الجمعية العامة للأمم المتحدة تبدأ أعمالها والرئيس كوروشي: لا يمكن العودة إلى "العمل كالمعتاد"
الأربعاء 14/سبتمبر/2022 - 08:16 م
فاطمة بدوي
طباعة
في الجلسة الأولى العامة للدورة السابعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، أعلن الرئيس تشابا كوروشي أن "الحلول من خلال التضامن والاستدامة والعلوم" هي شعار رئاسته. وأكد في كلمته أن مهمة المجتمع الدولي تتمثل في العمل معا عند وجود خلافات، وبناء الجسور عندما تكون هناك انقسامات عميقة، قائلا إن قاعة الجمعية العامة هي مكان لبناء الثقة – لتحقيق السلام والأمن والتنمية وحقوق الإنسان.
واستهل السيد كوروشي الجلسة بدعوة الدول الأعضاء إلى الوقوف دقيقة صمت للصلاة أو التأمل.
وقال في أعقاب ذلك: "بينما نبدأ الدورة السابعة والسبعين، فإننا نفعل ذلك في عالم تتسع فيه الانقسامات الجيوسياسية وعدم اليقين الذي طال أمده."
وأوضح أن الجائحة – رغم أنه بات بالإمكان إدارتها - تستمر في إحداث الفوضى في جميع أنحاء العالم؛ إضافة إلى انعدام الأمن الغذائي الحاد، وارتفاع أسعار الطاقة، واضطرابات سلسلة التوريد العالمية، كل ذلك يعني كمية أقل من الغذاء لأولئك الذين يعانون بالفعل من نقص فيه، بينما يهدد التضخم القياسي بزعزعة مجتمعاتنا.
وأضاف أن الصراع يخلق اضطرابات إنسانية لم نشهدها منذ الحرب العالمية الثانية، ويختبر قوة مؤسساتنا.
وكان الصراع في أوكرانيا نقطة تحوّل بالنسبة لنا جميعا، بحسب السيد كوروشي، وحذر من أنه ما لم نتوخى اليقظة، يمكن لطريقة تسمّى "الحرب" – مستهجنة ومستنكرة بحق لعقود – أن تظهر مرة أخرى بشكل متكرر في مجموعة أدوات حياتنا الدولية.
وقال: "يجب أن نبذل قصارى جهدنا لدعم وحماية قيم ميثاق الأمم المتحدة ومبادئه. لا يمكن يكون هناك انتقاء، وبالتأكيد ليس في هذه الأوقات المضطربة، وغير المؤكدة."
ودعا إلى اعتماد نهج وقائي وإنهاء النزاعات والأزمات قبل اندلاعها.
"الحلول من خلال التضامن والاستدامة والعلوم"
أشار السيد كوروشي إلى أن العالم يتطلع إلى الأمم المتحدة للحصول على إجابات. وتتحمل الجمعية العامة، بصفتها الهيئة التداولية الرئيسية في المنظمة مسؤولية خاصة.
وقال: "بعد أن بدأت فترة ولايتي كرئيس، أهدف إلى تسخير المواهب لهذا المجتمع من الدول الأعضاء في صياغة الحلول المنهجية اللازمة لتغيير عالمنا. بقبولي هذا الامتياز، تعهدت أن أعمل كوكيل للتعددية والتعددية الثقافية والتعددية اللغوية."
سأبذل أنا وفريقي قصارى جهودنا للدفع باتجاه ’الحلول عبر التضامن والاستدامة والعلم‘ – الشعار الذي اخترته لهذه الرئاسة
كما تعهد بأن الحياد سيكون السمة المميزة للعمليات. "سأبذل أنا وفريقي قصارى جهودنا للدفع باتجاه ’الحلول عبر التضامن والاستدامة والعلم‘ – الشعار الذي اخترته لهذه الرئاسة."
ومن هنا، أعرب عن رغبته في اتباع نُهج متكاملة وتعزيز دور العلم في تشكيل القرارات.
وتابع يقول: "سأعمل على تعزيز التقدم القابل للقياس في تحوّل الاستدامة – وغرس التضامن الذي نحتاجه لتحقيق اختراقات أو لتجنب الكوارث في المستقبل."
وأوضح أن تقييم أهـداف التنمية المستدامة لا يكفي ببساطة، وقال: "نحن بحاجة إلى المزيد من العلم إلى جانبنا إذا أردنا تحقيق الأهداف بحلول عام 2030. ويجب علينا جميعا بذل المزيد من الجهود، لأنه كما قال أبراهام لينكولن ’لا يمكنك الهروب من مسؤولية الغد بالتهرب منها اليوم‘."
وشدد على أن الأمم المتحدة قادرة على توفير الموارد لتقديم المساعدة المنقذة للحياة. "يجب أن نستخدمها بأفضل ما لدينا من قدرات. لا يمكننا أن نسمح للتوترات الجيوسياسية أو انعدام الثقة بأن تكون عقبات في نهاية المطاف أمام الحفاظ على حقوق الإنسان والكرامة الإنسانية."
أزمات متفاقمة
حذر السيد كوروشي من أنه مع ارتفاع حرارة كوكبنا، وندرة الموارد الطبيعية، ستزداد الصراعات سوءا. وتستعد أزمة المياه لتصبح أكبر تهديد مقبل لنا.
كما تطرق إلى ما شهدته الأسابيع الأخيرة من درجات حرارة قياسية وحرائق مستعرة وفيضانات مدمرة. "يبدو كما لو أن الطبيعة الأم تقاوم. لكن القليل من أسلحتها مدمرة مثل تلك التي صنعناها بأنفسنا."
وأشار إلى مخاطر استخدام الأسلحة النووية "الذي لم يكن أبدا خلال الأعوام الأربعين الماضية أكبر مما هو عليه اليوم." وأكد أن هذا الواقع المشؤوم يدعونا جميعا إلى الاتحاد حول مسألة نزع السلاح. وينطبق ذلك أيضا على الأسلحة الصغيرة والأسلحة الخفيفة، والتي يُعدّ انتشارها عقبة كبيرة أمام تنميتنا وتقدمنا في جميع أنحاء العالم، وقال: "يجب أن نعمل على وقف تجارتها غير المشروعة."