ريمونتادا| «كلوب» جزءًا من معجزة تاريخية
الأربعاء 08/مايو/2019 - 10:15 م
محمد الحاوي
طباعة
دخلت الحلم وأنت داخل كابوسًا، خسارة قاسية في الذهاب، لم تعبر عن المستوى الحقيقي، ميسي هيئ المباراة بهدفين، قضت على طموح الريدز، ولكن في إياب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، كان للـ ريمونتادا رأي أخر.
الإيمان يقود إلى الريمونتادا
فقدت قبل أيام من مباراتك الحاسمة، أثنين من ركائز الفريق، أحدهم هداف الدوري الإنجليزي، الإجهاد يضرب فريقك، بالطبع القدر يهيئ الظروف للخروج من الباب الضيق، ومغادرة دوري أبطال أوروبا.
ريمونتادا تلوح في الأفق، ولكن الخوف من فتح الخطوط، فتأتيك الضربة القاضية مبكرًا، فقط 1% أمل و99% إيمان، النظرية الوحيدة التي تفسر اجتياح عناصر الريدز في مسرح الأنفيلد أمس.
البداية مثالية، أهازيج الجماهير تدب الحماسة في نفوس اللاعبين، تحولت من مجرد لاعب إلى مقاتل، هي حرب تخوضها، وعليك أن تخرج فائزًا، عدوك جيشه مدجج بالنجوم، وأنت متسلح بإيمانك على النصر في القتال.
هفوة دفاعية، هندرسون يخترق حصون كتالونيا، ويصوب الكرة قبل أن ترتد من يد تير شتيجن، حارس برشلونة، ليرسل أوريجي سهام بداية الحرب.
خطوط كتالونيا اجتاحت الملعب، كوتينيو يهدي كورة سهلة في أحضان أليسون، وميسي يحاول على استحياء، تسديدتين جانبتا المرمى بقليل، لتزيد من لهيب النزال.
وفي حين هدأت لاعيبة ليفربول، أرسل ميسي برقية حرارية توغلت في ثغرات الدفاع، كتم يورجن كلوب أنفاسه هدف من شأنه أن يفسد كل شيء، قبل أن يضيعها جوري ألبا، وينتهي الشوط الأول.
روبرتسون غادر للإصابة، وفينالدوم يتسلم أسلحة القتال، ويدخل إلى الميدان، بعد لحظات من دخوله، هفوة دفاعية جديدة يستغلها أرنولد، عرضية زاحفة قياسية، تجد قدم فينالدوم يسكنها في الشباك، بعد محاولة شتيجن.
بركان أنفيلد انفجر، وقبل أن يخمد، مجددًا فينالدوم من عرضية شاكيري، وبرأسية دقيقة الكرة تعانق المرمى، تحت أنظار شتيجن، وحسرة ميسي ورفاقه.
فالفيردي جالسًا على دكة البدلاء يتعجب من سير الأمور في ميدان المباراة، ليفربول أحكم قبضته على الأحداث، والفضل يرجع إلى كلوب.
لاعبي الريدز يمررون الكرة، ويتحكمون في إيقاع اللعب، قبل أن يرسل راكيتيتش «ثرو باص» سحري، اخترق جدران ليفربول الدفاعية، ووصلت إلى أقدام ميسي، تصويبة وجدت أليسون في المكان المناسب.
وقبل أن يتجه الجميع إلى التفكير في الأوقات الإضافية، أرنولد يرسل ركنية خادعة تصل إلى أوريجي، وها هي ريمونتادا قد حدثت، جنون في الملعب اللاعبين المستبعدين والمصابين الجميع يحتفل على طريقته.
لا أحد يصدق ما حدث، ريمونتادا على حساب برشلونة في ظل الغيابات المؤثرة، ميسي يعزم على الفوز بلقب دوري أبطال أوروبا في أخر المشوار، ولكن يورجن كلوب أدار المباراة بحنكة، استحق أن يكون جزءًا من معجزة حفرت في أذهان مشجعي ليفربول للأبد «لن تسير وحدك أبدًا».