رحلة في الذاكرة| عبد الحليم حافظ.. مسيرة مأساوية في حياة «ابن القدر»
الجمعة 29/مارس/2019 - 11:58 ص
نرمين الشال
طباعة
جسدت رحلة حياة عبد الحليم حافظ قصة مأساوية ولحن شجن حزين يدمي القلوب... قضى طفولته يتيم الأبوين، رافقه المرض منذ صغره كان يقول عن نفسه أنا «ابن القدر».
عبد الحليم حافظ العندليب الأسمر
بالرغم من مرور واحد وأربعين عاما على رحيله تظل ذكرى العندليب الأسمر محفورة في وجداننا أجيال لم تره ولم تعرفه ولكنها شعرت بأحاسيسه وعاشت أروع مشاعر الحب والوطنية على صوته العذب.
مولده
ولد عبد الحليم علي شبانة في 21 يونيو 1929 بقرية الحلوات بمركز الابراهيمية محافظة الشرقية، وهو الابن الأصغر بين أربعة إخوة هم إسماعيل ومحمد وعلية.
طفولته
توفيت والدته بعد ولادته بأيام وقبل أن يتم عبدالحليم عامه الأول توفي والده ليعيش اليتم من جهة الأب كما عاشه من جهة الأم من قبل ليعيش بعدها في بيت خاله الحاج متولي عماشة.
قضى «ابن القدر» طفولته يتيما، وكعادة الأطفال في الريف أن يلجوا للهو والسباحة في الترع كان عبد الحليم يلهو ويسبح مع أولاد عمه في ترعة القرية، والتي كانت السبب في إصابته بمرض البلهارسيا الذي دمر حياته.
تعليمه
التحق عبد الحليم، بكتاب القرية، وتتلمذ علي يد شيخ يسمى الشيخ أحمد؛ وبعد دخوله المدرسة تجلى حبه للموسيقى حتى أصبح رئيسا لفرقة الأناشيد في مدرسته. وبدأ يحاول الدخول لمجال الغناء وكان أكبر إخوته إسماعيل شبانه الذي مطربًا ومدرسًا للموسيقى في وزارة التربية، والذي ساعده في التحاق بمعهد الموسيقى العربية قسم التلحين عام 1943 حين التقى هناك بالفنان كمال الطويل، وكان كمال في قسم الغناء والأصوات، وقد درسا معا في المعهد حتى تخرجهما عام 1948.
رحلته الفنية
رُشح للسفر في بعثة حكومية إلى الخارج لكنه ألغى سفره وعمل 4 سنوات مدرسًا للموسيقى بطنطا ثم الزقازيق وأخيرا بالقاهرة، ثم قدم استقالته من التدريس والتحق بعدها بفرقه الإذاعة الموسيقية عازفا على آلة الأوبوا عام 1950.
تقابل مع رفيق عمره، مجدي العمروسي في 1951 في بيت مدير الإذاعة في ذلك الوقت الإذاعي فهمي عمر.
اكتشف العندليب الأسمر عبد الحليم شبانة الإذاعي الكبير حافظ عبد الوهاب الذي سمح له باستخدام اسمه "حافظ" بدلا من شبانة.
اختلفت الأقاويل حول دخوله الإذاعة، حيث ذكرت بعض المصادر أن دخوله الاذاعة كان بسبب غنائه قصيدة «لقاء» كلمات صلاح عبد الصبور، ولحن كمال الطويل عام 1951، في حين ترى مصادر أخرى أن إجازته كانت في عام 1952 بعد أن قدم أغنية "يا حلو يا اسمر" كلمات سمير محجوب، وألحان محمد الموجي.
أما بدايته الحقيقية كانت من خلال أغنية «صافيني مرة» في يونيو عام 1953، يوم إعلان الجمهورية، وحققت نجاحًا كبيرًا، ولُقب عبد الحليم بـ«العندليب الأسمر».
تعاون عبد الحليم مع الملحن محمد الموجي وكمال الطويل ثم بليغ حمدي، كما أنه له أغاني شهيرة من ألحان موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، ثم أكمل الثنائي (حليم - بليغ) بالاشتراك مع الشاعر المصري المعروف محمد حمزة ليقدم مجموعة من أروع الأغاني .
أسهم عبد الحليم حافظ بأغانيه في تكوين الوجدان العربي، لعدة أجيال من خلال أكثر من 250 أغنية.
عُرف بأغانيه الوطنية التي ألهبت حماس الجماهير في الوطن العربي إبان ثورة يونيو وعهد جمال عبد الناصر، والتي استمرت لما بعد انتصار 1973 مرورا بسنوات النكسة التي قدم فيها عبد الحليم حافظ مجموعة من الأغاني الوطنية التي أشعلت الحماس في قلوب الجنود والجماهير.
قدم أول أفلامه عام 1955 «لحن الوفاء» أمام شادية، وحسين رياض.
وكان آخر فيلم شارك فيه «أبي فوق الشجرة» أمام عماد حمدي، ميرفت أمين، نادية لطفي عام 1969.
مرضه
اكتشف عبد الحليم إصابته بمرض تليف الكبد عام 1956، ليبدأ رحلة من المعاناة والشقاء، والتي تسبب فيها مرض البلهارسيا، وظل يعاني وأجرى 61 عملية جراحية، حتى توفي في 30 مارس عام 1977م في مستشفى ولندن كلينك، فيرسنج هوم، مستشفى كنجز كولدج بلندن.
اقرأ من هنا: