العربية بين بلاد العُجم و أهل اللغة
أصبح إدخال بعض الكلمات الإنجليزية في وسط اللغة العربية أمر طبيعيًا بالنسبة للكثير، بل أصبح أيضًا عدم التحدث بالإنجليزية أثناء الكلام هو جهل بالنسبة لآخرين؛ فالبعض أهمل اللغة العربية بشكل كبير وأصبحوا لا يقدرون أهميتها على الرغم من كونها لغة القرآن الكريم ولغة سيد الخلق سيدنا محمد(صلى الله عليه وسلم)، فلغتنا الجميلة كلماتها تعبر عن جمال خاص فهي تحمل في طياتها الكثير من المعاني.
وبالرغم من تهافت العديد من الأجانب على تعلم اللغة العربية وآدابها وعلى رأس الدول التي يتسارع مواطنيها لتعلم تلك اللغة الجميلة هي دولة ماليزيا، حيث يلقبون من يتعلمها بـ "سيد البلاد" ويتوجونه وتراهم داخل جامعة الأزهر يجلسون على أرصفة الشوارع وداخل أروقة الجامعة رغبة منهم فقط في تعلم اللغة من شدة جمالها، في حين يهملون أصحاب تلك اللغة قواعدها ويحاولون تهجينها بلغة أجنبية أخرى.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، ولكن أيضًا بدأ البعض يكتبون على مواقع التواصل الاجتماعي باللغة العربية ولكن بحروف اللغة الإنجليزية والتي يسمونها البعض "الفرانكو آراب"، وهنا يجب أن تحدث الوقفة فاللغة العربية هي وسام على صدر من ينطق بها فهي اللغة السامية واللغة القدسية.
فلا يدرك البعض الصراع الذي حدث في السابق وبالتحديد أثناء الاحتلال الفرنسي على مصر، فلولا سعد باشا زغلول لما كانت اللغة العربية موجودة؛ إذ يعزى له الفضل في حفظ اللغة العربية بالمدارس كلغة أولى حينما تولي عمومية المعارف.
واللغة ليست فقط أداة أو وسيلة تواصل بين الأفراد ولكن اللغة هي هوية البلد، وليس بالضرورة اللغة العربية فقط ولكن أي لغة أخرى، فإذا فقدت الهوية فقدت ثقافة البلد، ومع ذلك فإن تعلم لغة أخرى بجانب اللغة الأم هو أمر جيد، ولكن إدخال بعض الكلمات من لغة خلال التحدث باللغة الأم هو أمر ليس بهين ويجب التوقف عنه.
وعلى سبيل التفاخر بأهمية لغتنا الجميلة "اللغة العربية"، فكانت قد خصصت منظمة الأمم المتحددة، يوم 18 ديسمبر من كل عام يومًا عالميًا للاحتفال بها، إذ تعد من اللغات الست الرسمية.
وفي الختام، يجب ألا نغفل عن قيمة لغتنا العربية والتي لا تكفي مقالة واحدة فقط للحديث عن أهميتها بل وإذا سمحت الفرصة فإنني أطالب بإطلاق مشروع للحفاظ على اللغة العربية وتوعية المواطنين خاصة فئة الشباب التي تهتم أن تصبح على "الموضة" وأن تتحدث كالأجانب بأهمية اللغة التي تعبر عن هويتهم وثقافتهم.