«رضا» تحدى إعاقته وأصبح كبير مذيعي إذاعة القرآن الكريم
الجمعة 29/مارس/2019 - 07:50 م
راشد لاشين
طباعة
تحدي إعاقته، وأنتج منها طاقة دفعته إلي أبعد ما يصل له إنسان في ظروفه؛ رضا عبد السلام، ليصبح كبير مذيعي إذاعة القرآن الكريم.
كبير مذيعي إذاعة القرآن الكريم
ولد «رضا حسن عبد السلام» عام 1964 بقرية كفر الشيخ إبراهيم، التابعة لمركز قويسنا، لأب وأم طبيعيين، وكان له أخوان أكبر منه الأول مهندس والثاني مدرس، وأجسادهم طبيعية، وعند مولده.
قصة كفاح رضا عبد السلام
رضا مذيع إذاعة القرآن الكريم
يقول كبير مذيعي إذاعة القرآن الكريم، سادت من الحزن على جميع الموجودين بغرفة الولاده، فدخل والدي إلى غرفة الولادة فوجدني بدون أطراف فقبلني من رأسي وخرج صلى ركعتين قضاء حاجه لله، وقال يارب أنت الذي خلقته، وأنا على يقين تام أن هاتين الركعتين هما سبب ما فيه أنا الآن.
طفولة رضا
وعن طفولته؛ قال «رضا»، كان الجميع ينظر لى وكأني مخلوق عجيب بدون ساعدين حتى إننى كنت أحبو على مقعدتي عكس جميع الأطفال، حزنت أمي حزنا شديدا عليا، ولكن أبي أراد أن يعلمني كل شىء.. فعند إتمامي خمس سنوات قال لي أبي أمسك القلم وأكتب فمسكت القلم بقدمي وكتبت إسمي وإسم والدي واسم جدي، ففرح والدى فرحا شديدا، وذهب إلى وكيل وزارة التربية والتعليم بالمنوفية، وطلب منه أن ألتحق بالمدرسة فرفض في هذا العام، ثم كرر أبي الطلب فى العام الثاني، وقال له إذا كان لديك طفل مثله هل تقتله بعدم تعليمه أم تساعده حتى يتعلم؟ ثم قال أبي أيضا له إذا رفضت سأذهب به إلي ميدان التحرير، وأضربه بالنار لأن من يعيش من علم فهو ميت.
مراحل تعليم رضا
أكد «رضا» أنه عانى كثيرًا، في فترة التعليم، وبخاصة الابتدائية، بمدرسة كفر الشيخ إبراهيم الأبتدائية، حتى وصل للصف الثالث الأبتدائي، وقالوا له إن لم تكتب سنفصلك، فكتب بقدمه، ثم حاول بيده ولكن كان هناك صعوبة كبيرة وخطة كان سئ للغايه، حتى ألهمه الله وأمسك القلم بفمه وكتب، وخلال 3 أشهر أصبح خطه جميل وكان ضمن الفريق الذي يكتب لوحة الشرف بالمدرسة، وانتهت المرحلة الأبتدائية، وتوجه بعد ذلك إلي المدرسةالإعدادية بالمدينة، فكان الجميع ينظر له باستغراب شديد، فيأس وتوجه إلي والده يشكو له قال هذا طبيعي، فالقرية يعرفوك أما المدينة فلا تعرفك، فيجب أن ينظروا لك ويتحدثون عنك لأدبك وتفوقك، فأخذ هذا الكلام وانطلق حتى أنهي الجامعة.
صعوبات العمل
وأضاف مذيعي إذاعة القرآن الكريم، انتهت الدراسة بتفوق، وقال لي والدي إذا أردت أن تكمل الماجستير والدكتوراه، أنا مستعد، قلت له لا، سأعملواتوظف، فكان موضوع الإعلام ليس في عقلي، ولكن حبي الشديد الراديو، دفعني للتوجه إلى العمل في الإعلام،
وصرح «رضا»، بأنه ذهب إلي أستاذه الدكتور حسين فتحي عميد كلية الحقوق جامعة طنطا الآن، وإرسلني بخطاب إلي صديقه الصحفي عبد الوهاب مطاوع صاحب بريد الأهرام، وكاتب القصص بجريدة الأهرام، ثم أرسلني هو الأخر، بخطاب إلي صديقه فهمي عمر مدير الإذاعة وقتها، فسأله ماذا تريد أن تعمل؟ فقال له مذيع بإذاعة القرآن الكريم، قال لي كيف؟ فقال له لاتحكم عليا بمظهري، جربني، فرد عليه إذهب للتدريب فكان وقتها لابد من حضور تدريبات لمدة 3 شهور.
الحياة الإجتماعية لـ«رضا»
وأشار رضا، إلى مشاكله أثناء الخطوبة، التي قبلت بالرفض، لكن مع إصراري وتقدمي في عملي، وأصبح الباب مفتوح مرة أخري بعد أن تم رفضي وحجتهم كيف سيعيش؟ وكيف سينجب؟ وإذا أنجب سيكون أولاده مثله، ولكن قدرة الله أن رزقني بـ«عبد الرحمن» طالب بالصف الثالث الثانوي الأزهري، وبنتي "أخنان" طالبة بالمرحلة الإعدادية، وأجسامهم طبيعية لايوجد بها أي إعاقة.
رأي أهالي القرية
قال المهندس طيران محمد منير أحد أهالي القرية، تعلمت القرآن الكريم، على يد الشيخ «رضا» فكان دائما بيننا ولم يتركنا، وتعلمنا منه الكفاح والتحدي وإثبات الذات.
وأضاف «علاء إبراهيم»، أحد أبناء القرية، أنهم كشباب من القرية أنشأوا إئتلاف لتنمية القرى، وعمل بعض المشروعات الخيرية بها فكان أحد أهم الداعمين لنا والمساهمين معنا، دائما يصنع الخير للجميع.