكد عالم الأثار الشهير زكريا غنيم أنه ليس هرما عاديا، ولكنه هرم مدرج، وبالتالى بدأ في البحث عن مدخل الهرم أسفل حجراته السفلية، ونظرا لوقوع مدخل هرم زوسر في الناحية الشمالية، أزاح غنيم الرمال في الجانب نفسه من الهرم ولكنه وجد البناء شبيها به، وعندما دخل إليه وجد ممرا طويلا مليئا بالرديم والأنقاض، وعلى الفور قام بتنظيفه.
رحلة في الذاكرة
اللافت للنظر أن زكريا غنيم وجد به مئات من الأواني الجنائزية المصنوعة من الأحجار الصلبة واللينة، مرتبة في طبقات على أرضية الممر تشبه الموجودة في مجموعة زوسر الهرمية، ثم عثر على آثار مدهشة مثل علبة مساحيق تجميل على شكل قوقعة ذهبية نادرة، وخرز من القيشاني ومجموعة من الأواني المختومة من الطمي تحمل اسم صاحب الهرم الملك شخم – خت، كما وجد أسفل الهرم عددا من المخازن الصغيرة.
وظل مستمرا في هذا الاكتشاف الهام حت عام 1954 حتى وصل غنيم إلى حجرة دفن الملك، وبعد هذا الاكتشاف العظيم أصبح اسم مصر يتردد على ألسنة العالم أجمع، وبالتالي بدأ جميع علماء الآثار من كافة دول العالم التوافد إلى مصر لاكتشاف أسرار هذا الهرم المميز.
وبالفعل تمكن هذا المهندس العبقري أن يبني سراديب الهرم المدرج بطول حوالي 7 كم داخلها تابوت ضخم للملك، وتوابيت من المرمر لدفن بناته الـ 11، وعثر فقط داخل الهرم المدرج على جزء من ذراع الملك "زوسر" محفوظة إلى الآن بكلية الطب جامعة القاهرة.
ولكن المفاجأة في حياه هذا العالم الأثرى العظيم أن حياته المهنية والاجتماعية انتهت عندما أتُهم بسرقة وتهريب الآثار، وبالرغم من عدم وجود أدلة، فقد استطاع صديقه الأثري الفرنسي جان فيليپ لاور من العثور على دليل براءته، ولكن بعد فوات الآوان، فعند مجئ صديقه إلى مصر لإعطائه دليل براءته وجد غنيم قد انتحر غرقاً في النيل عام 1959.