الشيخ محمد مصطفى يتحدث عن الإسراء والمعراج في القرآن الكريم
السبت 30/مارس/2019 - 12:15 م
جهندا عبد الحليم
طباعة
يستكمل الشيخ محمد مصطفى، مدير المساجد الحكومية ببورسعيد، مع «بوابة المواطن»، الحديث عن معجزات الإسراء والمعراج، والتي اقتربت فعاليات الاحتفال بذكراها في 27 رجب 1440ه.
معجزات الإسراء والمعراج
أوضح مدير المساجد الحكومية ببورسعيد، إن موضع الإسراء محل خلاف بين العلماء، فمنهم من قال أسرى به صلى الله عليه وسلم من بيته، وقيل من بيت أم هانئ، ومن هذين القولين قال: الحرم كله، والمراد بالمسجد الحرام في الآية هو المسجد نفسه. ودار أم هانئ بنت أبي طالب وأخت علي رضي الله عنه، تلك الدار التي أضيفت إلى مساحة المسجد وصار محلها عند باب الوداع، وتبعد أربعين.
ما هو المعراج
وأكد الشيخ محمد مصطفى، أن المعراج وهو الصعود (أو آلة الصعود) من سطح الأرض إلى طبقات الجو العليا، إلى حيث الاختراق والنفاذ من أقطار الأرض وغيرها من الكواكب والنجوم، إلى حيث لا يعلم الإنسان حتى الآن، ولم يذْكَر مِعْراج الرسول صراحةً في آيات القرآن بل يُفْهَم منها: وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى.
معجزة المعراج
هكذا بدأت سورة " النجم " بالحديث عن معراج النبي صلى الله عليه وسلم، أي المعجزة العظيمة التي حدثت لرسول الله تكريما له، وقد رأى فيها عجائب صنع الله وغرائب خلقه في ملكوته العظيم الذي لا يحده حد.
ولقد اقتضت حكمة الله أن يكون أول ألفاظ السورة جرم سماوي، أي: " النجم "، وهو إحدى الآيات الكونية التي خلقها الله، والله سبحانه يقسم بسقوط النجم أو أفوله أو انفجاره أو احتراقه، وهو قسم بشيء عظيم إذا فكر فيه الناس.
وجاءت الآية الثانية لتؤكد لأهل مكة وقت تنزل القرآن بين ظهرانيهم أن رسول الله (أي: المبعوث فيهم) لم يضل ولم يختل ولم يزل، لأنه رسول مختار من قبل الله سبحانه، فلابد وأن ينطق الصدق ويقول الحق ويخبر بما رأى ويحكى ما سمع ويبلغ ما أمر أن يبلغه.
كيف يضل وكيف يزل وهو الأميـن على القرآن – كتاب الله – إلى الناس جميعا؟ إنه الوحي الذي يوحيه الله إلى رسوله صلى الله عليه وسلم، حيث كان يأتيه جبريل – عظيم الملائكة – به، ويقرئه إياه.
وجبريل هذا هو ذو قوة شديدة، وذو حسن ونضارة، وقد "استوى"، أي: ظهر على صورته الحقيقية لرسول الله محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم في "الأفق الأعلى"، فاقتربا وكادا أن يتلامسا، ولكن جبريل فارق الرسول صلى الله عليه وسلم عند موضع لا تتعداه الملائكة، وقال له: إذا تقدمتَ – أي: يا محمد – اخترقتَ، وإذا تقدمتٌ – أي: أنا – احترقتُ. وبعد عبور هذا الموضع تجلى الله تعالى لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم الانعامات والتجليات والفيوضات، وأوحى إليه وحــيا مباشرا، وكانت الصلاة المعروفة لنا هي ما أوحى الله به.
ولقد أقسم الله سبحانه على أن ما يحدث به رسوله بعد عودته من هذه الرحلة هو الحـق والصدق وليس بالكذب، لأنه لم يكذب قط طوال حياته. ولقد رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم الآيات الكبرى لعظمة الله وقدرته المطلقة.
الاسراء والمعراج في القرآن.
وترتبط قصة المعراج النبي صلى الله علي وسلم إلى السماء بقصة الإسراء والمعراج حيث ذكرت حادثة الإسراء والمعراج في القرآن الكريم في سورة الإسراء قال الله تعالى (سبحان الذى أسرى بعبده ليلًا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذى باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير)، حيث تعدّ رحلة الإسراء والمعراج معجزة من معجزات سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، والإسراء تعني هي الرحلة التي قطعها النبي عليه الصلاة والسلام من المسجد الحرام للمسجد الأقصى بالقدس، والمعراج هو صعود الرسول عليه الصلاة والسلام من المسجد الأقصى إلى السماوات العلى، لكن كيف حدث هذا في ليلة وضحاها.
روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لما فرغت مما كان في بيت المقدس، أتى بالمعراج، ولم أر شيئًا قط أحسن منه، وهو الذي يمد إليه ميتكم عينيه إذا حُضر، فأصعدني صاحبي فيه، حتى انتهى بي إلى باب من أبواب السماء يقال له باب الحفظة، عليه ملك من الملائكة، يقال له إسماعيل، تحت يديه اثنا عشر ألف ملكٍ، فقال وأتى بي إلى السماء الدنيا فاستفتح قيل من هذا ؟ قال: جبريل قيل: من معك ؟ قال: محمد، قيل: أوقد أرسل إليه؟ قال: نعم، قيل مرحبًا به فنعم المجيء جاء، ففتح فلما خلصت فإذا فيها آدم، فقال: هذا أبوك آدم فسلم عليه، فسلمت عليه فرد السلام ثم قال: مرحبًا بالنبي الصالح والابن الصالح.