يجب ان نعود بالذاكرة قليلا للوراء، فاثناء إلقاء السيد طارق عامر محافظ البنك المركزى محاضرته فى مصر 2030، قاطعه السيد الرئيس بسؤال انا شخصيا اعتبره أخطر سؤال، يبين حجم المآساة الاقتصادية التى تمر بها البلاد، عندما سأله عن حجم القروض لكبار العملاء من البنوك المصرية، فرد عليه وقاله حوالى ترليون ومائتى مليار جنيه (الترليون = الف مليار)، والأخطر انها لحوالى حاجه وخمسين فرد وشركة، اى المتحكم فى اقتصاد الدولة حاجه وخمسين فرد، مقترضين قيمة موازنة مصر فى عام كامل، فطلب الرئيس منح قروض للشباب للمصنوعات المتوسطة والصغيرة والمتناهية الصغر، والبنوك احبطت تلك القروض باجراءات تعسفية شديدة هربت الشباب من القروض .
طيب نفهم ايه من كدة؟ ان الحرب الاقتصادية الداخلية اصعب من الحرب التى تمارس علينا من الخارج، فكانت التعليمات لمافيا كل شئ فى مصر، برفع الاسعار، فلدينا مافيا الدواء ومافيا السكر والارز والقمح والاسمنت والحديد والسجائر والسماد والكيماويات والانترنت والدولار والاتصالات والاراضى والاوقاف والسياحة، بهدف تركيع الدولة، وعدم الاقتراب منهم، لانهم اختطفوا البنوك لحسابهم وحتى تتمكن الدولة من اعادة الهيمنة، وتقليل مخاطر الائتمان تحتاج لاجراءات حذره جدا جدا، وبتدرج فاتجهت لصندوق النقد الدولى بدلا من اذون الخزانة، فاتجهوا لرفع قيمة الدولار والاتجار فيه بربحية تفوق فوائد قروضهم، فقلل قيمة القرض، مش كده وبس رفع الاسعار على الشعب المصرى واحنا اقتصاد سوق يخضع للعرض والطلب، ولا هيمنة للدولة عليه بدليل نزول القوات المسلحة بمنتجاتها، لتقلل الاسعار لان التسعيرة الجبرية انتهت تماما فاستنزفت من جيوب المصريين على الاقل 20%، كمان فدفعتنا احنا جزء من القروض ومع التفنن فى الاستيراد الاهوج تكبلت الصناعه المصرية.
الآن ماذا نحن فاعلون
اولا تقليل شراء المنتجات المستورده وخاصة الخضر والفاكهه ومش هنموت لو لم نأكل تفاح ايرانى جاى من الاردن ولبنان ولا هنموت لما نمتنع عن المنتج التركى الا فى اضيق الظروف ونرشد الكهرباء والمياه ونعدل من طريقة اكلنا وبلاش نرمى نص الاكل ونقنن الدواء عمال على بطال لانك لو فتحت التلاجه هتلاقى ادويه بالهبل .
اننا فى حرب شرسه جدا وقذره جدا وللاسف من مصريين ولكن الدوله عارفه اذاى تتعامل معاهم بس محتاجه وقت لتفك القيود من على كاهل المصريين.
انها الحرب فحاربوا الجشع وحاربوا من يريد لك الاذلال وسننتصر، والله العظيم هننتصر، وهنعبر اشرس حرب بنواجهها انها حرب الوجود .
تحيا مصر حرة وأبية.