الشيخ خالد بدير: الإسراء والمعراج دليل على تحول المحن إلى منح
الجمعة 29/مارس/2019 - 01:16 م
نرمين الشال
طباعة
انتهت منذ قليل صلاة الجمعة 22 رجب 1440، 29 مارس 2019، والتي دار موضوعها عن رحلة الإسراء والمعراج وأعظم الدروس والعبر التي تستخلصها منها.
الإسراء والمعراج
وبدأ الدكتور خالد بدير إمام وخطيب بمديرية الأوقاف بكفر الشيخ خطبة الجمعة اليوم، بتوضيح الظروف التي سبقت حادثة الإسراء والمعراج، وكيف ظل الرسول صلى الله عليه وسلم يدعو للإسلام سرا ثلاث سنوات؛ ولما أمره الله بالجهر بالدعوة لقي أشد أنواع الإيذاء والاضطهاد، وكان أول من وقف ضده أقرب الناس إليه عمه أبو لهب والذي أنزلت فيه سورة المسد.
ثم توالى الإيذاء بالسب والشتم تارة؛ وبرمي سلا الجزور عليه وهو ساجد أخرى؛ وبالحصار في الشعب ثالثة؛ وأشق من ذلك كله عليه فقدان عمه أبو طالب وزوجه خديجة بنت خويلد رضي الله عنها، وتبع ذلك ما لاقاه من أهل الطائف حين ذهب يدعوهم للدخول في الإسلام؛ فعمد إلى نفر من ثقيف، فآذوه إيذاءً شديدًا؛ وسلطوا عليه الصبيان يرمونه بالحجارة حتى أدموا عقبه؛ ثم عاد صلى الله عليه وسلم إلى مكة؛ فنزل جبريل عليه قائلًا بلسان الحال قم يا محمد: إذا كان أهل مكة آذوك وطردوك فإن رب البرية لزيارته يدعوك!! فكانت رحلة الإسراء والمعراج أعظم منحة تولدت من رحم المحنة. ولكي تتعلم منها الأمة درس التسبيح والتعظيم والتمجيد لله عز وجل في كل حال.
وبين الدكتور خالد بدير، كيف أن المحن والابتلاءات والشدائد التي نمر بها في حياتنا تعلِّمنا أن الدنيا دارُ التواء، لا دارُ استواء، ومنزل ترح لا منزلُ فرح، وأن من عرفها لم يفرح لرخاء، ولم يحزن لشقاء، وأن الله قد جعلها دار بلوى، وجعل الآخرة دار عقبى، فجعل بلاءَ الدنيا لعطاء الآخرة سببًا، وجعل عطاء الآخرة من بلوى الدنيا عوضًا، فيأخذ ليعطي ويبتلي ليجزي
إنها تُعلمنا أن للمحن والمصائب حِكَمًا جَليلة، منها أنها تسوق أصحابها إلى باب الله تعالى، وتُلبسهم رداءَ العُبودية، وتُلجئهم إلى طلب العون من الله فكان أعظم حادث عرفه البشر " سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ " ليثبت لنا أن العبوديةَ إنما هي أسمى المراتب التي يصل إليها الإنسان، فالعبودية لله عزة ما بعدها عزة، وعطاء ما بعده عطاء.