مسلسل كلبش 3 يحمل في أغلبه عنوان «الصراع حول العقول» والذي يؤججه تطورات الأفكار المتسارعة يوميًا على المستوى المحلي والدولي.
لطالما نبهنا كثيرًا إلى ضرورة وجود وزير دولة لحرب الأفكار كوزير بلا حقيبة؛ وناشدنا خلال السنوات الماضية وتحديدا عقب 25 يناير بضرورة الالتفات إلى القوة الناعمة لمصر في مواجهة حرب الأفكار .. وشاورنا تحديدا على الفن والأعمال الدرامية وقولنا كيف نقدم للمصريين حجم المؤامرات التي تحاك بنا في كبسولات درامية بالتمرير في اللاوعي للمتلقي .. لأن المصريين لا يقبلون التوجيه والنصح وخاصة لو جاءت من الدولة نفسها.
مسلسل كلبش هذا العام يحمل كل ما تمنيته وأثبت صحة رؤيتي لمعالجة الوضع ومواجهة الحرب، ونجح في أن يجمع قطاع عريض جدا من الأطفال حتى سن 18 سنة لمشاهدته، وهذا هو الأهم حتى يتمكنوا بمرور الوقت أنهم قادرون على استيعاب حجم المؤامرات التي تحاك ضد مصر.
هذا المسلسل من وجهة نظري تعامل بشكل مباشر في كشف خطط الدول المعادية دون تسميتها مع الإشارة إلى ذيولهم التي تعمل بطرق وأساليب وخطط جديدة تستهدف ترتيبهم من حيث القوة.
والأهم أنه احترم عقولنا جميعًا وهو يقول «مين وفين وليه وازاي» .. أشهد أن هذه الدراما في شهر واحد وصلت بنجاح مبهر ما يمكن أن تفشل في إيصاله برامج التوك شو في عشر سنين.
مسلسل قدم في شهر ما حاولنا تقديمه خلال سنوات .. كما عرفنا عبر هذا المسلسل أهمية القوة الناعمة المصرية السهل الممتنع ...التمرير باللاوعي.
مسلسل كشف مقولة مخادعة «جمهور مصر الآن هو جيل محمد رمضان البلطجي» ووضع الدولة أمام مسؤلياتها .. لأن ببساطة معجبين محمد رمضان تركوا مسلسله واتجهوا إلى كلبش .. «يبقى العيب مكنش فيهم ولا عندهم» .. يارب تبقى خطوة أولى وليست الأخيرة.
أخيرًا .. ينقص مسلسل كلبش 3 أن يُتَرْجَم أسوةً بأعمال أجنبية سياسية تغزو مجتمعنا، نظرًا لأن مسلسل كلبش في تقديري أهم وأعظم من مسلسلات تاريخية كثيرة.