خاص| الشيخ محمد مصطفى: لابد من الصفح قبل ليلة النصف من شعبان
الخميس 11/أبريل/2019 - 08:59 م
جهندا عبد الحليم
طباعة
قبل أيام من ليلة النصف من شعبان المبارك، تلك الليلة المباركة التي تُرفع فيها أعمال العام، والجميع يردد أدعية لله سبحانه وتعالى بالعفو والمغفرة.
ليلة النصف من شعبان المبارك
يتحدث الشيخ محمد مصطفى مدير المساجد الحكومية ببورسعيد، لـ «بوابة المواطن» الاخبارية، عن فضل ليلة النصف من شعبان المبارك وضرورة فض أية مشاحنات أو خلافات بين بعضنا البعض.
أوضح مدير المساجد الحكومية ببورسعيد، أنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (يَطَّلِعُ اللهُ إِلَى خَلْقِهِ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَيَغْفِرُ لِجَمِيعِ خَلْقِهِ إِلاَّ لِمُشْرِكٍ أَوْ مُشَاحِنٍ) رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الأَوْسَطِ وَالْبَيْهَقِيُّ.
وأشار مدير المساجد الحكومية ببورسعيد، إلى أن وَالْمُشَاحِنُ مَعْنَاهُ الَّذِي بَيْنَهُ وَبَيْنَ مُسْلِمٍ آخَرَ عَدَاوَةٌ وَحِقْدٌ وَبَغْضَاءُ، أَمَّا مَنْ سِوَى هَذَيْنِ فَكُلُّ الْمُسْلِمِينَ يُغْفَرُ لَهُمْ، يُغْفَرُ لِبَعْضٍ جَمِيعُ ذُنُوبِهِمْ وَلِبَعْضٍ بعض ذنوبهم.
ونوه إلى أنه من جملة وصايا أَسيادنا أَهل العلم: نُوصِيْكُم بالحِلْمِ والعَفْوِ، وأنْ يُعامِلَ أحَدُكُم أخاهُ بما يُحِبُّ أن يُعامِلَه به أخوهُ منَ الصّفْحِ والعَفْوِ ومقابلَةِ الإساءةِ بالإحسان، وهذا شرطُ الإيمانِ الكاملِ الذي يكونُ بهِ الإنسانُ منَ الذينَ لا خوف عليهِمْ ولا همْ يحزنُونَ.
وصحَّ أنّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال (إيّاكُم والظنَّ فإنَّ الظّنَّ أكْذَبُ الحديثِ ولا تَحَسّسُوا ولا تَجَسَّسُوا ولا تنافَسُوا ولا تحَاسَدُوا ولا تباغَضُوا ولا تدَابرُوا وكونُوا عبادَ اللهِ إخْوانًا) رواه مسلم والبيهقي والطبراني وغيرهم.
والتَّحَسُّسُ هوَ التّفتِيشُ عن عيُوبِ النّاسِ بالعَينِ، ووردَ مَرفُوعًا (تصَافَحُوا يَذهَبِ الغِلُّ وتهَادَوا تحَابُّوا وتَذْهَبِ الشَّحْنَاءُ) رواه مالك في الموطأ ورواه ابن عساكر بلفظ (تهادَوا تحابُّوا وتصافحوا يذهب الغِلُّ عنكم)، قال الباجي في المنتقى شرح الموطأ قولُه يذهبِ الغِلّ يريد والله أعلم العداوة.
معناه أن الله تعالى يخصص ليلة النصف من شعبان المبارك بهذه الميزة أنه يطَّلِعُ إلى خلقه، أي يرحمهم فيها برحمة خاصة وإلا فالله مُطَّلِعٌ على خلقه لا تخفى عليه منهم خافية، فيغفر لجميع خلقه إلا من استثنى أي يغفر لبعض المسلمين بعض ذنوبهم ولبعض كل ذنوبهم وأما الكافر فلا يغفر له وكذا المشاحن الذي بينه وبين مسلم ءاخر عداوة وحقد وبغضاء لأمر الدنيا، فليصلح كلٌّ منّا ما بينه وبين أخيه المسلم وليعف وليصفح وليخرج ما في قلبه من غلّ قبل تلك الليلة لعلَّ اللهَ يرحمنا ويغفر لنا ذنوبنا.
افتح قلبك المغلق بمفاتيح التسامح
واطرق الأبواب المغلقة بينك وبينهم
وضع باقات زهورك على عتباتهم
واحرص على أن تبقى المساحات بينك وبينهم بلون الثلج النقي
عن أبي موسى الأشعري قال: قال رسول الله صلوات ربي وسلامه عليه: إن الله تعالى ليطلع في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه، إلا لمشرك أو مشاحن.(صحيح الجامع)
فانتبهوا إخواني أن تأتي ليلة النصف من شعبان وفي قلبك شحناء على أحد سامحوا واعفوا من قلبكم واطلبو من الله العفو والمغفرة، فعمركم كله تدعون الله أن يغفر لك.. لقد أتتك المغفرة فلا ترديها !... قال الله تعالى:{ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } فاصفحي أخية رجاء أن يغفر لك الغفور الرحيم.
افعلي ذلك لوجه الله... واقهري أول أعدائك الشيطان... فإن عفوك عمن أساء إليك يؤلمه أشد الإيلام لما يترتب على فعلك هذا من الأجر العظيم جدًا... جدًا. قال تعالى: { فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ }.
يا إلهي !... هل تدركين معنى { فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ}؟...
إن أجرك لن يأتيك من وزير... ولا من أمير... ولا حتى من ملك مطاع !
بل سيأتيك من ملك الملوك سبحانه... فماذا تريدين أفضل من ذلك ؟! وقد تكفل الله بأجرك وضمنه لك !
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: " كل الناس مني في حل "
قال عمر بن عبدالعزيز رحمه الله: " إنك إن تلقى الله ومظلمتك كما هي، خير لك من أن تلقاه وقد اقتصصتها "
الآن... فكروا بهدوء قبل أن تقرر عدم العفو، أليس العفو والصفح أقوى دليل على الإيمان بالله عز وجل والإيمان بالنفس والإيمان بالحياة ؟! أليست القدرة على العفو في حد ذاتها قوة ؟! لماذا يجد الكثيرين صعوبة بالغة في النطق بكلمات العفو والصفح عن الآخرين ؟! لماذا ينسون أن الكل يخطىء وأن الأنسان ليس معصومًا ؟! ماذا تعني لك كلمة ((( سامحتك من قلبي ))) ؟! متى تجد نفسك مستعدًا لقولها ؟! وماهو شعورك عند سماعها؟